هل يهزم إيهود باراك نتنياهو؟


ايهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، عائد إلى السياسة عبر إنشاء حزب وتوحيد قوى الوسط واليسار، بهدف انقاذ الديمقراطية الإسرائيلية والقضاء، وهما اللتان يهددهما نتنياهو واستمراره في الحكم. باراك يحمل إرثا سياسيا ويلقى قبولا لدى اوساط النخبة في إسرائيل، رغم انه شعبيا لا يحقق ارقاما مرتفعة بالاستطلاعات بسبب موقفه من القدس وعملية السلام التي اقترب فيهما من رؤية رابين. تشير له اوساط دولية وازنة انه من اذكى السياسيين الإسرائيليين، وقد برهن على ذلك بتسبيب عودته لـ”انقاذ الديمقراطية الإسرائيلية ومصداقية القضاء” وليس لأسباب مرتبطة بعملية السلام او العلاقات مع الاقليم.

فرصة ايهود باراك بالنجاح بمهمته مرتفعة بالنظر لنتائج الانتخابات السابقة وفوز نتنياهو واليمين بصعوبة بالغة امام تحالف ازرق- ابيض، لكن المفتاح للنصر بالانتخابات سيكون بتآلف باراك مع ازرق ابيض لا منافسته. النخب الإسرائيلية والاميركية الداعمة للوسط واليسار ستدفع باتجاه تحويل التنافس الى ائتلاف لذلك فتوقعات حدوثه مرتفعة، لاسيما ان الهدف الاساسي بالاطاحة بنتنياهو اقوى واكبر من اي خلافات او تنافسات داخل اروقة اليسار والوسط.

عربيا واقليميا ستكون مغادرة نتنياهو اخبارا سارة للجميع. انه سياسي عديم المصداقية واستفزازي لاغراضه الانتهازية السياسية، ولو سأل أي سياسي إسرائيلي نفسه أين كانت ستكون علاقات إسرائيل مع محيطها في ظل وجود رئيس وزراء مختلف لتبصر بمدى ضرر نتنياهو على مصالح إسرائيل.

ايهود باراك بنى مصداقية كبيرة في محيطه الاقليمي وداخل الاوساط المهتمة بعملية السلام فقد اقترب هو والراحل ياسر عرفات من حل تاريخي تناول كافة القضايا المرتبطة بالعملية السلمية. كان ذلك برعاية بيل كلنتون وضمن اجواء تفاؤل كبيرة حيث تم الاتفاق على اعقد القضايا واكثرها حساسية، وانهارت تلك المحاولات امام ملف القدس حيث تم الاتفاق على توزيع السيادة بين قدس شرقية وغربية، وسيادة إسرائيلية على الحي اليهودي في القدس القديمة وسيادة فلسطينية على الأحياء المسيحية والاسلامية فيها. أما قلب القدس، الحرم القدسي الشريف، فقد كان النقاش ان ما على الأرض وفوقها تحت السيادة الفلسطينية، أما ما هو تحت الأرض فيخضع للسيادة الإسرائيلية في مسعى إسرائيلي للاستمرار بالتنقيب عن هيكل سيدنا سليمان. هنا بالتحديد انهارت المفاوضات بعد رفض عرفات حيث قال إنه حتى لو قبل بذلك فلن يقبل به العالمان الإسلامي والعربي.

بعد ذلك بفترة قصيرة أدرك عرفات أن هناك مخارج لهذا الامر، وأن فرصة السلام المطروحة يجب ألا تضيع، وأعلن إعلاميا انه قد يقبل بسيادة إسرائيلية على الحائط الغربي من اسوار الحرم القدسي. كان ذلك متأخرا، فانهارت المفاوضات، واطاحت بباراك سياسيا، واستغل شارون ذلك وصعد انتخابيا واقتحم الحرم القدسي مدججا بالجنود لتندلع الانتفاضة الثالثة.

لا مبالغة بالقول إن أي بديل لنتنياهو افضل منه، فإن كان البديل شخصا اقترب أكثر من غيره لاتفاق سلام تاريخي مع الفلسطينيين فهذا مدعاة للتفاؤل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات