قاتل أمه " لمنحها الراحة الأبدية " يثير حيرة الخبراء


جراسا -

خاص - قبل أيام هزت الرأي العام جريمة بشعة راحت ضحيتها أم خمسينية ، إذ قتلت خنقا على يد ابنها الذي تركها جثة هامدة داخل المنزل بجبل اللويبدة.

الجاني وخلال التحقيقات اعترف بفعلته ، وبررها بأنه يريد إشعار والدته بالراحة الأبدية ، إذ كان كلاهما يمران بأوضاع مالية سيئة ، وفق اعترافاته أمام محكمة الجنايات الكبرى التي قررت توقيفه 15 يوما على ذمة التحقيق.

تساؤلات عدة تدور في الأذهان حول مدى صدق الجاني بمبرراته ، يضاف لها تساؤل يحير الكثيرين ، هل باتت الأوضاع الاقتصادية مجرد شماعة تعلق على مشجب الأفعال غير الانسانية ، أم أنها تشكل عنصرا فعالا ومحرضا لتلك الجرائم.

دكتور علم الاجتماع في الجامعة الأردنية حسين الخزاعي بين لـ"جراسا" أنه لو أراد الجاني تبرير جريمته لتخفيف العقوبة عنه لقام باختلاق أسباب أخرى ، غير ما اعترف به .

وأضاف أن الفقر والعوز ليسوا مبررات لارتكاب الجرائم ، لكنهما عنصران محرضان يؤديان للأمراض النفسية الخطيرة ، وخاصة أخطرها الاكتئاب الذي يدفع الشخص للنظر الى الحياة بسوداوية.

ولفت الخزاعي أن ضيق العيش مع طول الفترة يحرض على الاكتئاب ، وبالتالي المكتئب يجد أن الحل الأمثل لما يمر به هو التخلص من الحياة ، وقتل الغير اعتقادا منه أنه يريحهم.

وتطرق الخزاعي الى بعض الأرقام الاحصاءات التي اعتبرها مؤشرا مقلقا باعثا على عنصر الإصابة بالامراض النفسية وبالتالي زيادة معدل الجرائم ، حيث نوه الى أن نسبة البطالة بين الشباب 43 % ، ونسبة الفقر 18.8 % ، وأن من يتقاضون رواتب أقل من 300 دينار نسبتهم 28 % ، و أن قرابة 104 آلاف أسرة تتقاضى مساعدات رمزية من صندوق المعونة الوطنية ، فكل ذلك يعتبر جرس انذار على أصحاب القرار التنبه له.

وبيّن الخزاعي أن آخر الاحصاءات تشير الى أن ما نسبته 67 % من الجرائم تقع على الأموال ، وأن 64 % من مرتكبيها هم عاطلون عن العمل ، متسائلا في الوقت ذاته ، الى ماذا يوحي ذلك ؟.

من جهته قال الخبير الأمني بشير الدعجة لـ"جراسا" أن المجتمع الأردني مجتمع محافظ ومضت عليه عقود طويلة لم يعهد مثل تلك الجرائم.

وأضاف أنه وبفعل الهجرات القسرية الى المملكة ، وتحديدا ما بعد العام ألفين ، والتي وقعت من الدول المجاورة ، انتقلت مع المهاجرين سلوكيات مختلفة عن سلوكيات المجتمع الأردني ، وبالتالي بات المجتمع يشهد جرائم وسلوكيات لم يعهدها من قبل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات