الأسير حسن سلامة يرثي الشهيد الأسير السايح


جراسا -

رسالة الأسير حسن سلامة في وداع الأسير الشهيد المجاهد بسام السايح

الشهيد بسام: أم الشهيد رقم 221

الأسير بسام انتقل إلى رحمته تعالى فأصبح الشهيد رقم 221؛ وأمس وقبل أمس وبعد وقبل الأسير رقم ... ومن ثم الشهيد رقم .. هكذا أفضل لرفع الحرج عن الجميع، كان رقما ومات رقما، هل ستقوم الدنيا وتقعد وتغلي الأرض وتزبد وتبرق السماء وترعد !! حاشى وكلا ولا وأبدا ومستحيل وغير ممكن. فما أنتم إلا أرقاما في عالمكم هناك حيث يسجنونكم بعيدا عن كوكب الأرض الذي نسكنه نحن الثوار والقادة الكبار حيث القيمة والقامة فإن مات أحدنا قلبنا عاليها واطيها، وحيث تموتون في سجنكم لا نسمع ولا نبصر ليس لكم عندنا إلا بيان التعزية وهو مكتوب بنسخ كثيرة ونتلوه على حسب ما يناسبنا أوراق تطير وأقوال تثور. هذه الدنيا وهذه تقسيماتها فلترضوا بقسمتكم وحياتكم ولا تنظروا لنا فالفروق بيننا كثيرة.

هذه الحقيقة واسمحوا لنا الآن فعندنا حفلة كبيرة سنقيمها على شرف تخريج وحدة نخبة من أجل تحرير الوطن السليب فهذا همنا وحوله اهتمامنا ونتمنى ألا يطول ذلك ويكون التحرير قريبا حتى نصل لكم ونبحث عنكم ونحرر من تبقى من الأرقام عندكم حتى نعيد لهم قيمتهم وقامتهم بعد أن نأتي بهم إلى عالمنا.

آه يا بسام كم كنت رائعا وأنت رغم مرضك ووجعك ما فارقتك الابتسامة، كنت أتحدثُ معك عندما التقينا في سجن جلبوع وأنظر إليك وأسأل نفسي وأنا بالكاد أسمعك أي رجل أنت بهذه الروح الوثابة والتي رغم انحباسها في جسدك الذي أنهكه المرض ما ضعفت ولا لانت. كنتَ تحدثني عن أحلامك بالخروج ويقينك بذلك وشوقك لأن تشارك المقاومين، قلت لك يومها: بماذا ضاحكا؛ قلت: أتفقد مرابض الصواريخ حتى أضغط على زر الإطلاق بالخطأ، وكان حينها الحديث عن الصواريخ التي تنطلق بالخطأ.

تحدثنا عن الماضي الجميل وكلٌ منا يجد في الآخر ماضيه وذكرياته التي عاشها في تلك الأيام، أحببتكَ من كل قلبي وتمنيت لك الخروج والانعتاق من القيد وكنتَ متفائلا أن الفرج قريب وهذا ما كان فقد حررك موتك من المرض ومن السجن ومن أشياء أخرى.

ذهبتَ حراً بالموت وقد طال انتظارك وتركتنا نتجرع الحسرة والألم ونبكي لأنك سبقتنا ولكن عزاؤنا أنك الآن حر وروحك الآن في حواصل طير خضر تطير في جنان الرحمن. فاهنأ سالما فهنيئا لك الحرية فأنت قد استحققتها بجدارة ونال الموت شرف تحريرك وهذه والله كرامة لك فلا فضلٌ لأحد عليك فالله وحده صاحب الفضل والمنة، فاليوم يستقبلك إخوانك الشهداء برفقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مشهد لا نظير له واحتفال لا تستطيعه دنياهم ولا تقدر عليه.

رحمك الله كنت تتمنى الشهادة وكنت صادقا فصدقك الله ونحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات