الانتحار !


جراسا -

الانتحار ومحاولات الانتحار هي ظاهرة مرضية تستوجب دراستها ووضع الحلول لها من قبل الاطباء الاخصائيين وهنا تظهر مسؤولية وزارة الصحة وبالتعاون مع جهات الاختصاص الاخرى اما الانتحار كظاهرة اجتماعية فهو بحاجة الى اراء كل قادة الراي العام حتى نصل الى موقف جماعي يؤثر على من تخطر على باله هذه الفكرة المحرمة شرعا والممنوعة قانونا والمدانة اجتماعيا .

في الاونة الاخيرة ازدادت نسبة المنتحرين او محاولي الانتحار والاسباب ربما تكون واحدة في كل الحالات وهي اوضاع اجتماعية سيئة وانسدال الافق نحو حياة افضل او مشكلات عاطفية .

واذا ما طبقنا هذه الاسباب على مجتمعات اخرى سنجد ان التشابه كبير وهنا علينا ان نتوقف لننظر الى المجتمع كوحدة اجتماعية لنعرف ان كان المجتمع وظروفه تساعد اصحاب فكرة الانتحار على ارتكاب جريمتهم ام تمنعهم، ففي الغرب وفي مجتمعات اخرى فان البيئة الاجتماعية تساعد، نظرا لانشغال الناس في ظروفهم الخاصة اكثر من انشغالهم في الظروف العامة .

المجتمع الاردني كأي مجتمع متدين ويرتكز على التماسك الاجتماعي فيما بين افراد الاسرة اضافة الى وجود النظام العشائري فان كوابح جريمة الانتحار موجودة ولكنها قد تعاني في الاونة الاخيرة من التجميد وهنا تبرز اهمية المكونات المنظمة في المجتمع مثل الجمعيات ومؤسسة العشيرة نفسها بان تبدأ ببث ثقافة معادية لظاهرة الانتحار تماما مثل مكافحة اية ظاهرة بما في ذلك تعزيز الوازع الديني والقيم المجتمعية الرافضة لظاهرة الانتحار ولفكرتها من الاساس بحيث تتشكل مصدات قيمية لدى من يفكر في هذه الجريمة .

ويلاحظ ان غالبية محاولات الانتحار تتم في اماكن عامة ومأهولة مثل جسر عبدون الذي يتواجد فيه افراد من الشرطة سواء الامنيين او المنظمين للمرور بالاضافة الى اعداد هائلة من الناس المارين من هناك بمركباتهم مما يعني ان الذين يحاولون الانتحار هناك هم يستنجدون بالناس لمنعهم او لانهم يريدون ايصال رسالة او شكوى بالتهديد بالانتحار .

هذا يعني ان محاولات الانتحار في مجتمعنا في غالبيتها ليست جادة وانما هي عملية ايصال شكوى وربما اذا ما اعتمدنا مبدا الوقاية خير من العلاج ستبرز اهمية الجهات المختصة في معالجة الاوضاع الصحية وان يلجأ المضطربون نفسيا او من انهكتهم الاعباء على شتى انواعها الى تلك المؤسسات لاعانتهم على البحث عن ابواب النجاة من تلك الاعباء كبديل عن التفكير بالانتحار .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات