حرب نتنياهو نصرالله


ثلاثة أطراف رئيسة مؤثرة في تداعيات المواجهة بين حزب الله واسرائيل: إيران، نتنياهو، وحسن نصرالله. لا الولايات المتحدة، ولا الحكومة اللبنانية، ولا الحكومة الاسرائيلية مؤثرة بشكل رئيسي في قرار المواجهة او الحرب بقدر الثلاثة اطراف الاولى. الحكومة الاسرائيلية قرارها بيد نتنياهو فإن نجح بإشعال المواجهة لن يكون اعضاء حكومة نتنياهو الا داعمين لها، والحكومة اللبنانية لا تقوى على المواجهة العسكرية لأسباب موضوعية من انعدام توازن القوى وسينحصر دورها بالمواجهة السياسية والاعلامية في الدفاع عن سيادة لبنان من انتهاكات اسرائيل، أما الولايات المتحدة فستكون حتما داعمة لإسرائيل في أي مواجهة مع حزب الله ولكن الأرجح انها ستكتفي بتقديم النصح بناء على تقديراتها للموقف الاستراتيجي.

لإيران دور مؤثر كبير في قرار المواجهة مع اسرائيل بالنظر لثقلها المعلن على ذراعها حزب الله، وهي لا شك تضع هذا القرار ضمن الصورة الاستراتيجية الشاملة في المنطقة من حصار اقتصادي مفروض عليها وتطورات العلاقة مع الولايات المتحدة. إيران، لذلك، ليست معنية بتصعيد المواجهة بين اسرائيل وحزب الله في المرحلة الراهنة، فمصلحتها تقضي ان تكون هكذا مواجهة جزءا من دفاعها عن مصالحها الذاتية، او كورقة ضمن اوراق تضاف لقوتها الاقليمية، وليس دفاعا عن سيادة لبنان. يظهر ذلك بوضوح في تغير خطاب حسن نصرالله من تصعيدي يعد ويهدد ويتحضر للمواجهة، الى خطاب يتهم فيه نتنياهو بالسعي للحرب. المواجهة الايرانية – الاسرائيلية تبدو قادمة لا محالة في ضوء التمدد الميداني الايراني المستمر في العراق وسورية ولبنان وغيرها، ولكن هذه المواجهة لن ترغب ايران في ان تكون الا بلحظة زمنية مواتية لها ولمصالحها وضمن تفاهم اقليمي شامل، لا ان تكون مواجهة تجر ايران خلف أذرعها التي صنعتها اساسا لتكون خادمة لطموحاتها الاقليمية.

المستفيد الاكبر وربما الوحيد من المواجهة حاليا هو بالتحديد نتنياهو، ولأسباب سياسية انتخابية واضحة تبدو فرصه بالفوز فيها في تراجع مستمر. مواجهة عسكرية خارجية مع حزب الله ستعزز من مكانة نتنياهو الانتخابية لأن المجتمعات تتلاحم وتلتف حول قياداتها في مواجهة الاخطار الخارجية المحدقة. التاريخ زاخر بالامثلة على ذلك، ومن محاولات سياسيين خلق ازمات خارجية لتعزيز حظوظهم بالانتخابات، أشهرها وأوضحها بالتاريخ الحديث حرب جزر الفوكلاند. رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق شمعون بيريز حاول ذلك ايضا في مواجهة مع لبنان ولكنه فشل ولم يجن ثمر ذلك انتخابيا، وكانت الضحية لبنان وشعبه ومجزرة قانا التي استشهد فيها مئات الابرياء.

قيادات اسرائيلية منافسة لنتنياهو انتخابيا تبدو مدركة لأثر أي مواجهة على انتخابات الكنيست القادمة، فكان منها من حذر حسن نصرالله على شكل نصح وتهديد في آن معا، بالطلب منه أن يتعقل وأن لا يجر لبنان لمواجهة تدميرية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات