أغنام الفقراء تتضور جوعا .. وتهدد بالانتحار!!


جاء الدور أخيرا على ماشية الفقراء لتتضور جوعاً الان، لأن قرارا من حكومتنا جاء لرفع أسعار أعلافها بحجة ان  حرائق في روسيا، وارتفاع اسعار هذه المادة عالميا ،ومع سياسة تحرير الاسعار وتشجيع الاستثمار ...ضاعت الاغنام كما ضاعت مراعيها من زمان ...فسياسة الخصصة طالت مراعيها فلم تجد مكان  ..ولا ارض تأكل من حشائشها ولا علفا داخل سياجها الآن... 

 لدرجة أن تلك الماشية أصبحت ترى بعد خبر رفع اسعار اعلافها انه ترفاً لا سد الرمق كما كان ...

وسؤالي الان ..كيف تقدم الحكومة على مثل هذه الخطوة مع أن المسؤولين في وزارة الزراعة والصناعة يعرفون عمق اثارها وابعادها ؟!!!

مهلا حكومتنا الرشيدة.. فهذه الخطوة خطيرة جداً وسوف تنعكس سلباً على الثروة الحيوانية في الاردن او بقايا الثروة الحيوانية، فارتفاع اسعارالاعلاف سوف يرهق كاهل مربي الاغنام، وقد يضطرون لترك مهنة آبائهم وأجدادهم التي كانت دوما  ترفد السوق المحلي  بمعظم المواد الغذائية الضرورية لمعيشة المواطن من الأجبان والألبان واللحوم.

ليس هذا فحسب،، بل سيرفدون سوق العمل مزيدا من العاطلين عن العمل... الا يكفينا طابور العاطلين عن العمل ام ننتظر ليصبح جيشا جرار!!

اليس هناك بدائل افضل كان على الحكومة ان تتبعها بدل هذا القرار...  ام ان لها اهداف اخرى من وراء هذا القرار!!!!!!!

اذكّر حكومتنا الرشيدة انه في عام 1999 قدمت السودان عرضا على الحكومة الأردنية انذاك على شكل منحة لاستغلال 200 ألف دونم من الأراضي على نهر النيل لزراعتها وسد احتياجات الأردن من المحاصيل الزراعية، إلا أن الحكومة الأردنية لم تستغل هذه المنحة ، وتقاعست عن ذلك. بالمقابل قدمت الحكومة السودانية أرضا للقوات المسلحة الأردنية مساحتها 26 ألف دونم،  حيث قامت القوات المسلحة بإنشاء شركة «البشاير» عليها وملكيتها بالكامل لها، و أخذت هذه الشركة على عاتقها تنفيذ المشروع ، ونفذته بالفعل واصبح الان  من أبرز المشاريع الزراعية الريادية في المنطقة العربية،والحق يقال ان «البشاير» تشكل قصة نجاح حقيقية يشار إليها بالبنان ويتحدث عنها أهل السودان كتجربة نوعية فريدة.

ورغم شح الإمكانات حقق القائمون على المشروع في عامين ما عجزت عنه الحكومة الاردنية في أعوام!!!.

 كان على الحكومة الاردنية عدم  تفويت فرصة استغلال الاراضي الممنوحة للاردن في السودان ، لانه كان بالامكان  توفير حاجة الاردن من القمح والاعلاف ..فلماذا فوتت الفرصة؟؟؟ رغم أن القيادة العامة للقوات المسلحة أوعزت منذ مدة طويله بوضع كل امكاناتها المتاحة تحت  تصرف الحكومة في حال رغبت في استغلال الأراضي المخصصة لها، إلا أن الشركة لم تتلقَّ أي طلب بهذا الخصوص من الحكومات الاردنية!!!لماذا؟؟!!!!!!!

أم ان للحكومة سياسة اخرى ..في فتح الباب لمستثمرين من القطاع الخاص لتسمين الخراف في السودان ، وبيعها في الاردن باعلى الاسعار!!! ليمارس التجارهوايتهم بالاحتكاروالتلاعب  بالاسعار!!!!

