يومُ المعلم، ومضةٌ في بحرٍ لُجيٍّ!! 


إلى من كانت إشراقاتهم مضيئة لحضارات العالم ...إلى ينابيع الحكمة... إلى شعلة المعرفة... أينما حلوا وارتحلوا ....هنيئا لكم العطاء... أينما وجدتم، هنيئا لكم يومكم الأغر هذا... 

أيها المعلمون: يطيب لي في ذكرى يوم المعلم؛ بأن أسطر كلمات شكر وتقدير وعرفان، لكل معلم مخلص أمين، يفني عمره في تعليم أبناء أمته ووطنه؛ العلم النافع والمعرفة الجامعة؛ ليزيل عنهم سدف الجهل، ويبصرهم بنور العلم؛ مبتغيا رضوان الله عز وجل، ممتثلًا أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم القائل : " تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عباده، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ... " 

أيها المعلمون الأفاضل : 

إخلاصكم وتفانيكم في تعليمكم يجعلكم مثالًا يُحتذى، وهاديًا يُرتجى، ويهتدى إذا احلولك ظلام الجهل، وخيمت عروشه، وامتدت أيدي الناس تلتمس النور وتنشد الهدى، فليس لها بعد الله إلا العلم، فهنيئًا لكم هذه المكانة الرفيعة . 

فأنتم المورد العذب لكل ظامئ، والموئل الآمن الذي يحتضن كل من أتعبته الحياة، فصار حائرًا في أمره، ومشَوِشًا فكره . 

تردوا الشارد، وترشدوا الحائر، وتعلموا الجاهل. وتبثوا اليقين إلى قلب المرتاب بالدليل الساطع، والبرهان الظاهر؛ لأنكم تعرفون مكمن الداء، وتملكون بلسم الشفاء؛ لكل مريض وما العلم إلا ذاك. 

به تسود الحضارات، وترقى وتنتعش الحياة وتبقى، وبدونه تتخلف وتشقى فهو إكسير الحياة. 

ومجدها لمن ابتغاه وقصده، والحصن المنيع لمن تحصن به، والعز لمن طلبه لله وحده . 

واعلموا أن قوة هذا العصر في العلم، فلم تعد الخصومة بين الحق والباطل تحتاج إلى ساعدين قويين، ولكن تحتاج إلى عقلين قويين. 

" والحكمة البالغة التي أرادها الله جل وعلا في أن يكون الانتفاع بخيرات الأرض وثرواتها وطاقاتها انتفاعًا مباشرًا لا يلغي دور الإنسان، وإنما جعل هذا الانتفاع متوقفًا على الجهد البشري المتمثل في العلم والعمل. 

إن التعلم والتعليم قوام الدين والحياة، فلا بقاء للحياة إلا بهما، ولا تزدهر إلا ببقائهما. 

قال "حكيم تعلموا العلم فإن كنتم سادة فُقتم، وإن كنتم وسطا سُدتم ، وإن كنتم سُوقة عشتم". 

وقيل : 
إِن المعلمَ والطبيبَ كلاهُما . . . . لا ينصحانِ إِذا هما لم يُكَرما 
فاصبرْ لدائكَ إِن أهنتَ طبيبَهُ . . . . واصبرْ لجهلكَ إِن جفوتَ مُعَلِّما 

فاللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى نور العلم والفهم، ومن وحل الشبهات إلى جنات القربات، اللهم اغننا بالعلم، وزينا بالحلم، وأكرمنا بالتقوى، وجملنا بالعافية، ونسألك الإخلاص في القول والعمل، والخلاص في الدنيا والآخرة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات