الخطر على الجبهة الشمالية ما يزال قائما


ما تزال المعركة على حدودنا الشمالية مستمرة. صحيح أن خطر الجماعات الإرهابية تراجع بشكل ملحوظ بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي عسكريا، وعودة السيادة السورية لمناطق واسعة في الجنوب، لكن ثمة أخطار ظهرت منذ بدايات الأزمة السورية مستمرة وبنفس الوتيرة تقريبا، وتتمثل بالمحاولات المستمرة لتهريب المخدرات والأسلحة للأراضي الأردنية.

بالأمس أحبطت المنطقة العسكرية الشمالية محاولة تسلل 18 شخصا حاولوا اجتياز الساتر الترابي من الأراضي السورية، وضبط بحوزتهم أكثر من مليون حبة كبتاجون مخدرة، وقطع سلاح وذخيرة، حسب البيان الرسمي لقيادة الجيش العربي.

ولا يمر أسبوع دون تسجيل عملية مماثلة، ناهيك عن المحاولات التي لا تعلن عنها السلطات بالضرورة.

ما تزال مناطق واسعة في سورية مكشوفة للجماعات الإرهابية وعصابات السلاح والمخدرات، وفي حالات كثيرة انتقل مسلحون أجانب تقطعت بهم السبل في سورية من العمل مع التنظيمات المسلحة لتجارة المخدرات والسلاح.

دول الجوار الأردني هى الوجهة المفضلة لتجارة المخدرات والسلاح، وقد أدت القوات المسلحة الأردنية ومعها الأجهزة الأمنية خدمة جليلة لهذه الدول بعملها الدؤوب في احباط دخول كميات هائلة من المخدرات كانت في طريقها لتلك الدول.

لكن الأردن مستهدف أيضا ولا نستطيع أن نفصل بين زيادة محاولات التهريب والانتشار المتزايد للمخدرات والأسلحة المهربة في الأردن. فبموازاة المعركة التي يخوضها الجيش على الحدود، هناك مواجهة داخلية يومية تعيشها فرق المكافحة الأمنية مع مروجي المخدرات، وتسجل يوميا عمليات ضبط أشخاص تورطوا في الترويج والتعاطي والمتاجرة، مثلما تظهر البيانات الرسمية زيادة ملحوظة في عدد القضايا المضبوطة كل عام مقارنة مع أعوام سابقة.

المعركة على هذا الصعيد طويلة على مايبدو، فالأوضاع في سورية ليست مرشحة لاستقرار مستدام وكامل في وقت قريب. القوات المسلحة تطور من قدراتها لحفظ أمن الحدود بشكل مستمر، وتستعين بالتعاون مع الحلفاء بأحدث التقنيات، لكن حدودا يزيد طولها على 385 كيلومترا تتطلب جهودا جبارة، وعمليات مستمرة ومكلفة لحمايتها على مدار الساعة.

ساعدت الجهود الدبلوماسية والأمنية التي بذلها الأردن مؤخرا لتفكيك مخيم الركبان الملاصق للحدود الأردنية في خفض مصادر التهديد، وكف الضغوط الدولية عن الأردن لتحمل مسؤوليات ليست من اختصاصه، لكن تنظيف المناطق الحدودية من تجارة المخدرات والسلاح، يتطلب تعاونا مع مختلف الأطراف المؤثرة في المعادلة السورية، واتخاذ ما يلزم من التدابير لقطع طرق التهريب في الداخل السوري، وتفكيك العصابات القائمة على هذه التجارة، بالتنسيق مع منظمات دولية معنية بمحاربة المخدرات وتهريب السلاح.

إن سنوات الأزمة السورية المستمرة تسببت بمعاناة اقتصادية وتحديات أمنية وسياسية للأردن، إذا ما ترجمت ماليا فإنها تعادل أضعاف ما قدمته الدول المانحة من مساعدات. والحرب المستمرة على تجارة المخدرات والسلاح ستبقى تحديا لسنوات مقبلة، ما يستدعي دعما إضافيا للأردن للانتصار في هذه الحرب التي تعني العالم كله وليس المنطقة فحسب.

الجيش العربي على الحدود الشمالية يخوض المواجهة نيابة عن عشرات ملايين الناس حول العالم، ويستحق الدعم من الجميع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات