الدور الانساني العالمي للقوات المسلحة الأردنية (3)


سيظل النزاع هو المحرك الأساسي للاحتياجات الانسانية على المستوى الدولي ، فالعنف الدي يطول أمده يجر المواطنيين على الفرار من ديارهم ، ويحرمهم من الحصول على ما يكفي من الغداء ، كما يليهيم عن سبل كسب العيش ، كما ان الفيضانات والأعاصير وغيرها من الكوارث الطبيعية ستخلق ايضا احتياجات انسانية ، وبصفة عامة سيحتاج 136 مليون شخص في جميع أنحاء العالم الى المساعدات الانسانية والحماية ، وتحتاج الأمم المتحدة الى 22،5 مليار ، لتساعد 91 مليون شخص ، وقد تم تحويل 12،5 مليار دولار امريكي ، والمتطلبات غير المستوفاه 11،4 مليار ، ونسبة التغطية 53%، وعلى سبيل المثال نحن في الاردن لم يتم تغطية تمويل اللجوء السوري سوى 35% من الحجم الفعلي للأزمة . وتحتاج تغطية المساعدات الانسانية الى 1 مليار سنوي ( وخاصة الأزمة السورية واليمن وجنوب السودان ) .لدا نحن بحاجة الى المزيد من الاستثمار السياسي والمالي في جهود الوساطة ، ومنع الصراع ، وبناء السلام . 

من هنا جاءت الرؤى الملكية السامية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في توجيه القوات المسلحة الاردنية للمساهمة بالدور الانساني الدولي ، والمشاركة في حفظ الأمن والسلام الدوليين ، وحماية الفئات الهشة من الصراع وتقديم الجماية والرعاية الطبية والخيرية والانسانية ، لما تتمتع به القوات المسلحة من الاختراف والخبرة في هدا المجال . 

كما وتولي القوات المسلحة أهمية بالغة للجوانب الإنسانية والخدمية، إذ لا يقتصر دورها على المهام العسكرية، والتخطيط والتنفيذ أثناء الحروب والمناورات الميدانية، بل يتعدى ذلك إلى تعزيز دورها في القيام بالعمليات الإنسانية وتقديم المساعدات أثناء الحروب والكوارث الطبيعية ،بتسخير إمكاناتها الكبيرة في الإنقاذ والشحن الجوي ونقل المساعدات للدول المتضررة. كما تعمل على إيصال المساعدات الإنسانية في الدول المنكوبة جراء الحروب أو الكوارث، وتعمل في الوقت ذاته على تحديد مناطق آمنة لا يمكن استهدافها أثناء الحروب ،وفق مهمام استطلاعية تقوم بها الجهات المختصة ، وإيماناً بأهمية تكاملية الأدوار بين كافة قطاعات لتوفير الرعاية الصحية لمحتاجيها يتم استقبال الحالات الطارئة في المستشفيات الميدانية، ونقلهم عند الحاجة إلى مستشفياتها العسكرية في المدن الرئيسية. 

وقد حمل هذا الجيش وعلى مدى مراحل التاريخ هموم الأمة ،وتسنَّم ذرى المجد في الدفاع عن قضاياها وبذل الدماء والأرواح على ثراها ،وقدَّم وما زال يقدّم إمكاناته وخبراته لكل الأشقاء في الوطن العربي ، وامتدَّت هذه الرسالة والتي حملها مع قيادته الهاشمية الحكيمة، ليقيل عثرة المظلومين والمحرومين والمشردين في بقاع شتى من العالم ،وجسد بخلقه وإنسانيته معاني الشرف العسكري التي انبثقت من روح رسالة الإسلام السمحة ديناً وخلقاً ومنهج حياة. لقد تفاعل الأردن - قيادته وقواته المسلحة - بشكل ايجابي مع مهام حفظ السلام الدولية ،انطلاقاً من الثوابت القومية والإنسانية التي تميزت بها قيادته وحكوماته المتعاقبة والشعب والجيش ، وقد جاءت مشاركاته انعكاساً لرسالته ودوره وارثه العظيم من تاريخ عابق بالمجد ومتجذر في أعماق الحضارة الإنسانية، يستند إلى أقدس رسالة ربانية جاءت لخدمة واحترام حقوق الإنسان فوق الأرض التي استخلفه الله فيها. 

إن السمعة الطيبة التي تتمتع بها القوات المسلحة تدريباً وانضباطاً وتأهيلاً وتاريخاً وفروسية وشجاعة ،كانت هي الدافع لاختيارها من قبل الأمم المتحدة لتلعب دوراً انسانياً متجذراً في اخلاق وسلوك ونهج منتسبيها في مهام حفظ السلام الدولية، وفي مواقع شتى من العالم. للمساعدة على التخفيف من ويلات الحروب، وتقديم المساعدة لمن يحتاج إليها.تأكيد رغبة الأردن في نشر الأمن والسلام العالميين.التعريف بالأردن عالميًّا والارتقاء بمكانته على الساحة الدولية.تسيير المستشفيات العسكرية إلى المناطق المنكوبة في العالم، كالعراق وغزة وأفغانستان. 

بالرغم من محدودية مساحته وشح موارده وقلة عدد سكانه إلا أنه استطاع أن يشارك العالم والمجتمع الدولي مسؤولياته في المحافظة على السلم والأمن الدوليين ، والأردن محب للسلام على الدوام حيث شارك بقواته المسلحة الأردنية منذ عام 1989 لدعم جهود الأمم المتحدة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين. 

وبلغ عدد الدول التي شاركت فيها قواتنا المسلحة ضمن مهام دولية او خاصة أكثر من 38 دولة ، وعدد المستشفيات الميدانية والجراحية والعيادات الطبية حول العالم ( 20) ، وعدد المرضى التي تم معالجتهم بالملايين .وما زالت القوات المسلحة الاردنية عند رهن القائد صمام الأمن والسلم في كافة مواقع العمل والبناء والصمود ، تدافع عن الأمن الوطني الداخلي ، وتساهم في حماية الأمن والسلام الدوليين . 

Aref.aljbour99@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات