تهدر الملايين بما تسمى أندية المعلمين


إعتاد قلمي في العديد من كتاباتي السابقة التي سبق وأن ذكرت بها بعض السلبيات التي تكتنف إمبراطورية وزارة التربية والتعليم ، أن أتحدث عن هم المعلم بصورة أوسع من القضايا الأخرى التي لا تقل أهمية أيضاً عن غيرها من قضايا المعلمين ، وهمومهم المهنية والاجتماعية ، التي أصبحت أمراً واقعاً جراء التراكمات الطويلة للمنغصات من عهد إلى أخر تحمل في طياتها الكم الكبير من السلبيات التي تحتاج إلى مراجعة طويلة لإصلاحها وتعديلها ، ونحن في هذه المرحلة بالذات نلاحظ التحول الكبير الحاصل في شخصية المعلم بفعل الضغوط العديدة الواقعة عليه جراء تلك التراكمات ، وقد برز لدينا في الآونة الأخيرة عصر الصحوة واليقظة للمعلمين بعد أن كانوا في سبات طويل إمتد لعقود ، تولد عنه الأن حراك المعلمين نحو المطالبة بحقوقهم وعدم التنازل عن مطالبهم التي أسقطت سابقاً بحيث أصبح المعلم في مجتمعه جراء ما سبق ذكره أقل الخلق قدراً وإحتراماً للأسف الشديد في مجتمعه .
وحتى لا أطيل في مقدمتي أختصر الحديث المعمم لأفرد في مقالتي جدلاً يدور بين جميع المعلمين يتعلق بأنديتهم ، وبأهدافها التي نشأت من أجلها وتحولت إلى نقمة عليهم لا نعمة كما كان مرجواً منها حسب وجهة نظر مبتدعيها إن صح التعبير ، أي إن لم تكن تأسست لأهداف أخرى يعيها المعلم ، وبالذات في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ المعلم الأردني ، فكما يعلم الجميع من التربويين أننا في هذا العام تفصلنا خمسة عشر عاماً منذ تأسيس تلك الأندية ، ولكن للأسف الشديد مرت هذه الأعوام الخمسة عشر على هذا الصرح المسمى تربوي ترفيهي تثقيفي ، كالنار في الهشيم ، لأنها وبكل بساطة إستنزفت العشرات من الملايين بلا أي وجه حق ، في سبيل هذه الأندية وتهيئة الكوادر لها ، والحال مستمر إلى هذه اللحظة على ذات المنوال ، هدر للمال العام في الهواء الطلق ، ووزارة التربية والتعليم ما زالت قانعة إلى هذا الحين بجدوى أنديتها التي لا تسمن ولا تغني بالنسبة للمعلم المخاطب بهذه الأندية ، لإنه وبكل صراحة قد لا يجد في العديد من الأيام أجرة الطريق التي تصل به إلى هذه الأندية التي ينهش الصدأ بكراسيها الحديدية المتمترسة في مكانها دون أن تجد من يجلس عليها ، فهي الغائب الحاضر عن جسم المعلمين ومجتمعهم التي كان من الأولى أن تحول أموالها الضخمة إلى جيوب المعلمين لـتأمين قوتهم لمنتصف الشهر على أقل تقدير لا الشهر بأكمله .
سأستشهد بمثال بسيط يؤكد بأن أندية المعلمين ليست سوى لوحة فقط لا تجد من ينظر إليها رغم إرتفاع كلفتها وعمرها الزمني الطويل ، فمحافظة الزرقاء على سبيل المثال كان لها شرف إستقبال جلالة الملك حفظه الله قبل فترة من الزمن من أجل إفتتاح نادي المعلمين فيها الذي تشير التقديرات الى أن تكلفته زادت على النصف مليون دينار أردني ، ذهبت لجيوب الفائزين بالمناقصات والعطاءات التي أثمرت نادياً يعاني الآن وهو الجديد في البنية من الكم الكبير من الأخطاء الفنية التي تلحق به من بركة السباحة التي تقدر تكلفتها بعشرات الألوف ناهيك عن الطلاء البدائي وأنظمة الكهرباء وغيرها الكثير من العيوب التي إطلع محافظ الزرقاء بنفسه عليها ، التي ظهرت بعد زمن قصير من تسلم إدارته لهذا المبنى الحديث الذي هجره رواده المفترضين ، جراء تلك الأموال التي ذهبت في الريح ، أفلم يكن من الأجدى أن تذهب تلك الأموال كقروض للمعلمين لتدريس أبناءهم أو تأمين المسكن لهم ؟!.
هنالك الكثير من القضايا التي تثير الأسئلة حول هذه الأندية وحول طريقة إدارتها التي كانت في السابق تدار من بعض المعلمين المنتخبين ، ولكن وزارة التربية إرتأت للأسف أن تسير وفق مبدأ حكومتنا الرشيدة التي تنتهج الديمقراطية المنقوصة ، فجعلت إدارة هذه الأندية على شقين منتخب لا يملك بيده زمام الأمور والتغيير ، والطرف الأخر الشريك في الإدارة هو صاحب القرار وهو معين من قبل الجهات العليا التي تنثر الرضا على أفراد محددين قابلين للتحكم عن بعد وهم بالتالي من يملكون حصة الأسد الوحيد في الغابة الذي يطبلون ويزمرون له ، بل والأدهى من ذلك أن الوزارة مشكورة جعلت الرئيس لهذه الأندية هو مدير التربية في كل محافظة أي أنها تملك الكرم وتزرع العنب وتتذوقه لوحدها وتأكله في عقر دارها ، والأهمية تكمن فقط في الأوراق المحشوة بتهليلات الديمقراطية ورفاهية المعلم المسكين .
مؤلم وحزين بالفعل أن تكون أندية المعلمين في جميع أرجاء المملكة قاطبة فاقدة للثقة من مجتمعها التربوي ، فهي فارغة إلا من بعض المعلمين الذين لا يتجاوز عددهم العشرة ، هم ذاتهم رواد هذا النادي ، ما السبب يا ترى ؟ أتكمن الخطورة في إدارات الأندية المتعاقبة ؟ أم في القوانين البالية التي تدير تلك الأندية ؟ الإجابة الوحيدة تشير إلى أن الضحية هو المعلم فقط الذي يكتوي بنيران الفقر والدخل المتدني ، وفي المقابل تهدر الملايين في إنشاء هذه الأندية البالونية بقرارات شرعية صادرة عن وزارة التربية ، فلا تحقق الترفيه للمعلم ، ولم يجد المعلم له ولأسرته المتنفس المرجو الذي ينسيه غبار المدارس وأجواءها الملوثة نفسياً وجسدياً ، فبرك السباحة التي قد تغسل عن جسده غبار الطباشير جافة في معظم العام ومزروعاته تجف ، وميزانية الأندية تذهب في مجملها لشركة الكهرباء والماء والهاتف فقط ، لا أدري إن كانت القضية تستحق النظر من هيئة مكافحة الفساد ؟ ورغم كل هذا ما زالت الأندية مرضاً عضالاً يستوجب العلاج من طرف الوزارة ، فقد حان الوقت الأن إن لم تكن تؤدي دورها أن تصبح أنديتهم نقابتهم في القريب العاجل .

www.tamer3ayed@yahoo.com



تعليقات القراء

ابن المفرق
اندية المعلمين عبء على الوطن وعبء على الوزارة
ما يحدث على سبيل المثال في نادي معلمي المفرق
1 - الشللية وهذا امر مهم وابعد النادي عن رسالته واصبح ملجأ للعجزة من الشباب
2 - البركة سرقت عينك عينك وناس يدفع للنادي وناس يسبح او يسرح والمصاري تروح للجياب
3 - رئيس الهيئة الادارية ومعه ثلاثة اعضاء نزلوا ببرشوت على النادي علما بان رئيس الهيئة واثنين من الاعضاء ليسوا منتسبين للنادي ولم يكونوا مسددين لاشتراكاتهم آنذاك وكثير من الاعضاء المؤسسين احق منهم
اين انت يا معالي الوزير والامناء العامون
4 - طبخة افطار تكلف على الاقل 3000 الاف دينار ما فائدتها ولم يحضر الا القليل واعضاء الهيئة الادارية لم يحضر نصفها ويرمى الاكل بالحاويات
ماذا لو عمل نشاط افضل؟
5 - نرجو معاليكم التحقيق بشان العاملين وارجاعهم الى مدارسهم لانهم حمل زائد وعبء على النادي
شاكرين جلالة الملك عبدالله الثاني على مكارمه للمعلمين لكن يجب الاعتناء بها وصونها
05-09-2010 04:00 PM
ابن المفرق
اندية المعلمين عبء على الوطن وعبء على الوزارة
ما يحدث على سبيل المثال في نادي معلمي المفرق
1 - الشللية وهذا امر مهم وابعد النادي عن رسالته واصبح ملجأ للعجزة من الشباب
2 - البركة سرقت عينك عينك وناس يدفع للنادي وناس يسبح او يسرح والمصاري تروح للجياب
3 - رئيس الهيئة الادارية ومعه ثلاثة اعضاء نزلوا ببرشوت على النادي علما بان رئيس الهيئة واثنين من الاعضاء ليسوا منتسبين للنادي ولم يكونوا مسددين لاشتراكاتهم آنذاك وكثير من الاعضاء المؤسسين احق منهم
اين انت يا معالي الوزير والامناء العامون
4 - طبخة افطار تكلف على الاقل 3000 الاف دينار ما فائدتها ولم يحضر الا القليل واعضاء الهيئة الادارية لم يحضر نصفها ويرمى الاكل بالحاويات
ماذا لو عمل نشاط افضل؟
5 - نرجو معاليكم التحقيق بشان العاملين وارجاعهم الى مدارسهم لانهم حمل زائد وعبء على النادي
شاكرين جلالة الملك عبدالله الثاني على مكارمه للمعلمين لكن يجب الاعتناء بها وصونها
05-09-2010 04:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات