«كارل» .. وكروموسومات الحوار


الجرأة كل الجرأة ان نعترف انه لا يوجد لدينا كروموسومات حوار، تلك المسؤولة عن فن الحوار كنمط حياة وأسلوب تفكير لدى الفرد, ومع كل ذلك نطالب بعضنا البعض عبثا بفتح باب الحوار عندما تتقاطع الاهداف, وتبدأ بعد ذلك جميع الاطراف المناداة بالدخول الى هذا الباب والجلوس الى طاولة المفاوضات, والحقيقة التي لا تقبل الشك ان مسامير ابواب الحوار وبراغي طاولة المفاوضات تحتاج الى اعادة (دق) وربما ضرب من جديد.

كروموسومات ابواب الحوار وكروموسومات طَاوِلات المفاوضات والموروثة بجيناتها من الابوين معدومة لدينا منذ الشهر الخامس ونحن اجنة في بطون امهاتنا, والغريب اننا نبحث عن آثارها داخل الاسر وعلى مقاعد المدرسة وعلى مدرجات الجامعة, ونبحث عنها في مجال العمل الذي نمارسه كل يوم, فلن نجد لها اثرا يذكر, وعملا بمبدأ فاقد الشيء لا يعطيه, فعلى البعض ان لا يتوقع سقوف عالية من ابواب الحوار وطَاوِلات المفاوضات بعد ذلك.

الاصل في اختيار أي مسؤول عندنا مهما كان موقعه هو الكشف عن مدى وجود كروموسومات باب الحوار وكروموسومات طاولة المفاوضات, فامتلاك كروموسومات باب الحوار وكروموسومات طاولة المفاوضات لا يمتلكها من هب ودب من الافراد, والمتتبع لبعض المسؤولين يلاحظ للأسف الشديد ان كثير من هؤلاء الافراد لا يمتلكون مثل هذه المادة الوراثية, الامر الذي يؤدي الى تصعيد الامور وتأزيم المواقف وسد قنوات الاتصال والتواصل, وفي هذه الحالة تصبح المناكفات مضيعة للجهد ومضيعة للوقت.

عند الدول التي انعم الله عليهم يتم الكشف عن مدى وجود كروموسومات باب الحوار وكروموسومات طاولة المفاوضات عند الافراد المرشحين للمواقع القيادية قبل تعيينهم في مواقع المسؤولية, في حين انه عند الدول التي غضب الله عليهم يتم الكشف عن مدى وجود كروموسومات باب (النفاق), وكروموسومات طاولة (الخرط) اولا وأخيرا, عند الافراد المرشحين للمواقع القيادية وعند تعيينهم في مواقع المسؤولية.

قبل ايام قليلة لجأ احد اصحاب السعادة من النواب الاردنيين المحترمين الى عقد مؤتمر صحفي تناول فيه فساد في احدى الوزارات, لجأ الى ذلك مع وجود مجلس نواب كحاضن طبيعي للنائب وغيره كي يطرحوا قضايا الوطن والمواطنين, لجوء سعادة هذا النائب يثير جملة من التساؤلات من بينها: اين كروموسومات ابواب الحوار واين كروموسومات طَاوِلات المفاوضات في مجلس النواب قبل نشر غسيل ذه الوزارة بهذا الشكل؟ وهنا نتساءل ايضا هل كروموسومات ابواب الحوار و كروموسومات طَاوِلات المفاوضات في مجلس النواب وتحت القبة معدومة؟ واليوم ايضا نحن امام قضية تصعيد وتأزيم لاحد القضايا الوطنية الاردنية اطرافها نقابة المعلمين ووزارة التربية والتعليم, وقد جلست هذه الاطراف مرات ومرات منذ عام 2014م حتى هذه الايام لمناقشة الـ(50)% دون توصل الاطراف لأي حل كان,..ونتساءل هنا هل السبب وراء ذلك هو نقص في كروموسومات ابواب الحوار وكروموسومات طَاوِلات المفاوضات لدى هذه الاطراف؟

بقيت اسئلة عديدة عالقة في الاذهان منها: هل يوجد في الصيدليات كبسولة كروموسومات حوار ديني؟ وهل يوجد في الصيدليات كبسولة كروموسومات حوار سياسي؟ وهل يوجد في الصيدليات كبسولة كروموسومات حوار اجتماعي؟ الجواب عند العالم السويسري «كارل» حيث قال: (الكروموسومات هي تراكيب من الحمض النووي الريبوزي تقع في نواة كل خلية من خلايا الكائن الحي, ولها عدة وظائف من اهمها تزويد الفرد بمهارات الحوار)...والله اعلم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات