تعود نشأة الجيش العربي إلى نخبة الأردنيين من رجال الثورة العربية الكبرى الذين خرجوا مع الأمير عبد الله بن الحسين والتحقوا به في الحجاز لانفصال الأردن وبلاد الشام عن الدولة العثمانية، حيث عمل الأمير عبد الله على تشكيل أول حكومة وطنية في شرق الأردن في 11 أبريل عام 1921، واطلق الأمير على القوات المسلحة الأردنية اسم الجيش العربي منذ عام 1923م. الجيش العربي هو لفظ يُطلَق فقط على القوات المسلحة الأردنية منذ تأسيسها في عهد إمارة شرق الأردن، وبعد تعريب قيادة الجيش العربي الأردني قيادتها على يد الملك الراحل حسين بن طلال عام 1956م وحتى اليوم. أطلق العاهل الأردني الملك عبدالله الأول لقب الجيش العربي على أول قوة عسكرية في منطقة شرق الأردن عام 1921 عندما تم توحيد عدة مجموعات قتالية كانت تحارب في الثورة العربية الكبرى ،إضافة لمجموعات عسكرية كانت تتبع الحكومات المحلية التي تأسست عام 1920.

وعندما نتحدث عن الدور التنموي للقوات المسلحة الأردنية فأننا نقف على أدوار متعددة ومتنوعة وعلى كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية ، بالاضافة الى الجانب الأمني والعسكري في المحافظة على أمن واستقرار الوطن وحماية الأمن الوظني الأردني . حيث تقوم القوات المسلحة مند نشأتها بمكافحة الأمية وفي انشاء المدارس في المناطق النائية وفي البادية وفي المدن الكبرى ، لأبناء الشهداء والعاملين فيها ، وأبناء البادية ، وكانت رديفا لوزارة التربية والتعليم ، أما دورها الثقافي فتقوم أجهزتها المختصة بالتوجيه المعنوي زبالثقافة ويصدر عنها العديد من المؤلفات والمجلات والتي تعنى بتثقيف القوات المسلحة علميا وعسكريا وأدبيا وفكريا ، ونضرب مثال على دلك ( مجلة الأقصى ، وبرنامج يا جيشنا يا عربي ).

كما تساهم القوات المسلحة ومن خلال أجهزتها المختلفة وعلى رأسها سلاح الصيانة ، بتقديم العون كلما اقتضت الظروف الجوية والحاجة ، وخاصة في فصل الشتاء لمساعدة المواطن الأردني في جميع قرى المملكة .

وفي الجانب الصحي تقوم الخدمات الطبية الملكية من خلال مستشفياتها المنتشرة في جميع محافظات المملكة بتقديم الرعاية الصحية من خلال خيرة الأطباء المتخصصين في فروع الطب المختلفة ، وتجري أدق العمليات الجراحية .

وكان للقوات المسلحة الأردنية الفضل في تأسيس المركز الجغرافي الملكي سنة 1975 لتزويد القوات المسلحة والقطاعين العام والخاص بحاجتها من الخرائط والخدمات المساحية والمعلوماتية الجغرافية ، وساهم بمعاجة وتحليل الصور الفضائية لاجراء البحوث والدراسات المتقدمة . كما و للقوات المسلّحة في مكافحة الفقر والبطالة من خلال تأهيل قطاع الشباب لسوق العمل، وتوظيف العاطلين عن العمل اضافة الى عمليات التجنيد .

ان المهمة الاساسية للقوات المسلّحة هي مهمة الدفاع عن الوطن ،وحماية حدوده وأمنه والمحافظة على استقراره، بالاضافة لما تقدمه من الخدمات السلمية والامنية التي تقوم بها ،ومشاركتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق الاستقرار. لهذا فان دور القوات المسلّحة في التنمية يعد حقيقة تاريخية معروفة، وذلك لشمولية العملية التنموية.

ان الجيش هو اكثر المؤسسات اندماجا مع طبيعة النظام السياسي في الاردن ،ومع التركيبة الاجتماعية للمجتمع الاردني، من شرائحه السكانية كافة ،وهو مؤسسة ريادية تعمل بتوجيه مباشر من جلالة القائد الاعلى الملك عبدالله الثاني، الذي يسعى باستمرر لايجاد دور رئيسي لها تسهم من خلاله في بناء وتطوير جوانب تنموية ،وطاقات بشرية مؤهلة ومدربة، تستند الى التخطيط والمؤسسية، والاعداد الجيد ،وتتمتع بمصداقية عالية في تنفيذ مهامها وواجباتها.

وتتعدد أدوار القوات المسلّحة الاردنية بمختلف الميادين بدءا من الحفاظ على امن الوطن ومرورا بالرعاية الصحية والبيئة والتعليم والتدريب والاستثمار وصولا الى تلك الخدمات الاعلامية وفي رعاية الشباب ومكافحة الفقر والبطالة وسائر مجالات العمل الانساني.