بعد سرد هذه الحقائق لن يكون هناك عذرلرفع اسعار الاعلاف ..فالحل بيد الحكومة فعليها تغيير سياستها في عدم  ترك الامور للقطاع الخاص وعليها التخلي عن سياسة الخصخصة  واخذ زمام الامور بيدها  وان تقوم بالاستثمار الحكومي محليا و في السودان ،  لتحقيق الامن الغذائي الذي اصبح ضرورة قصوى لتوفيرالقمح للانسان والاعلاف للاغنام ،فقد بات واضحا للعيان ،  ان الدول الكبرى تتخذ  من الغذاء سلاحاً سياسياً للضغط على بلادنا العربية بشكل عام ، للتدخل في شئونه الداخلية لخدمة أهدافها ومصالحها ،، وإملاء الشروط لتمرير الأجندات الخاصة. اما آن الوقت لتتبع حكوماتنا سياسيات تصب في صالح شعوبها !!!!!!!!فيجب تغيير المساروتصحيح المنهج قبل فوات الاوان!!!!!!!!



تعليقات القراء

محمد الزواهره
الاخ محمد مشكور على كتابة هذا المقال الذي يتكلم عن معانات شريحة كبيرة من ابناء هذا البلد الطيب
هذه الشريحة التي تاكل خبزها ممزوج بالدم والهم والغم
والتعب يمضي صاحب الاغنام الايام الطويلة فى البرد القارس وحرارة الشمس االمحرقة ويسهر الليالي من اجل لقمة عيش يحفظ بها ماء وجهه عن السؤال وطلب الرواتب من التنمية الاجتماعية او الانضمام الى شلال الزعران والهمل للقيام باعمال السرقة وقطع الطرق ان اهل الاغنام يطلبون من الله ثم من سيد البلاد النظر اليهم بعين العطف والشفقة
اللهم فرج كربنا اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والكسل والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال.
اللهم ارزقني رزقا لاتجعل لاحد فيه منَه ولا في الاخرة عليه تبعه برحمتك ياارحم الراحمين .
اللهم صب علينا الخير صبا صبا ولا تجعل عيشنا كدا كدا .
اللهم ان كان رزقي في السماء فانزله وان كان في بطن الارض فاخرجه وان كان بعيدا فقربه وان كان عسيرا فيسره وان كان قليلا فاكثره وبارك فيه برحمتك ياارحم الراحمين
اللهم احفظ الاردن من كل مكروه واحفظ قيادة الهاشمية
18-09-2010 02:25 AM
زايد محمد
كل الشكر للاستاذ محمد سليمان على المقال الرائع والمهم ... منذ انتشار الخبر كنا نتسأل لماذا هذا القرار جاء في هذا الوقت بالذات ... ولاي مصلحة يمكن أن يكون ؟؟؟؟؟؟؟ ولماذا اتخذ بعيدا وراء الكواليس .. ثم طرح أي انه لم يراعي الظروف الحالية مما يعانية المزارعون ومربوا الماشية ؟؟؟؟؟؟ فهل هذا القرار صائب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يبدو ان ثمة امور كثيرة تحتاج لاعادة النظر وتقويمها .. قبل حدوث كوارث "ماشوية وزراعية " من شأنها ان تشل حركة هذين القطاعين الهامين ؟؟؟؟ وتضيف قائمة جديدة مكن العاطلين .... ونصبح في ورطة جديدة .....؟؟؟؟!!!!!!!! واذا كان الامر كذلك بسبب غلاة هذا الصنف .. فلماذا لم تستغل ارض السودان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!!! طبعا الاجابة هي امتحان لدخول زمن العجايب ؟؟!!!!!
18-09-2010 03:31 AM
ابن بلدي
شكرا استاذي .... صدق الحكومة مش لاقية لعبة ... مش عارفة كيف بده تغطي العجز .. وترضي الحيتان في نفس الوقت ..... ودايما المواطن موكلها في كل الجهات ... تحياتي يلقلمك الحر
18-09-2010 03:33 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات