اية بيعة هذه واي خليفة هذا في ليبيا؟


اذا افترضنا ان تنظيم داعش الارهابي هو تنظيم محارب فللحروب ادبيات اولها ان المهزوم يرفع الراية البيضاء حتى يحافظ على ما تبقى لديه اما اذا استمر في المكابرة والقتال والتنقل من جحر الى اخر كما يفعل داعش فهذا يسمى انتحار .

هذا التنظيم الذي يصارع قدره المحتوم في الفناء من الميادين وحتى من الذاكرة الانسانية انهزم في سوريا والعراق ولم يتبقى له ولا حتى فلول ، لنفاجأ ان ظله يظهر في ليبيا بفيديو اشبه بمسرحية لملمة الدماء والاشلاء في محاولة يائسة لاعادة الحياة لنفسه عبر تكرار مشهد مبايعة لمن يسمونه بالخليفة ابو بكر البغدادي بينما هذا الخليفة نفسه اختفى بعد هزيمته وهزيمة عصابته في سوريا والعراق .

اية مبايعة هذه واي خليفة ذاك الذي يحدثون انفسهم عنه واية وقاحة تعتمدها هذه العصابة حين تستمد خطابها ومصطلحاتها من الدين الاسلامي بهدف تشويه دين السماحة والمحبة والتآخي بين كل بني البشر في محاولة لئيمة وبائسة لانتاج صورة سلبية عن ديننا الاسلامي وتصويره بانه دين حرب وقتال واتفاقات اسموها مبايعة على ذبح الناس واشاعة الفوضى ليفتحوا المجال للخطائين للوصول الى مكانات لا يمكن لهم ان يصلوا اليها في المجتمعات الاسلامية التي تطبق سماحة الاسلام والعدل الذي اعاطانا اياه ديننا الحنيف دين بناء الانسان المنتج والقادر على اعمار الارض لا على الهدم والدمار والقتل والتشريد للناس .

ما يتضح من مجريات الاحداث في الساحة الليبية ان الذي وصل الى هناك هي فكرة تنظيم داعش الارهابي وفكرة المبايعة وليس التنظيم نفسه ولا المبايعة ذاتها فالتنظيم انتهى على ارض الواقع ومن يسمى بالخليفة اختفى ولم يعد له مكان تحت الشمس وكل محاولات استمن عملية استحضار التنظيم هي جزءمن برباغاندا وحرب نفسيه يدور رحاها بين الاطراف المتصارعة في ليبيا اما لنزع الشرعية عن طرف او لمنح الشرعية في القتال لطرف اخر .

لعبة انتاج فزاعة اسمها داعش في ليبيا وفي المغرب العربي عموما هي جزء من الصراع على السلطة الذي يجري في بلدان المغرب العربي وليست مشهدا اصيلا من الواقع ولكن من يلعب هذه اللعبة هو حتما يلعب بالنار لانه لم يتبقى بيده غيرها ولذلك فهو اول من سيصطلي بها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات