الأمير الحسن يقدّم رؤية معمقة للوضع الإنساني في العالم والشرق الأوسط


جراسا -

مجلس الحسن – عمّان- قدّم سمو الأمير الحسن بن طلال رؤية معمقة للوضع الإنساني المعاصر في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط، خلال محاضرتين في جامعتي يورك ودرام البريطانيتين الأسبوع الماضي. ففي جامعة يورك عرض سموه التحديات والفرص التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، والطبيعة الإقليمية للمشكلات التي تعيشها؛ مؤكداً الحاجة إلى إيجاد نهج إقليمي وميثاق اجتماعي لمعالجتها. وخلال إطلاق "محاضرة الملك الحسين التذكارية" حول موضوع الحوار الثقافي في جامعة درام، تحدث سموه حول العديد من القضايا المتعلقة بالمصادر العالمية والنزاعات والحروب والمياه والطاقة التي تعتبر قضايا محورية في التحدي النهائي أمام تجديد الإستقرار السياسي والاقتصادي العالمي.

وتناول سموه حالة التوتّرات العربية الإسرائيلية والسعي المستمر في المنطقة نحو السلام؛ مشدداً على ضرورة وجود مساعٍ جادة للوصول إلى حلّ "الدولتين" وفق حدود عام 1967، وهذا سوف يحتاج إلى الحدّ من الانقسامات الداخلية ضمن الأنظمة السياسية الإسرائيلية والفلسطينية.

وأكد الأمير الحسن أن الخطوة التالية بعد حلّ النزاع يجب أن تتمثل في إيجاد آلية للتعافي والتنمية تكون أقل تجذراً في المصالح السياسية والطائفية والعسكرية. وهذا يتطلب اهتماماً أساسياً بصالح الأفراد والبلدان الفقيرة التي أضرت بها الحرب. كما يتطلب عدم الربط بين المساعدات الإنسانية والاستراتيجيات العسكرية بأساليب غير ملائمة. فالمبادئ الأساسية للنزاهة والحياد الإنساني هي أمر حاسم لضمان التعاون الفعال في إعادة البناء وحماية البشر. وعلى دول الشرق الأوسط أن تتعاون في التعامل مع قضايا الحاكمية والفساد والحدود، وفي تبنّي نهج إقليمي لضمان ألا تواجه التنمية عوائق هيكلية.

كما أبرز سموه تأثيرات الأزمة المالية العالمية الحالية على التنمية والوظائف والاستقرار في المنطقة والعالم. فالشرق الأوسط كان دائماً معتمداً على الإيرادات النفطية وعلى الاستثمار الخارجي في العقارات والسياحة والمساعدات الإنسانية وقطاعات أخرى لا تتطلب إنشاء قاعدة مُنتجة أو تطوير الموارد البشرية. والافتقار إلى مثل هذا التنوّع يعني أنّ الهبوط في أسعار النفط والتقليص المستمر في المساعدات الإنسانية وانخفاض أعداد السياح سيؤدي بالمنطقة إلى مواجهة تحديات صعبة. فالارتفاع الناتج في زيادة أعداد العاطلين عن العمل من الشباب، واحتمالات المزيد من النزاع والتوتّر يضرّ بمكانة المنطقة في النظام الاقتصادي العالمي. والتغلّب على مثل هذا التحدي سوف يتطلّب تأكيداً أعظم على تطوير المواهب وطاقات الإنتاج المحليّة من أجل ضمان إيجاد استقرار أكبر في الاقتصاد الداخلي.

وأكد الأمير الحسن ضرورة الالتفات إلى "القواسم العالمية" والحاجة إلى حلول ومعالجات إقليمية لمشكلات منطقة الشرق الأوسط؛ مشدداً على أن المجال الأكثر فعالية لرعاية التعاون الإقليمي يكمن ضمن مجالي المياه والطاقة. وهما تحديان رئيسيان للشرق الأوسط يمكن تحويلهما إلى فرص تساهم في الاستقرار والسلام والنمو الاقتصادي وحماية البيئة.

ورأى سموه أن التعاون بخصوص القضايا العملية والمشتركة سوف يكشف عن المنافع المحتملة لتعاون أكبر في مجال التحديات الأخرى مثل النزاعات وإعادة البناء بعد النزاع والتنويع الاقتصادي والنقل والاتصالات والبنية التحتية وغيرها.

(عمّان  – 22/11/2008)

 



تعليقات القراء

ابو اسد
طالما كان ولا يزال سمو الحسن صاحب رؤية معمقة للوضع الإنساني وتجاه كثير من قضايا العصر، ونعترف بأننا في عصرنا الحالي نحتاج الى مفكرين بمثل ذلك الثقل سيما وأن خارطة العالم سياسيا وانسانيا تنحو في مسار غير مطمئن
22-11-2008 03:28 PM
ابو المعتصم
نزاعات الشرق الاوسط هي القاسم المشترك للقضايا الشائكة عالميا، وانها لبصيرة متعمقة تلك التي يطرحها سمو الامير المفكر الابرز في عصرنا الحالي
حفظك الله ورعاك سمو الامير
22-11-2008 03:30 PM
بلال محمد/الجامعة الاردنية
أجاد سمو الحسن في وضع قلمه على جرح الصراع العربي الاسرائيلي في المنقة، ونشد على يده في طرحه لما يتعلق بضرورة وجود مساعٍ حقيقية للوصول إلى حلّ "الدولتين" وإن كان هذا الطرح قد لا يرضي مسيرة التناحر الفصائلي التي شهدناها مؤخرا، لكن من أجل رفع الظلم عن شعبنا الفلسطيني ومن أجل رفع الحصار عن شيوخ ونساء واطفال غزة يتوجب علينا أن نكون واقعيين ونتعاطى بعقلانية مع طرح الدولتين
22-11-2008 03:33 PM
ابن جراسا
بوركت خطاك سمو الامير وبوركت اطروحاتك الفكرة التنويرية ودمتم جراسا
22-11-2008 03:34 PM
هيثم عبد الله / جامعة الزرقاء الاهلية
نتابع معكم جراسا ما تنشرونه عن مسيرة الهاشمي المفكر الكبير سمو الامير الحسن ونشكر هذه التغطيات
22-11-2008 03:35 PM
فادي ابو عيد
سمو الامير الحسن خير سفير للعالم بحمل قضايانا العربية اقليميا ونتفق جميعا على الدور الريادي الذي يقول به عبر منابر كبريات المؤسسات الاكاديمية العالمية حيث هناك تتجمع النخب النوعية والمثقفة والمؤدلجة والتي تعرف بقرارة نفسها ما يتعرض له الاهل في فلسطين من غبن بفعل سياسات البيت الابيض مع اسرائيل
22-11-2008 03:37 PM
بنت جراسا
لفتتني مضامين المحاضرتين لما تحتويه من عناوين حساسة وهامة ارى انها اختزلت معالم وبؤر عدم استقرار خارطة العالم قاطبة
ان الوضع القائم في الشرق الاوسط يكاد يكون الاداة الرئيسية المحركة للمناخ السياسي العالمي
نشكركم جراسا
22-11-2008 03:40 PM
متابع
تأثيرات الأزمة المالية العالمية الحالية يعتبر تحديا جديدا يضاف على مدونة الصراع العالمي وتداعياته على منطقة الشرق الاوسط
ونحن في الاردن ووفق سياسات القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني في جولاته المكوكية حول العالم استطعنا نوعا ما تجنب المؤثرات السلبية على الاردن وموارده

نتفق مع سموه فيما راح اليه من طرح وتحليل أصاب عين الحقيقة وكشف عن النهج المشبع بالدراية والتشخيص.

22-11-2008 03:43 PM
اهل البلد
الله يطول عمرك سمو الامير والله بيضت وجوهنا قدام الغرب
22-11-2008 04:00 PM
محب
حياك الله سيدي ابو راشد
22-11-2008 04:00 PM
محمد الحمران
نتمنى ان تصل توصيات الامير الحسن التي تضمنتها كلمته الى قادة المجتمع الدولي لانهم هم صناع القرار ولا حول ولا قوة بالله لما يجري في العراق وفلسطين وافغانستان كمان
22-11-2008 04:03 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات