غرينبلات .. مبعوث التصفية والخراب والتضليل الشيطاني!


بعدما أصبح المبعوث الأمريكي للتصفية والخراب في الشرق الأوسط سيئ السمعة والحضور العميل الصهيوني المتجذر " جيسون غرينبلات " ناطقا رسميا باسم كيان الاحتلال الإسرائيلي ومدافعا عن عدوانه وجرائمه بالأكاذيب والافتراءات المفضوحة والنفاق المنحط والتواطؤ الرخيص كأحد أهم الخصال الملازمة لسلوكياته وأخلاقه وفي مقابلة مشؤومة معه أجرتها شبكة بي بي اس وأذيعت على شاشة قناة تلفزيونية أمريكية الأسبوع الماضي نطق فيها كفرا وقدم عهرا سياسيا مبتذلا قلب فيه الحقائق وزور التاريخ بأسلوب غير موضوعي ومنحاز بالكامل لصالح الاحتلال الإسرائيلي حيث صرح بأن إسرائيل هي ( الضحية في الصراع مع الفلسطينيين وأن الدولة اليهودية في نظره لم ترتكب أي أخطاء على مدار عقود من الصراع المستمر ومنذ لحظة تأسيسها تعرضت للهجوم عدة مرات وهم يواصلون مهاجمتها من خلال الإرهاب ( يقصد الفلسطينيون والعرب ) وأضاف لا يمكنني التفكير في ( حالات فردية قد تكون فيها إسرائيل ارتكبت أخطاء أو تجاوزت سلطتها ) .

وقد أعاد تأكيده بأن ( المستوطنات مناطق متنازع عليها وليست أراضي محتلة ) قال ذلك وغيره وهو يتعمد الإساءة والتشويه وتحويل ( الجلاد إلى ضحية ) دون مراعاة لوقائع وحقائق التاريخ واحترام لذاكرة الشعوب والأمم وبما قدم نموذجا حيا ومتكاملا من الكذب والتضليل والغباء والجهل الأمريكي بالواقع والأحداث الفلسطينية بجميع مراحلها الزمنية وهو يمارس التدليس على المستمعين مستغلا عدم معرفة الكثيرين منهم لبعض التفاصيل الدقيقة حول الصراع العربي الإسرائيلي لتمرير أفكاره المسمومة على الهواء مباشرة .

لم يستطع هذا الصهيوني العنصري الفاشي الذي احتل بجدارة لقب أشهر " كاذب سياسي " في التاريخ الحديث لافترائه على الحقيقة وتزويرها وهو يحاول الخديعة ويمارس النصب والاحتيال السياسي بكل الطرق غير المشروعة الخروج من عباءة الاحتلال والاستيطان رغم محاولته المكشوفة للتغطية على انحيازه المطلق لليمين الحاكم في إسرائيل وللمستوطنين من خلال حديثه الشكلي وغير الجدي عن ما يسمى (خطة السلام الشاملة المزعومة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي ) .

مما يثبت من جديد أن مهمته العليا تقتصر على إعادة إنتاج واجترار وتسويق أفكار ومفاهيم ورؤية اليمين الصهيوني المتطرف وتبرئة الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية أو القدس والتي أدانتها التقارير الأممية والدولية ووثقتها آلاف التقارير الإعلامية بل على العكس في كل مرة تعتدي فيها دولة الاحتلال على الفلسطينيين يبادر غرينبلات وقادته للتعبير عن دعمهم المطلق لممارساته الإجرامية بل وإعطائه الحق في المزيد من العدوان تحت ذريعة الدفاع عن النفس وما اتخذته الإدارة حتى اللحظة من قرارات او قامت به من إجراءات تعزز تأبيد الاحتلال وتتنكر لكل الحقوق الفلسطينية بما فيها ما توافق عليه المجتمع الدولي كحد أدنى لحل الصراع مما يجعل المنطقة بكاملها على حافة الانهيار ويدفعها نحو الانفجار والكارثة .

إذا كانت إسرائيل بلا جرائم وبدون دم وضحايا وتدمير حسب ادعائه فماذا يقول غرينبلات في عشرات التقارير الأممية والدولية التي تتهم إسرائيل وتدينها بارتكاب جرائم حرب وجرائم جماعية بحق الإنسانية وجرائم إبادة وتمييز عنصري " الابتهارد " وعزل بشري وجغرافي أم انه يتجاهل عن قصد مبيت وبعنجهية المستعمر حقيقة أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي هي السبب الرئيس المسؤول عن الدمار الشامل الذي لحق بالشعب الفلسطيني وأجياله المتعاقبة ومستقبله السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي وان الاستيطان الاستعماري التهويدي الذي لا يعتبره غرينبلات عقبة أمام عملية السلام وهو يلتهم ويسرق الأرض الفلسطينية ما فوقها وما تحتها ويحرم الاقتصاد الفلسطيني من أهم مقومات تطوره ونموه وازدهاره .

وماذا يعني الإصرار الإسرائيلي على القدس عاصمة أبدية وشطب حق اللاجئين في العودة ورفض وجود أي كيان سياسي ما بين البحر والنهر غير إسرائيل وهل هو يتناسى كحليف لإسرائيل وداعم لها حقيقة أن المواطن الفلسطيني مكبل ومعتقل ورهينة لسياسات الاحتلال وإجراءاته التخريبية التي تتناقض تماما مع الاتفاقيات الموقعة ومع القانون الدولي واتفاقيات جنيف ومبادئ حقوق الإنسان وماذا يعني أيضا حصار مليوني إنسان فلسطيني في قطاع غزة وحرمانهم من حقوقهم الأساسية أليست هذه جرائم مخزية يندى لها جبين الإنسانية ؟

الحقيقة أننا لم نفاجأ كثيرا بما قاله غرينبلات لأنه بكل بساطة ينسجم تماما مع سياسة الإدارة الأمريكية الحالية التي اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل وشطبت حق الفلسطينيين في العودة والتعويض وأرسلت إشارات واضحة بموافقتها الضمنية على ضم الضفة الغربية المحتلة بالكامل أو جزئيا ولم تشر في أي موضع لحق الفلسطينيين في دولة مستقلة او حق تقرير المصير وإنهاء الاحتلال ولا زالت تتبنى مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرفة بزعامة رئيس الوزراء الحالي النتن ياهو وتقف الى جانبه وتدعمه .

وإذا كان الحال كذلك فما هو السلام الذي يتحدث عنه غرينبلات عقب حديثه هذا وبعد أن حسمت أميركا مصير قضايا الصراع الرئيسية لصالح الاحتلال الإسرائيلي وما الذي أبقته هذه الإدارة للنظر فيه أو التفاوض حوله بعد أن نسفت اتفاقيات اوسلو والمرجعيات الدولية وداست على قرارات المجتمع الدولي بشأن القدس واللاجئين والاستيطان وطالما أن هذا هو جوهر مبادرة " صفقة القرن " المرتقبة فكيف يتوقع من الجانب الفلسطيني إن يتقبلها أو يدخل في مفاوضات على أساسها .

ما يجب أن يفهمه غرينبلات وعصابته المتصهينة وإدارته المتعجرفة إن من يسعى حقا لإرساء سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة يجب ان ( لا يجعل من الجلاد المعتدي ضحية ) ويتناسى أن إسرائيل دولة احتلال وأن كل مشاكل الشعب الفلسطيني ونكباته هي المسبب فيه وعليه ان لا ينحاز لاحتلال غير شرعي يرتكب أبشع السلوكيات ضد الشعب الفلسطيني ويمارس انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ولإعلانات حقوق الإنسان ولاتفاقيات جنيف ولا يلتزم بمواثيقها وقراراتها وليعلم هو وكل الصهاينة على شاكلته أن الشعب الفلسطيني وقيادته لن تهزهما مثل هذه التصريحات الرعناء والمواقف الأميركية الظالمة والتي عاف عليها الزمن حيث تعود لحقبة الاستعمار والسيطرة والقهر والتنكر لحقوق الشعوب في تقرير مصائرها وحقها في النضال والتحرر من محتليها .

ورغم كل التحديات وعظم المؤامرة سيبقى الفلسطينيون على ثوابتهم الوطنية مهما طال الزمن أو تأخر النصر فهذا يقينهم بالله الذي لا يتزعزع وإيمانهم بالوعد الإلهي الذي لن يتأخر وسيواصلون خياراتهم ونضالهم بدعم المجتمع الدولي وكل أنصار الحق والعدل والحرية حتى تحرير وطنهم فلسطين من هذا الاحتلال البغيض وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق اللاجئين في العودة والتعويض بموجب القرارات الدولية ولن تبقى جرائم إسرائيل بلا حساب مهما وفرت لها واشنطن الحصن المنيع للإفلات من العقاب وان العدل والإنصاف يقتضي احترام حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال ليعيش حياته الإنسانية الكريمة ويساهم ويشارك في صناعة الخير والرفاه لنفسه ولشعوب المنطقة بل والعالم أجمع .

تشير البيانات الإحصائية الموثقة فلسطينيا ودوليا أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال ( مرحلة النكبة فقط ) على 774 قرية ومدينة وقاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية وقد اقترفت مليشيات العصابات والقوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني وحفاظا على حجم ومساحة المقال لا نريد ان نعدد ما تبعها من جرائم متتالية بحق الفلسطينيين في الخط الأخضر وغزه والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا وتونس وغيرها وما خلفته من ضحايا ودمار حيث لا زالت ذكراها وصورها الأليمة ماثلة إمام أعين العالم وللحقيقة لم يسجل التاريخ ارتكاب جرائم وحشية بحق البشرية أكثر فتكا وفظاعة وبشاعة من تلك التي سجلها ومازال يسجلها الجيش الإسرائيلي في حروبه التدميرية التي يخوضها بكل ما أوتي من حقد وكراهية وعدوانية ضد أبناء فلسطين والأمة العربية .

جيسون غرينبلات رسول الخراب الأمريكي يهودي أرثوذكسي أولويته أمن ووجود إسرائيل عمل فترة طويلة في مجال المحاماة وكان نائب الرئيس التنفيذي وكبير الموظفين القانونيين لدونالد ترامب ومنظمة ترامب ومستشاره بشأن إسرائيل وفي يناير 2017 عين مساعدا للرئيس والممثل الخاص للمفاوضات الدولية وتبين سيرته الذاتية بنه ليس لديه أي خبرة في مجال السياسة الخارجية وإدارة شؤون المفاوضات وقد قضى حياته المهنية في عالم التجارة والأعمال الذي ينتمي إليه ترامب وهو ابن لاجئين هنغاريين اكمل تعليمه الثانوي في مدرسة هار عتصيون في إسرائيل وهو حاصل على درجة الدكتوراه الفخرية من كلية تورو في مدينة نيويورك لا يخفي انحيازه لإسرائيل وعداءه للفلسطينيين .

mahdimubarak@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات