العودة إلى المدارس!


تجيء العودة إلى المدارس بعد عطلة صيفية طويلة نوعا ما لعب الأبناء والأطفال بها وسعدوا كثيرا رغم موجات الحر الشديد التي عصفت بالمنطقة والإقليم وبعد شهر رمضان المبارك وقد فعلت حسنا وزارة التربية والتعليم أنها أجلت الدراسة حتى نهاية الشهر الفضيل.
والحقيقة انه رغم هذه العطلة الصيفية الجميلة والطويلة التي أعادتنا إلى فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي حيث كانت العطل المدرسة طويلة نوعا ما وكان الأبناء ينتظرونها بفارغ الصبر ويعولون عليها كثيرا حيث كنا نعمل في الحقول والمصانع وورش البناء وكنا نتحمل جزء من المسؤولية تجاه أسرنا وإعانة الوالدين في مرافق شتى من الحياة وكنا مطيعين إلى حد ما رغم المشاكسة أحيانا إلا أن ذلك العصر الذهبي لم يعد موجودا في زمن الانترنت ووسائل الترفية رغم تعقيدات الحياة.
ولكن المؤسف أن العودة إلى المدارس تشكل عبئا على كثيرا من الأسر حتى الميسورة منها والتي بدأت ترسل أبناءها إلى المدارس الخاصة حيث الأقساط المدرسية المرتفعة جدا والتي بدا الكثير من أولياء الأمور يفكرون جديا في نقل أبنائهم إلى المدارس الحكومية لأنهم بدوا غير قادرين على دفع تلك الالتزامات المالية بدا من أجور حافلات النقل وانتهاء بالرسوم الفصلية حيث بدأت الأقساط توازي بعض الجامعات الخاصة وإنني أتساءل أين الرقابة الحكومية من ذلك؟! لا بل لماذا لا تضع وزارة التربية تسعيرة لكل مدرسة وتضبط إيقاع العملية التربوية حتى في تلك المدارس الخاصة علما بان أجور الكوادر التعليمية في المدرس الخاصة متدنية جدا ومعظم المدارس الخاصة تعطي رواتب هزيلة لا تسمن ولا تغني من جوع.
أما السواد الأعظم من أبنائنا اللذين يذهبون للمدارس الحكومية فمعظمهم من أبناء الطبقة المتوسطة الدخل والتي بدأت رواتبهم في التآكل وهم الآن يحتاجون لكسوة المدرسة وكسوة العيد ونفقات العيد التي تثقل كاهل الأسر ولكن ومع كل ذلك نتمنى لهم عاما دراسيا ناجحا ومفيدا والحقيقة انه استوقفني احد أبناء الريف بسؤاله المحير هل سيعيدون التغذية لأبناء الطلبة هذا العام؟! حيث كانت الوزارة مشكورة تقوم بصرف وجبة غذائية لأبناء الطلبة في الأرياف وكان ذلك عملا رائعا ورياديا على مستوى المنطقة وقد علمت انه توقف ولا اعرف سبب ذلك متمنيا على وزارة التربية التفكير بجدية في الموضوع.
إن العودة للمدارس وما تشكله من فرح لأبنائنا إلا أنها تشكل عبئا على الكثير من الأسر الأردنية فيا حبذا من تعاون مجتمعي كامل في هذا الموضوع.

أستاذ جامعي | جامعة فيلادلفيا

 malfaouri@hotmail.com



تعليقات القراء

المحامي رياض المجالي
شكرا للاخ الدكتور مخلد على هذا المقال حيث اود ان ادعوا الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني ان تدعم هذة الفئة التي اشرت اليها وكل عام وانتم بخير
06-09-2010 08:36 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات