ايران تعتقل امرأة بسبب "حمالة صدر"!


جراسا -

في سابقة فريدة من نوعها ، اعتقل عناصر “دورية الإرشاد” في طهران، امرأة بسبب عدم ارتدائها حمالة صدر تحت ملابسها، متذرعين بأن “إقدام هذه السيدة على ارتكاب هذا العمل القبيح، يتسبب في تحريك شهوات الرجال في الشارع”.

خبر اعتقال نرجس أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسم الرأي العام ما بين معارض ومؤيد لما تعرضت له. المدافعون عنها كان معظمهن من النساء، واعتبرت جمعيات نسوية أن سلوك “دورية الإرشاد لم يعد يُحتمل”، في حين باركت الفئات المتدينة عمل الدورية، باعتبار أن “خروج المرأة بلا حمالة صدر موجب للفتنة الاجتماعية”.

أحد الموقع الإلكترونية المعارضة، أجرى مقابلة مع نرجس، التي أكدت أنها تعاني من “مرض تليف الثدي منذ سنوات، وهي تخضع لعلاج دائم، وتتناول أدوية، تسببت لها بحساسية جلدية حادة، إضافة إلى الأوجاع”.

والجدير بالذكر أن مرض تليف الثدي، أو داء الثدي الكيسي الليفي، مرض شائع عند النساء في سن الإنجاب، وهو عبارة عن تكيسات أو كتل حميدة، تؤدي إلى تضخم حجم الثدي، وتكون مؤلمة في حالات كثيرة، لذلك تلجأ المصابات إلى إهمال لبس حمالات صدر.

وأشارت إلى أنها لم تعد ترتدي حمالة صدر منذ إصابتها بهذا المرض، لا في المنزل ولا في العمل ولا في الزيارات، لكن لم يخطر في بالها يوماً، أن تصبح فريسة دورية الإرشاد، بعدما وقعت فريسة للمرض، كما أن أحداً طوال هذه الفترة، لم يلحظ أنها لا ترتدي حمالة الصدر، فهموم الإيرانيين، تتجاوز هذا الأمر السخيف والسطحي.

تعمل نرجس في مجال التصوير الفوتوغرافي، وتملك استديو تصوير في قلب طهران، وزبائنها من الجنسين، وتقول إن جوهر عملها هو كيفية التعامل مع الجسد والتصالح معه، وتصف لحظة اعتقالها: “خرجت من منزلي كالعادة، في ذلك اليوم، أرتدي لباساً شرعياً طويلاً وفضفاضاً، وأضع على رأسي منديلاً ذا أمتار كثيرة، تكفي لأغطي به شعري، وأعقده من الأمام لأخفي صدري. وحين كنت أهم بالخروج من محطة المترو، في ميدان فردوسي وسط طهران، حاصرتني ثلاث نساء من دورية الإرشاد، واقتربت إحداهن كثيراً مني وشدت منديلي جانباً، ثم صرخت بي بعصبية: (أنت ترتكبين معصية بخروجك بهذا الشكل). ثم قدنني مخفورة أمامهن نحو سيارة الدورية، التي يجلس فيها رجلان، ومن ثم إلى مركز التحقيق في مبنى وزرا في طهران”.

ويسجل للمرأة الإيرانية، عنادها وإصرارها، على انتزاع حقوقها، على رغم ما تتعرض له من قمع وإرهاب واعتقال، فمقابل كل مطالبة بحق من حقوقها، تقف المؤسسة الدينية وأمامها المؤسسة الأمنية، بالمرصاد، ويبدع الطرفان في ابتكار أساليب جديدة في المواجهة. وفي الآونة الأخيرة، ابتدعت السلطة القضائية، في محاكمتها النساء اللواتي لا يلتزمن الحجاب “الجيد”، تهمة “مخالفة العرف السائد في المجتمع الإسلامي”، وحذرت اللواتي يجاهرن بسفورهن على مواقع التواصل الاجتماعي، بعقوبة السجن 10 سنوات. كما أعلنت مراكز الحرس الثوري في المحافظات كافة، أنها سوف تشن حرباً على الجمعيات النسوية التي “تروج لأسلوب الحياة في الغرب”.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات