الأضحى قيمٌ دينيةٌ تُغذي فضائل تربوية!! 


العيد هو مناسبة روحانيّة في جوهرها، وفي أصلها الذي تنبني عليه كل الطقوس، والأعمال المادّية، وتكون لازمة له ( أي للأصل الروحاني )، ولابدّ أن تكون هذه الأعمال، والطقوس منبثقة من ذات القيم الروحيّة، ووفْقها في المشروعيّة والضوابط، فالعيد هو الذكرى الخالدة التي يحييها أتباع الشريعة المحمّدية أسوة بأبي الأنبياء إبراهيم، ذكرى عبادة ربّانية تجمع بين كثير من القيم، كالتضحية والفداء والتسليم لأوامر الله، ونفي الخيرة للعبد أمام ما حكم ويحكم به رب العالمين الحكيم. 

وعليه فإنّ هذه الأمّة الإسلامية تتوحّد هذا اليوم، لتختم أحسن أيّام الله ، يوم العاشر من ذي الحجّة ، الأيام التي خصّها الله بالتكريم، وجعل لها بركات ونورانيّات تفوق سائر أيام البشر ،،، 

والعيد لا يكون عيدا، ولا يتأتّى معناه، ولا تحصل فائدته؛ إلاّ إذا اكتملت مقاصده وأهدافه، ومنها التواصل بين النّاس ومنها وصل الرّحم، الإحساس بمن يقاسمنا الأمكنة والأزمنة والعمل على تغيير ما كان عندنا من مفاهيم خاطئة وأفعال غير مستقيمة، إدخال الفرحة على المسلمين، انطلاقًا من العائلة بالتوسعة عليها، واللّين والرّفق في معاملتها، ثم في دوائر أكبر مع الجيران والحيّ والقرية وكلّ من تربطنا به علاقات اجتماعيّة أوسع وأعمّ ،،، 

العيد مناسبة للتقييم الذّات، لتزكية الرّوح، لتزكية المال، وللتفكّر في دورة الحياة والموت، وما بينهما، وما يجب أن يكون عليه الإنسان من قرب إلى شريعة الله حتى يستقيم أمره؛ فيأتمر بأوامر الله في تسليم ورضاء، ويقين ثابت لا يداخله الشكّ ولا تزحزحه المحن، كما يجب عليه أن يقف عند نواهي الله ومحارمه في ذات الإيمان واليقين باعتبار أنّ الآمر والناهي وهو الله جلّ جلاله، لا يكلّف الإنسان إلاّ ما وسعه ولا ينهاه إلاّ عن ما يضرّه أو يضر المجموعة أو يخرق سنن الحياة وينافي الفطرة الإنسانية. 

وعندها فقط يمكن لهذا الإنسان أن يجني لذّة الإيمان في هذه الحياة الدّنيا، ويخلص إلى يوم الميعاد بزاد يترقّب فيه القبول والتزكية والزّيادة من الله الوارث الكريم، 

هو العيد وهذا من جملة ما يجب على ذوي النّفوس السّويّة أن تغتنم من مجيئه وأن تنمّي فيه إيمانها، ويقينها بالخالق سبحانه و تعالى ،، 

عيدٌ، أعادهُ اللهُ على الأمّةِ بالعزّةِ والكرامةِ والنّصِر والوحدةِ والرجوعِ إلى ما شرعهُ لهم. 

" شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات