امرأتين تذودان عن فلسطين إعلان زيارتهما أربك إسرائيل!


تماهيا مع سياسة الفصل والتمييز العنصري التي تنتهجا إسرائيل ضد الفلسطينيين دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربيبه النتن ياهو إلى منع دخول عضوتي الكونغرس عن الحزب الديمقراطي رشيدة طليب والهان عمر من زيارة الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين وذلك بسبب دعمهما المتواصل لمقاطعة إسرائيل والمطالبة بسحب الاستثمارات منهما وفرض عقوبات عليهما وقد سبق لترامب نشر تغريدة خاصة بهذا الشأن قال فيها " إذا سمحت إسرائيل بزيارة النائبة إلهان عمر والنائبة رشيدة طليب ( فسيكون هذا مظهر ضعف كبير من جانبها ) وأضاف أنهما "تكرهان إسرائيل وجميع الشعب اليهودي ولا يمكن قول أي شيء أو فعل أي شيء يغير رأيهما إنهما عار وبناء على ذلك قررت الحكومة الإسرائيلية منع رشيدة طليب وإلهان عمر من زيارة الأراضي الفلسطينية تلبية لطلب ترامب الحاقد .

أنّ منع سلطات الاحتلال المتطرفة عضوتي الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب وإلهان عمر من دخول فلسطين يشكّل دليلًا إضافيا على خوف إسرائيل الوجودي ويكشف حقيقة الهلع الذي تعيشه من ظهور أي أصوات تنادي بالحرية والعدالة وحق الشعوب بتقرير مصيرها وأن هذا القرار العنصري الظالم يعتبر إهانةة مباشرة للشعب الأمريكي وإرادته الحرة وعدم احترام لممثليه ويسقط زيف ادعاءات إسرائيل بأنها الدولة الديمقراطية الحضارية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحترم وتراعي حقوق الإنسان بكل شفافية وحيادية بغض النظر عن الأصل واللون والدين وبما يؤكد من جديد أنها كيان "عنصري فاشي" تحكمه عصابة همجية من المتطرفين الفاقدين للأهلية الأخلاقية والإنسانية ولا يختلف هذا الكيان الهجين عن أي نظام حكم استبدادي تسلطي شمولي في العالم بل هو أسوأ واقعا وممارسات لكونه يطبق عنصريته البغيضة ضد جزء من مواطنيه وضد شعب أخر منذ ما يزيد عن سبعة عقود لم تستطيع خلالها إسرائيل من تغيير إي شيء من حقيقة المواقف المتصاعد ضدها محليا وإقليميا ودوليًا كدولة احتلال عنصرية بغيضة .

وان التعامل مع النائبتين المسلمتين بهذه الطريقة اللا إنسانية واللا قانونية بسبب مواقفهما السياسية الشرعية يكشف مرة أخرى وبوضوح أكبر أن إسرائيل لا تؤمن بالديمقراطية الحقيقية ولا تقبل النقد بأي صوره ولا تحترم الرأي الأخر وهي حين تعاقب بالمنع هاتين النائبتين في ذات الوقت الذي تسكت فيه عما يقوله كثير من غلاة المتطرفين اليهود من أقوال حقيرة وتهديدات جنائية ضد الشعب الفلسطيني خاصة والشعوب العربية عمومًا بل وتحمي هؤلاء المجرمين وتختلق لهم الأعذار القانونية والسلوكية ليفلتوا من العقاب ( إن وجد أصلا ) كما تتغاضى عن نفسها بشكل مطلق وهي تسرق الأرض وتغتصب الحقوق الفلسطينية بالاستيطان والهدم والتهجير وغيرها من أساليب القمع والتسلط من هنا يجب أن لا ندع الشيطانان ترامب والنتن ياهو ينجحان في إخفاء الحقيقة القاسية حول الاحتلال ودمويته واجرامه .

وبعد هذا التطور الفاضح الذي اتخذته حكومة الاحتلال العسكري الإسرائيلي واستمرار تواطؤ الرئيس الأمريكي ترامب وتدخله في كل مرة لصالح إسرائيل لتبقى المعادلة مختلة ينبغي علينا فهم واستثمار هذه الزيارة والقرار العنصري الظالم بتحويلها إلى منصة توعية قوية لإطلاع الرأي العام في الولايات المتحدة بشكل خاص وفي العالم بشكل عام على ما يقوم به ترامب من تحريض وبث لروح الكراهية والاستهداف وتوضيح المواقف الفلسطينية وبيان حجم المعاناة التي يعيشها المواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال بفعل الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان وارتكاب الجرائم اليومية التي حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق بالإضافة الى توجيه دعوة عاجلة الى جميع أعضاء مجلس النواب والكونغرس الأمريكي بعد هذا المنع لزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة ليشاهدوا بأعينهم ما يعيشه الفلسطينيون من اضطهاد وإذلال وعنصرية وحرمان من كل حقوقهم الأساسية على مدار الساعة وعلى مساحة فلسطين التاريخية من اجل فضح الاحتلال وإجراءاته الجائرة بحق الشعب الفلسطيني وأرضهم أمام الجمهور الأمريكي ومن جانب آخر يرى الكثير من المحللين السياسيين والإعلاميين الاسرائليين أن دولتهم بهذا القرار أضرت بسمعتها لدى الرأي العام الأميركي وستدفع ثمن ذلك غاليا إذا فاز الديمقراطيون في الانتخابات المقبلة خصوصاً أن العلاقة كانت قد توترت على نحو غير مسبوق بين حكومة النتن ياهو والرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما .

لقد أثبتت حكومة الاحتلال الإسرائيلي وبعد الدعم الأمريكي غير المحدود أنها أصبحت تتصرف كدولة فوق القانون وهي تنتهك القانون الدولي والإنساني دون حسيب ولا رقيب وإن قرار المنع هذا يعتبر أيضا كان عمل لا أخلاقي وممارسة عنصرية ويعبر عن أزمة الاحتلال اللا اخلاقية ويأتي ضمن حملة ممنهجة لعزل القضية الفلسطينية عن العالم وللتغطية على جرائم وخروقات حكومة الاحتلال المتواصلة بجميع الوسائل والأدوات التضليلية في الوقت الذي ينظر لقرار المنع وفق اعتبارات شخصية تتعلق بمصلحة نتنياهو الانتخابية دونما أي اعتبار آخر .

يشارالى ان النائبتان المسلمتان انضمتا إلى الكونغرس الامريكي هذا العام وانتقدا ترامب مرارا مما اثأر غضبه وحقده وممارسته والتي جسدها بسلسلة طويلة من التصريحات والتغريدات التحريضية ضدهما خاصة وأنهما من اشد الداعين الى مقاطعة إسرائيل عبر مقاطعة الشركات والسلع الإسرائيلية وتأييد حركة ( بي دي اس ) النشطة والتي تدعوا الى ( سحب الاستثمارات من إسرائيل وفرض العقوبات عليها ) إضافة الى مناهضتهما سياسات إسرائيل ومطالبتهما بوقف الاستيطان والاحتلال للأراضي الفلسطينية .

وبعد ان أثار قرار المنع المطلق للأميركية من أصل فلسطيني رشيدة طليب وزميلتها إلهان عمر الصومالية الجذر انتقاداً وشجباً كبيرين من قبل العديد من المنظمات والأطر السياسية والاجتماعية اليهودية الأمريكية وعلى رأسها منظمة "إيباك" الداعمة لإسرائيل حاولت الدولة العبرية أن تسجل لنفسها انتصارا إعلامياً ومعنوياً بعد تلك الانتقادات الشديدة وحالة الإرباك التي عاشتتها وما بدا من ضعف لصورتها محليا ودوليا أخذت تروج لنفسها بأنها دولة قوية ومتسامحة تفتح أبوابها حتى أمام منتقدي سياستها ولهذا تكرمت على طليب بـ" زيارة إنسانية بحتة " لجدتها البالغة من العمر 90 عاماً والتي تتحدر من قرية بيت عور الفوقا في محافظة رام الله ولكن وفق الشرط الإسرائيلي .

وفي تحدي واضح ورفض لتلك الشروط الجائرة والقيود الإسرائيلية المتغطرسة وعدم الرضوخ للقانون الإسرائيلي أعلنت النائب طليب أنها قررت إلغاء زيارتها إلى إسرائيل لأن إجرائها على هذا الشكل سيخالف كل ما تؤمن به وما وعدت الفلسطينيين بعمله ولن تسمح لدولة إسرائيل إخضاعها وأهانتها من خلال استغلال حبها لجدتها وحاجتها لرؤيتها وقد أحسنت ما فعلت وقد كان من المزمع وفق خطة الزيارة أن تلتقي النائبتان مع نشطاء سلام إسرائيليين وفلسطينيين وأن تسافرا إلى القدس ومدن بيت لحم ورام الله والخليل في الضفة الغربية وتصليان في الحرم القدسي الشريف .

وقد كررت إلهان عمر في مؤتمر صحفي لاحق بعد القرار الإسرائيلي دعوتها إلى حجب أكثر من ثلاثة مليارات دولار من المساعدات الأمريكية السنوية لإسرائيل، إذا استمرت تل أبيب في التوسع في بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وحتى تضمن الحقوق الكاملة للفلسطينيين .

يذكر ان الرئيس ترامب وجه كراهيته الحادة وانتقاداته المستمرة اتجاه أربعة من عضوات الكونغرس الملقبات ( يالفريق ) وهو تحالف يضم أربع نائبات في الكونغرس الأمريكي يشمل عمر وألكسندريا أوكاسيو كورتيز ( نيويورك ) وأيانا بريسلي ( ماساتشوستس ) ولدى الأربع وجهات نظر متباينة حول إسرائيل .

مرة أخرى نؤكد ان منع الزيارة والتحريض ضد رشيدة طليب وإلهان عمر عكسا الخوف الإسرائيلي من فضح الاحتلال وإجراءاته الجائرة بحق الشعب الفلسطيني أمام الجمهور الأميركي والعالمي .

وختاما

نتساءل اذا كان نتنياهو يخشى من زيارة عضوتي الكونغرس الامريكي العربيتين الهان عمر ورشيدة طليب في فكيف له أن يقضي على حماس ؟

mahdimubarak@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات