كتب التاريخ المدرسي وهيكل


تقوم الدنيا ولا تقعد كما يقول المثل الشعبي إذ ظهر صحفي او كاتب يتحدث عن الأردن،بما لا تهوى أنفس مسؤولينا،كما هو حاصل في مسلسل إساءات الصحفي والكاتب المصري محمد حسنين هيكل على شاشته الجزيرة الفضائية.
هنا تجد أرباب الفكر والقلم تشحذ ألسنتها ومداد أقلامها في سبيل تفنيد ادعاءات هيكل وأمثاله التي تشوه تاريخنا الأردني وتحرف مساره خارجيا بمقابل تعمل بعض الجهات في الداخل على طمس التاريخ الأردني عن بكرة أبيه دون ان يحرك احد ساكن.
لكن،مع اختلافنا مع هيكل وطرحه،فقد فتح الرجل عيوننا على حقيقة مره جدا تتلخص بعدم وجود توثيق حقيقي لتاريخ الأردن المعاصر،وحتى وان وجد فان غالبيته العظمى محفوظة في الصدور لا في السطور .طبعا هذا يشكل كارثة لا نهاية لها ستطال بأثرها الأجيال القادمة بلا ادني شك ان بقيت الحال لم تراوح مكانها.
لا ننكر ان تاريخنا الأردني حافل بالأمثلة التي تشكل قصة تحكى وتسطر بأحرف من ذهب أمثلة نرفع رؤوسنا بها وعلى سبيل المثال راشد الخزاعي حسين الطراونه هزاع المجالي وصفي التل كليب الشريدة عودة أبو تايه وغيرهم الكثير من الرجال الرجال الذين أضاءوا سماء أردننا وكان لهم دورا بارزا في الحفاظ عليه وعلى مكتسباته الوطنية.
الحقيقة المرة لا يمكن إنكارها او إخفاءها حتى وان حاول البعض بما لديهم من قوة وسلطان ،الحقيقة تقول ان تاريخنا مقتول مهزوم مأزوم مغتال بيد البعض أكان خارجياً او داخليا إرضاء لأجندة مصلحيه دولية وإقليمية .
لا يوجد تاريخ أردني حق في مقررات وزارة التربية والتعليم،في كافة مراحله وحتى وان وجد فهو لا يدخل في باب رفع العتب البعيد عن التفسير وشحذ الهمم،لو إن احد ما قرر ان يأخذ جميع كتب التاريخ في كافة المراحل الدراسية لأصابته فاجعة او أزمة قلبية،حيث يغلب علية التكرار أولا والاختصار،وتركيز على الأفراد بمقابل شطب الشعب،كما ان القارئ لا يجد جديد بالمجمل فلا اتصال بين مثلا تاريخ الصف السابع الذي يتحدث عن الحضارات القديمة في العالم ومن ضمنها المنطقة العربية وتاريخ الثامن الذي يتحدث عن تاريخ أوروبا وتاريخ التاسع الذي يتحدث عن الحضارة الإسلامية.
لا يوجد في هذه الكتب عناوين عن تضحيات رجال الأردن الذين سقطوا دفاعا عن الأردن ،لا يوجد ذكر لثورة الكرك مثلا التي كانت الشرارة الحقيقة للثورة العربية الكبرى،لا يوجد مثلا ذكر لدور الجيش الأردني وقادته في الدفاع عن ثرى فلسطين من أمثال عبد الله التل،كما لا يوجد حديث عن الأسباب التي قادت الى أحداث أيلول الأسود والجبروت الذي وصلت له المنظمات الفلسطينية الفدائية وتغولها على الأردن .
الموجود في كتب تاريخنا في الحقيقة ما هو إلا صورة لسياسات مستوردة من الخارج اعتقد انه آن أوان إعادة النظر في مضمونها لا إرضاء للغريب بل إرضاء للرب وللشعب وللأجيال القادمة التي لن تغفر لأحد سوف يساهم في استمرار هذا التسيب .
تاريخنا الأردني كما يقول احد أهم الكتاب الأردنيين الكبار يحوي الكثير من الإسرار،ولو كتب بحق لقلبت الطاولة على رؤوس البعض،لكن بعض السياسات تحول دون كتابة هذا التاريخ،ونحن نقول ونضيف على ذلك ان الاستمرار بهذا لسوف يقود الى إنكار جهود أبناء الأردن في بناء وحماية هذا الوطن،فمن لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل له.
نريد ان نخط تاريخ وطننا بأقلامنا وان ندرسه لأبنائنا وبناتنا في كافة المراحل حتى يكون بمثابة حصن ولاء وانتماء لهذا الوطن الذي نعشق ونحب.
قد يقول قائل ان هذا بعيد عن الصحة،فالكتب التاريخ المدرسية الأردنية تحوي الكثير من المعلومات،فأقول ان هذا صحيح 100%،لكن هل يستطيع احد ان يقول لنا لماذا تم أخفاء دور رجال الأردن الحق من صفحاته ولما يتم التعتيم على كتابة مراحله خاصة تلك التي تمتد ما بين خمسينيات القرن الماضي وسبعينياته.
يا خوان في مدارس الدول المتقدمة وجامعاتها،يجبر الطالب القادم اليها من أصقاع الدنيا على دراسة تاريخها بتفاصيله بسلبية وايجابياته حتى وان تضمن أساءه مباشرة للدولة القادم منها،طبعا هذه المساقات اساسية للقبول في المدارس والجامعات الغربية.
في الأردن يختلف الحال،الطلاب المراحل الأولى الدراسية يتم إعطاءهم تاريخ يعتمد على الحفظ ولا يلبي طموحات تساؤلاتهم،وفي المراحل الابتدائية يتم حقنهم بتاريخ حضارات قديمة،وعندما يصل الطالب الى المرحلة الثانوية يتم تخيره ما بين التاريخ ومواد اخرى،مع ان المنطق يقول ان هذا العمر هو الذي يكثر فيه تساؤل الطالب عن ماهيته الأشياء وأسابها ونتائجها.
وعندما يتخطى الطالب المرحلة الثانوية العامة يدخل الى الجامعات الأردنية والتي تقوم هي الأخرى بتلقينهم وفق سياسة التدليع والتمييع القائمة على مساقات اختيارية لا إجبارية باعتبار ان التاريخ الأردني في نظر هؤلاء لا يمثل أولوية فمكانة على الرف وعلى الهامش وينفع ان يكون في متاحف الانتيكة.
كتب التاريخ المدرسي اليوم لا تحوي شيئا من انجاز الأردن الحضاري المعاصر شي اللهم خلا رتوش هنا وهناك لا تغني ولا تسمن من جوع،لو طرحنا سؤال على طلاب الصف التاسع مثلا متى استقلت الأردن؟؟ لعجز غالبية الطلاب عن الجواب،او عن أسباب التي قادت الى استقلال الأردن؟؟ولو سئلنا طلاب الثانوية العامة سؤال من نوعية،عدد عشرة من رجالات الأردن الذين كان لهم بصمه واضحة في تاريخية؟؟؟ لعجز السواد الأعظم منهم عن الإتيان بجواب،فقط سلب منهم السلطان(...)!!!!!!!
المشكل وان اقتربت من حدود وزارة التربية والتعليم فهي ذو بعد سياسي له علاقة بما يحيط بالأردن من مصائب وكوارث تعتمل في قلب المنطقة تتحكم بها أجندة دولية نعلمها ويعلمها الجميع وآن الأوان لنقول لها لا وألف لا لهم ولكل من سار دربهم فالأردن ثابت وهم متغيرون سيذهبون أدراج الرياح وان طال الزمن هم ومشاريعهم وسياساتهم وقراراتهم.... الله يرحمنا برحمته ...... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركة.

KHALEDAYASRH.2000@YAHOO.COM



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات