جراسا -

تساءل الكاتب الأمريكي دانا ميلبانك، في مقال بصحيفة “واشنطن بوست”، هل أصبحت الولايات المتحدة بلدا “مقرفا” تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب مما جعل البلدان الأخرى تقرع أجراس الإنذار لرعاياها كي يتجنبوا السفر إليها؟.

وأضاف الكاتب الأمريكي في مقاله “أصدقاؤنا حول العالم لديهم من المبررات ما يسوغ تحذيرهم لمواطنيهم بشأن وقائع بعينها تحدث في أمريكا ترامب”.

وأشار إلى أن دولا مثل أورغواي وفنزويلا واليابان والمكسيك ونيوزيلندا وحتى جزر الباهاما، نصحت مواطنيها باتخاذ أقصى الاحتياطات وتوخي أقصى درجات الحذر إن كان ثمة ضرورة للسفر إلى الولايات المتحدة.

وأضاف أن التحذيرات لم تقتصر على تلك الدول وحدها، بل إن أكبر حلفاء أمريكا- مثل بريطانيا وكندا وألمانيا- أطلقوا أيضا تنبيهات تراوحت بين إخطار رعاياهم بشأن الخطر المتزايد لاحتمال التعرض لهجمات إرهابية، وارتفاع تكاليف العلاج، وعنف العصابات في الولايات المتحدة.

وكانت الولايات المتحدة تعرضت لحادثي إطلاق نار في عطلة نهاية الأسبوع الفائت، أسفرا عن مقتل 31 شخصا وجرح العشرات. وصنفت السلطات الحادثين في قائمة “جرائم كراهية لها دوافع عنصرية”.

وحذرت دول عديدة مواطنيها من زيارة الولايات المتحدة عقب حوادث إطلاق النار الجماعي.

جمهورية موز

ووصف الكاتب بلاده بأنها أصبحت فجأة “جمهورية موز”، مشيرا إلى أن دول العالم الأخرى بدأت تصف الولايات المتحدة بأنها أضحت “مكانا خطرا يعج بالكراهية تحت إدارة الرئيس ترامب”. وتهكم قائلا إن تلك الدول سرعان ما ستحذر زوار أمريكا بضرورة غلي ماء الشرب وتناول مضادات حيوية لتجنب الإصابة بالأمراض.

ويرى الكاتب أن السبب في كل ذلك مرده إلى أن الرئيس الأمريكي درج على الإعلان لكل العالم أن العصابات والمهاجرين “الغرباء” غير الشرعيين “غزوا” الحدود واجتاحوا البلاد بالمخدرات.

ترامب مثير للكراهية

ويضيف ميلبانك أن ترامب أعلن أيضا أن المدن الأمريكية باتت “أماكن خطيرة” وموبوءة بالجرذان لدرجة أنه لم يعد أي إنسان يرغب في العيش بها. ولم يكتف ترامب بذلك فحسب، بل وصف قيادة مكتب التحقيقات الاتحادي (أف.بي.آي) بأنها “فاسدة”، وأن وزارة العدل أصبحت مشبوهة لدرجة أن كلمة “العدل” صارت تعني عندها شيئا مختلفا.