على هامش قضايا الزواج


بقلم سلسبيل التميمي *

هاتفي يرن للمرة الثالثة على التوالي..رقم غريب ..بدأت اتسائل من عساه ان يكون..؟
- مرحبا .. استاذة .. " كم تريدين مقابل اتعاب اسقاط قضية فورا "
متفاجأة من هذه اللهجة العدائية من جانب ومن جانب اخر انا لا اعلم من هذا الشخص او ماذا يقصد
- " الو استاذه كم المقابل ؟ .. "
بدأ بركان الغضب بالانفجار في داخلي فمن هذا الذي يتجرأ في مخاطبتي هكذا..ودون سابق معرفة .. ولكنني لجمت غضبي في نفسي واظهرت حلمي
- " من حضرتك لو سمحت ؟
- انا فلان الفلاني ..
وحتى تلك اللحظة لم أكن اسمع باسمه سابقا تحت اي ظرف..وقبل ان اتكلم بادرني كالسيل المتدفق يهدر هدرا ..
- " حب سبع سنين يا استاذة .. حبيتها سبع سنين وخطبتها سنتين .. انا عسكري لميت القرش عالقرش لاتجوزها وجايه تطلقيها مني , مش حرام عليكي هاي مرتي "..
صحوت من هول الصدمة.. فأنا ليس لدي موكلة هكذا وفورا سألته :
- ماهي اسم زوجتك ؟
- قال : فلانة...
استحضرت عالفور الاسم .. وتذكرت سريعا.. كانت تلك السيدة هاتفتني منذ ما يزيد عن اسبوع وسالتني بعض الاسئلة في حال قيامها برفع قضية للشقاق والنزاع..واتفقنا على موعد لتحضر لمكتبي..ولم تأتي .. وفي لحظات فهمت انها اخبرته بنيتها برفع الدعوى وتوكيلي وهو ما لم يحدث
- استطرد قائلا : " صارلي متجوزها بس ثلاثة شهور بس " ..
- اين زوجتك الان ؟
- " حردانة من شهر" ... واضاف بلوعه وحزن " بحبها اكثر من عيوني والله هي اللي بشوف فيها بدونها ما بقدر اعيش اللي مهون علي هالشغل والحياة شوفتها تظحك , بعرفش اكل اذا ما اكلت قبلي والله هالقميص اذا ما اختارته ما بلبسه , يحرم ععلى هالقلب تفوته وحده غيرها "
وبعد مكالمه طويلة ومحاولات للاصلاح..ومهاتفة اهل الزوجة قد اكتشفت ان الزوجة تردد ما تمليه عليها والدتها دون اي اعتبار لحال ووضع الزوجين .. جاهدة حاولت التواصل مع والدها ولكنه على ما يبدو اختار عدم ازعاج نفسه تاركا قرار انهاء كامل هذا الزواج بيد زوجته , مستميتة احاول .." ياحجة بنتك مبسوطة مع جوزها وبدها اياه ليأتي الرد " بصرفش عليها زي باقي هالبنات انا بنتي بدي اياها معززة ومدللة .. وبصراحة احنا اولى فيها وبكرة بتتجوز سيد سيده اللي بعزها " ..
- ولكنك يا حجة كنتي قبلانة بزوج بنتك وعمل العرس اللي بتتمنوه وزياده وسكنها قريب منكم وكل اللي بايده بيعمله وبقدر عمله ..
- لترد : " لا فكرت رح يتغير وضعه بعد الجيزة وبصراحة ما بدنا نرجع بنتنا وانتي محامية بنتي والا محاميته ؟؟ ليش بتدافعي عنه " ..
لينتهي الحوار الى هنا معتذرة عن هذه القضيه وفق ما يمليه علي ضميري ومبادئي .

ليس بعيب ابدا سماع النصيحة من الاهل ولكن .. في شهر واحد تهافت الى مكتبي ما يزيد عن العشر فتيات واسميهن فتيات فجميعهن لم تتجاوز اعمارهن الـ 26 عام..يطلبن الطلاق بعد شهور قليلة من الزواج ولاسباب ابسط ما يقال انها سطحية , وكان دائما المحرض والمشجع لذلك هم اهل الزوج او اهل الزوجة..وكثيرا ما كانت والدة الزوجة تصب الزيت على النار .. وللاسف ليس لمصلحة واستقرار ابنتها , ان الغرض من الزواج هو الالفة والرحمة والسكينه والمودة وليس التناحر والتنافر والخلاف على ابسط الاسباب , ويجدر بالاهل تشجيع الزوجين على تجاوز الصعوبات والتي تعتبر من اساسيات الحياة الزوجية خاصة في البدايات ..

أيضا..ايتها الامهات والسيدات رفقا بالرجال .. رفقا بالرجال فهم ليسوا " بنوك متحركه لتحقيق احلامكن " فقد غلبتهم انفسهم وما بين سندان الحياة ومطرقة الوضع الاقتصادي المتردي..فاصبح تكوين عائلة اشبة بالحلم وما بين التزامات مادية ترهق كاهل الرجل وتصب عبئا فوق عبء مصاعب الحياه والعمل.. فتجعل من تكوين وتأسيس حياة زوجية اشبه بقنبلة لا نعلم متى تنفجر .. فلسنا بحاجة لدورات التنمية وغيرها بل نحتاج الى دورات في الزواج وبناء الاسر حتى يعي كلا الجنسين مسؤول كل طرف ومكانته..وان لا زواج ناجح دون بذل الجهد والمشاركة والتضحية .

فايها الاهل..رفقا ببناتكم ورفقا بشبابكم واني لاعجب كل العجب من ذلك الأب الذي ياتيني بعد زواج ابنته بشهرين ليخبرني " انا مش عاجبني هالشب بدنا نطلق بنتنا وتوخد متاخرها " مش عاجبك هسا ؟ فهلا كان سابقا ؟ للحديث بقية..

* محامية وناشطة اجتماعية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات