الوزارات وحقول التجارب (3)


الرعاية الصحيّة

لا شكّ ان صحة الإنسان هي اغلى شيئ يملكه الفرد أيّا كاان واينما كان قهي اهم من العمل والصداقة والغذاء وغيرها لأنها جميعها عوامل تلعب دورا في استقرار حياة الفرد وسعادته , وكانت الصحة في الأردن لسنوات خلت متقدمة إلى حد كبير، حيث كان الأردن يعد أحد أكثر البلدان تطوراً في مجال الطب والأدوية على مستوى المنطقة، وينافس الدول المتقدمة في هذا المجال. ووفقاً لتقرير التنافسية في العالم العربي عام 2005، فإن الأردن كان يحتل أعلى مرتبة من بين البلدان العربية من حيث الرعاية الصحية, حيث تكثر في عمّان المستشفيات المتخصصة في معالجة السرطان وأمراض القلب وأمراض العيون والعقم وطب الأسرة وغير ذلك من التخصصات الطبية, وكانت مدينة الحسين الطبية من أهم المراكز الطبية في المنطقة, كما استطاع مستشفى الأردن في القطاع الخاص الحصول على الاعتمادية الدولية (كأول مستشفى عام تخصصي في الأردن) عام 2007, وتقدر عائدات قطاع الرعاية الصحية بمبلغ 2 مليار في السنة وتنمو بنسبة 6-7 ٪ في السنة,وكانت تضاعفت ايرادات المستشفيات الخاصة والعيادات أكثر من ثلاث مرات خلال سنوات خمس من 300 مليون دولار في عام 2000 إلى مليار دولار في عام 2005 .

وكانت الحكومة قد حددت مجموع الإنفاق على الرعاية الصحية بنحو 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي, وينقسم نظام الرعاية الصحية في الأردن بين القطاع العام والخاص, حيث يبلغ عدد المستشفيات في الأردن 114 توفّر 11.357 سرير، منها 32 مستشفى تابعة لوزارة الصحة، توفر 4.358 سرير بنسبة 38.4% من عدد الأسرّة في المملكة, وتدير الخدمات الطبية الملكية التابعة للجيش 15 مستشفى توفر 2.131 سرير، بنسبة 18.8%. هناك أيضاً مستشفيين شبه حكوميين هما مستشفى الجامعة الذي يوفر 519 سريراً بنسبة 4.6% ومستشفى الملك عبدالله المؤسس الذي يوفر 494 سريراً أي نسبة 4.3% من عدد الأسرّة في المملكة, كما يملك القطاع الخاص 65 مستشفى بعدد أسرّة 3.855 سرير بنسبة 33.9% من عدد الأسرّة في الأردن, ومن الجدير بالذكر أن تكلفة العلاج في المستشفيات الأردنية كانت أقل من نظيراتها في الدول الأخرى, وقد بلغ عدد المراكز الصحية التي تديرها وزارة الصحة عام 2009 حوالي 1464 مركز صحي موزعة على النحو الاتي: 70 مركز صحي شامل، 378 مركز صحي أولي، 236 مركز صحي فرعي، 431 مركز أمومة، و349 عيادة أسنان .

فيما يتعلق بقطاع الصيدلة الذي بُدء الاستثمار فيه منذ ستينيات القرن الماضي، كانت تعمل فيه 18 شركة محلية حتى عام 2009, حيث يشكل التصنيع الدوائي 20% من مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي، ونمت وتيرة التصنيع بنسبة 17.5% سنة 2006, وقد بلغ حجم العمل في القطاع 500 مليون دولار سنة 2007 وزاد حجم الصادرات 17% منذ العام 2000حتى 2009,حيث يصدر الأردن 80% من الأدوية المصنعة إلى 60 دولة حول العالم،وقد زاد حجم الاستثمار في قطاع الصيدلة عن 500 مليون دولار في سنة 2007. وكانت أهم أسواق التصدير هي السعودية والعراق والجزائر التي بلغ قيمة مستورداتها من المنتجات الدوائية والعلاجية وحدها حوالي 54 مليون دولار .

وقد انشئت وزارة الصحة عام 1921 وفي عام 1926 صدر اول قانون لتنظيم الشؤون الصحية ، واستمر هذا الوضع حتى عام 1939 حيث الحقت دائرة الصحة بوزارة الداخلية الى أن انشئت وزارة مستقلة للصحة عام 1950 تحت اسم وزارة الصحة, وفي عام 1966 صدر قانون الصحة العامة رقم (43) وقد عدل بموجب قانون الصحة العامة (رقم 21 لسنة 1971) حيث عدل هذا الاخيرعدة مرات الى ان صدر قانون الصحة العامة رقم (47 لسنة 2008 ) الذي تقوم الوزارة بموجبه بتنظيم الأمورالصحية في المملكة .

وقد تولّى الوزارة منذ تأسيسها عام 1950 وزراء عدّة من خلال خمسون تشكيلا لها منها اثنان وعشرون تشكيلا خلال آخر عشرون عاما .

ونتيجة لهذه التغييرات المتكررة للحقائب الوزاريّة فقد تكررت التعليمات والتعديلات والتشريعات وتراجع مركز الأردن في خدمات الرعاية الصحية عدة درجات خلال آخر عشر سنوات خاصّة فيما يتعلق بالسياحة العلاجيّة وعلى سبيل المثال صدر خلال اخر ست سنوات هذه الإستراتيجيات

استراتيجية ادارة المعرفة في وزارة الصحة للاعوام 2018- 2022
استراتيجية وزارة الصحة للاعوام 2018-2022
الخطة الاستراتيجية المحدثة لوزارة الصحة للاعوام 2013 - 2017
الاستراتيجية الصحية الوطنية
استراتيجيات الاتصال الداخلي والخارجي
الخطة الاستراتيجية لتنظيم الاسرة 2013 - 2017
استراتيجية وخطة عمل تكيف القطاع الصحي
استراتيجية وزارة الصحة 2013 - 2017
استراتيجية بحوث النظم الصحية
الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الأمراض غير السارية
الخطة الاستراتيجية للقرى الصحية
الاستراتيجية الوطنية لالتهاب الكبد الفيروسي
استراتيجية البحوث الصحية

بالإضافة لغيرها الكثير من التعليمات والتشريعات , وقد فشل جميع وزراء الصحّة من تطبيق التامين الصحّي الشامل لجميع المواطنين وكانت حجّة الوزراء عدم وجود الموازنات الكافية بينما ايُّ مطّلع على المصاريف التي كانت تصرف على كبار المسؤولين في الخارج والمقدّرة بمئات الملايين كما ان المبالغ التي دفعت لعشرات كبار الموظفين من وزراء ورؤساء حكومات تحت بند المعلوليّة زورا وبهتانا وتقدّر كذلك بمئات الملايين من الدنانير كان من الأولى ان تدفع تلك الملايين للمواطنين الغلابى من خلال التأمين الصحّي الشامل ليعيش المواطن مطمئنّا على صحته وصحة اطفاله .

كما ان المواطن الأردني تنبّه الى ان اسعار الدواء في بعض دول الجوار مثل مصر وتركيا تُباع باقل من 25% من الأسعار التي يشتريها المواطن الأردني في وطنه حتى كانت دعوة جلالة الملك لإعادة دراسة الأسعار .

كما ان الأخطاء الطبيّة زادت في الفترة الأخيرة وتسببت في موت وإعاقات للبعض مما أدّى الى رفع قضايا كثيرة وفي اعتداء المواطنين احيانا على الأطباء والممرضين في المستشفيات وحتّم على الحكومة ووزارة الصحة ان تنسب لمجلس الأمة بتشريع قانون المسؤوليّة الطبيّة بالتشاور مع نقابة الإطبّاء وقد اثّر ذلك على عدد المرضى العرب الذين يأتون للأردن بقصد العلاج وخاصّة من العراق وليبيا واليمن وفلسطين والسودان وغيرها .

كما اختلفت التعليمات مع كل وزير جديد حول تأمين العدد الكافي من الأطباء المقيمين والإختصاصيين والإستشاريين والممرضين في المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية وساعات دوام تلك الكوادر كذلك تسديد الديون على تلك المستشفيات والمراكز المستحقة لمصانع الأدوية والشركات الطبية والصيدليات والموزعين وتجار الأجهزة ومقاولي الأبنية وغيرهم ليستطيعوا الإستمرار في عملهم .

وفي بعض الدول المتقدمة تكون المستشفيات الحكومية ارقى وانظف وافضل من المستشفيات في القطاع الخاص إداريا وماليا ومهنيا ويجد المواطن كل معاملة سريعة ومريحة بعكس المستشفيات الحكومية في بلدنا لا نظافة ولا سرعة ولا إحترام , ومع ان الرعاية مرتبطة بحياة المواطن المريض إلاّ ان الواقع يدل على ان الإنسان ارخص ما تملكه حكوماتنا وليس اغلى ما تملكه كما قال جلالة الملك الباني الحسين بن طلال رحمه الله وكما اكد عليه مرارا جلالة الملك المعزِّزعبد الله الثاني اطال الله في عمره واعزّ ملكه .

اللهم ابعد الفساد عن مسؤولي وزارة الصحة ولجانها الطبية وقِنا من الأخطاء الطبية والهم اطبائنا الحكمة والرشاد والإبداع في عملهم وممارستهم لهذه المهنة الإنسانيّة ويسِّر على مواطنينا الأجور الطبية واسعار الدواء واحمي مواطنينا واطفالنا من الأمراض الصعبة انك انت القدير العزيز . واحفظ بلدنا ارضا وشعبا وقيادة من ايِّ سوء .

وكل عام وانتم بخير .

ambanr@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات