مواقع التواصل .. رد "المعلمين" السريع يثير الشكوك


جراسا -

خاص - مضى أسبوع كامل على إضراب المعلمين وكانت الآمال أن تنتهي هذه الأزمة من خلال صيغة توافقية بين الحكومة ونقابة المعلمين ، وكان الآباء والأمهات ينتظرون خبرا مفرحا بعودة أبنائهم لمقاعد الدراسة.

اليوم زاد الإحباط وأصبحت الأمور لا تصب في مصلحة الطرفين ، لسببين:

الأول : فشل الحكومة بإدارة هذا الملف من خلال التواصل المباشر مع مجلس نقابة المعلمين ، وليس في منازل النواب ، أو تفويض آخرين بالتحاور معهم .

الثاني : التعنت من قبل نقابة المعلمين من خلال تصريحاتهم ، وموقفهم الحازم ، وكأنهم منتصرون وواثقون بأن الحكومة سترضخ لهم ، كما رضخت بعد مماطلتهم خلال الإضرابات الثمانية السابقة .

إلا أن المؤشرات تدل على أن هذا الإضراب وهو التاسع لن يكون سهلا عليهم .

اليوم وللأسف أخطأ رئيس الوزراء الرزاز مجددا من خلال رسالته التي بثها ، والتي تحمل في طياتها بوادر طيبة ، ورسائل لمجلس النقابة بهدف التحاور والوصول الى تفاهمات.

لكن المفاجأة أنه وفور بث رسالة الرزاز ، سارعت نقابة المعلمين برد فوري دون تحليل لهذه الرسالة ، ودون فهم مضامينها أو استغلالها للتواصل والجلوس مع الحكومة ، و من هنا جاء انتقاد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والمراقبين لنقابة المعلمين ، حيث انتقد بعض الذين كانوا مؤيدين لموقف النقابة تسرعهم في الرد ، الذي دفع الكثيرين للتساؤل والشك بأن رد النقابة هو موقف كان مرتبا من ذي قبل ، بغض النظر عن موقف الحكومة ، فكان الأحرى بها التروي مليا وبشكل كبير قبل التصريح بأي رد ، وهذا فسح المجال للجميع للقول بأن القرار لا يعود للنقابة ومجلسها ، والله أعلم.

الانتقادات طالت رد النقابة ، كما طالت سابقا رد الأمن العام السريع على ما ادعاه أحد المعلمين من تعامل في المركز الأمني لدى توقيفهم عقب وقفتهم الاحتجاجية.

المشهد الآن أصبح مقلقا ، فالنقابة أصبحت تمارس الضغط بتحشيد من أعضائها ، وأصبحت أسيرة لموقف أعضائها وتيارات بداخلها ، وأصبحت تتحكم بالمسيرة التعليمية ومستقبل الطلاب.

ونتساءل هل عامل الوقت لصالح النقابة ؟ وهل يعتقد مجلس النقابة أنه قادر على ليّ ذراع الدولة ؟ وهنا نتكلم عن الدولة وليس الحكومة.

نحن جميعا متعاطفون مع المعلم ، ولكن بنفس الوقت مستقبل الطلاب أمانة ، فالأزمة طالت ، وعامل الوقت ليس في صالح الطرفين ، والطالب الذي تدور عليه رحى العملية التربوية ، والذي هو ابن الوطن لن يرحم أمام الله تعالى ثم التاريخ من قصر بحقه من الطرفين.

على مجلس النقابة أن يعي تماما أن المصلحة العليا فوق كل اعتبار ، وعلى رئيس الوزراء أن يعي ذلك أيضا ، وعليه ، أي الرزاز ، أن يجتمع مع مجلس النقابة ، ويطلعهم على كل الأمور ، ويتوصل معهم لتفاهمات ، وعلى مجلس النقابة بذات الوقت عدم التزمت ومحاولة فرض شروطهم ، كما أنه على جميع الأطراف التي ليس لها علاقة الإبتعاد عن المشهد ، وأن لا يخوضوا مفاوضات بالوكالة.

الطلاب والوطن هما الخاسر الوحيد في هذه المعركة التي لا غالب ولا مغلوب فيها ، وبالتالي نقول لمجلس النقابة أن الرد السريع ليس لصالحكم ، وأنه زاد الشعور بالشك تجاهكم.



تعليقات القراء

ماذا
اين المشكلة لو انتصر المعلم. اليس هو هو اساس المجتمع . هو كل شيء
صدقو المعلم اذا يفشل يفشل كل شيء . لان به ترتفع الهمم وبه ترقى الامم ان شاء الله تنحل وترجع الامور للمسار الصحيح
14-09-2019 09:53 PM
معلم.
جرسا الان رجع التوازن . بخبر المواطنون. يدعون الرزاز للا استجابه للحوار .
كل الشكر
14-09-2019 09:56 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات