لماذا أجّل اليهود حدود دولتهم؟ 


لو اننا طرحنا سؤال من نوع: لماذا أجّل اليهود حدود دولتهم حتى اللحظة؟ ..قطعا سيكون الجواب عند العرب مختلف تماما عنه عند اليهود, والسبب اننا (امة غائبة الوعي) لا اكثر ولا اقل من ذلك, والغريب العجيب ان ثقافتنا الهشّة تقول ان اسرائيل ليست دولة لعدم توفر عنصر من عناصر الدولة المعروفة فيها والمتمثل في عدم وجود حدود للدولة, فنحن للأسف الشديد فهمنا عدم وجود حدود لدولة اسرائيل حتى اللحظة ضعف, وهم فهموا عدم وجود حدود لدولة اسرائيل حتى اللحظة قوة قادمة. 

اسرائيل بالتأكيد تمتلك عناصر الدولة (شعب, حدود, سلطة) منذ وعد بلفور عام 1917م, بمباركة حكومة بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين, وبقيت فكرة الحدود المؤجلة لدولة اسرائيل قائمة لديهم حتى اللحظة, في حين انهم مضوا قدما وحسب الاولويات في بناء السلطة السياسية, وتسهيل حملات تهجير اليهود من(...) الى فلسطين منذ ذلك الوعد الى يومنا هذا, وقد ترك اليهود عن قصد حدود دولتهم مؤجلا لحاجة في نفس «يعقوب», وهنا نتساءل؟ ما هي الحاجة التي كانت في نفس النبيّ «يعقوب» عليه السلام والتي اقتضت أن يطلب من ابناءه أن يدخلوا ويخرجوا من أبواب متعددة وليس من باب واحد, ..هل هي الحاجة الأمنية؟ 

حدود الدولة اي دولة, كما يعرف الجميع تعني خطوط يتم رسمها كخطوط متصلة أو مقطعة على الخرائط باستخدام الصور الجوية لتبين الأراضي التي تمارس فيها الدولة سيادتها والتي تتمتع فيها الدولة وحدها بحق الانتفاع والاستغلال، وذات خصائص معينة مثل اللغة والأفكار والميول والاتجاهات والعملة التي يستعملونها الى غير ذلك من امور سيادية, ..مفهوم حدود الدولة عند اليهود اكثر من أربعة جهات, في حين ان مفهوم حدود الدولة عند العرب اقل من أربعة جهات, وهذا هو الفرق الجوهري في حصص الجغرافيا عندنا وعندهم. 

الذي يقرأ تصريحات «نتنياهو» الاخيرة حول ضم (غور الاردن) لدولة اسرائيل المزعومة, يدرك تماما ان سبب تأجيل اليهود لحدود دولتهم حتى اللحظة هو ان الحدود النهائية لدولة اسرائيل لم تُرسم بعد من وجهة نظر اليهود, فهم ينظرون الى ضم (خيبر) السعودية الى دولة اسرائيل, وضم (صعدة) اليمنية الى دولة اسرائيل, وضم (بابل) العراقية الى دولة اسرائيل, وضم (أكادير) المغربية الى دولة اسرائيل, وهذا يعني ان تصريح «نتنياهو» الاخير حول ضم (غور الاردن) لدولة اسرائيل هو تصريح مستفز للعالم العربي اجمع, واعلان حرب على العرب جميعا. 

اعتقد جازما ان درس الجغرافيا لدى الطلبة عند الكيان الاسرائيلي يختلف تماما عن درس الجغرافيا لدى الطلبة في عالمنا العربي, درس الجغرافيا لدى الطلبة في الكيان الاسرائيلي يعني ان حدود الدولة تتسع يوما بعد يوم بحجة ازدياد عدد السكان من خلال الهجرة الى..! في حين ان درس الجغرافيا في عالمنا العربي يعني ان حدود الدولة تضيق يوما بعد يوم بحجة (انكماش) عدد السكان من خلال الهجرة من..! 

ثم ان اليهود فهموا أبواب النبيّ «يعقوب» عليه السلام بطريقة مختلفة عن فهمنا لها, فقد فهم اليهود أبواب النبيّ «يعقوب» عليه السلام من خلال فتح الحدود وفتح الآفاق بغرض الامن والانتفاع والاستغلال, في حين ان العرب للأسف الشديد فهموا أبواب النبيّ «يعقوب» عليه السلام من خلال غلق الحدود وغلق الآفاق بغرض الفوضى والتشتت والانتكاس والتراجع. 

لقد فسّر العرب تصريح «نتنياهو» المتعلق بضم (غور الاردن) لدولة اسرائيل, فسّروا ذلك في ضوء الدعاية الانتخابية القادمة التي سيخوضها نتنياهو, متناسين ان «نتنياهو» يهودي التكوين والتصميم, وهو يؤمن كل الايمان بفكرة مفادها ان حدود دولة اسرائيل لم تُرسم ولم تكتمل بعد, فهو ينظر الى (غور الاردن), و(خيبر), و(صعدة), و(بابل), و(أكادير), و(...) أبواب للنبيّ «يعقوب» عليه السلام العديدة التي طالب ابناءه الدخول والخروج منها كي يكونوا آمنين مطمئنين في قادم ايامهم. 

حدود دولة اسرائيل ابعد من ما نتصور نحن العرب, فهي حدود ابعد عن عام 1948م, وابعد عن عام 1967م, ان حدود دولة اسرائيل السابقة من الفرات الى النيل قد تم تعديلها لتصبح من (أكادير) المغربية غربا, الى (بابل) العراقية شرقا, كل ذلك يمكن التقاطه من تصريحات المسؤولين والساسة عندهم سواء كان ذلك بمناسبة الانتخابات ام غيرها من المناسبات,...والله اعلم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات