الصيد في الماء العكر


اثار سحب اعتراف الكويت ببعض الجامعات الاردنية عاصفة الكترونية فمن حريص يدعو للوقوف على مواطن الخلل الى متربص يستغل ذلك للنيل من الاشخاص وتصفية حساباته الشخصية ، الى اخرون اخذ طابع الصدمة ردة افعالهم ، الا ان اغرب من في الامر ما طالعنا به احد المواقع الالكترونية بمقال بعد حملة شعواء ودعايات كبيرة - دخل على خطها بعض الصحفيين بحسن نية - ليظن كثيرون انه سيفجر فضيحة على طريقة وثائق ويكيليكس ، ليتمخض الجبل عن فأر ليس اكثر وللأسف ، تضمن المقال الكثير من المغالطات والربط غير المنطقي حينا ، وكيل الاتهامات الجزافية حينا اخر ، واتحدث هنا عما قيل انه كشف للتدليس والتزييف بالتعليم العالي .

بالرجوع الى المقال وما تضمنه من وثائق لا نجد رابطا حقيقيا بينها وبين قرار الكويت بحصر مبعوثيها بجامعات محددة فقط ، والقرار ليس كما يفهم البعض سحب اعتراف بل تحديد للجامعات التي ترغب الكويت بابتعاث طلبتها اليها وهو شأن خاص بها ضمن معاييرها . فالمقال يوحي ان سحب الاعتراف كان نتيجة طبيعية للوثائق التي ارفقها وهو ما يتناقض مع الواقع وما تضمنته الوثائق .

فالوثائق تتضمن ثلاث كتب رسمية ، والسؤال الاول هنا من اين حصل كاتب المقال عليها اليست وثائق رسمية وهناك تعميم بعد اخراجها الا بالطرق القانونية ؟!!

الوثيقة الاولى يوضح فيها معالي وزير التعليم العالي اسباب ذهاب الوفد الى الكويت وانه تنفيذ والتزام ببنود الاستراتيجية الوطنية للتنمية البشرية والتي على اثرها قامت الوزارة باستحداث مديرية الطلبة الوافدين ، اما الوثيقة الثانية وهي تقرير الوفد المشارك عن مشاركته فقد تضمنت تقييما للتجربة خاصة انها اول تجربة بهذا الصدد وتضمنت ايجابيات وسلبيات هذه الزيارة وانطباعات شخصية للوفد قد تكون صحيحة او غير دقيقة ، بل انها تضمنت اشارة صريحة ان هناك تقرير سلبي عن الجامعات الاردنية ورد لوزير التعليم العالي في الكويت فاين التدليس؟ والسؤال الاكثر الحاحا ما مسؤولية وزير التعليم العالي في هذه الحالة؟!!

وثالث الوثائق كتاب من السفير الاردني في الكويت الى معالي وزير الخارجية بعد لقائه وزير التلعيم العالي الكويتي وقد اغفل كاتب المقال ان السفير ذكر صراحة ما جاء في تقرير اللجنة انه ورد للوزير تقرير سلبي عن الجامعات الاردنية وانه رفضه لان من اعدوه لم يلتقوا اي جهة رسمية وانهم اقتصروا على زيارة الجامعات الخاصة التي ترتبط بعلاقة ودية مع الملحق الثقافي الكويتي في عمان .

المحزن في الامر ان الهجوم على معالي الدكتور الطويسي نابع من تصفية حسابات شخصية للاسف فالبعض لم ينسى له انهاء خدمات رؤساء جامعات تنفعوا منهم ، فالاشخاص الذين يتسائلون الان اين دور وزارة التعلم العالي هم انفسهم من هاجموا الوزير عندما بدأ خطواته الاصلاحية بتقييم رؤساء الجامعات وانهاء خدمات من ثبت فشله منهم بالوثائق واللجان اليست هذه الخطوة تعبير عن ادراك الخطر ومحاولة الاصلاح الذي استتبع بنظام للمسائلة والتقييم ، واين كان دعم هؤلاء لمثل هذه الخطوات الثورية في الاصلاح ان تقييم رؤساء الجامعات بحد ذاته كان خطوة اصلاحيه لأنه لايصلح القوم لا سراة لهم. ثم ان المحزن ايضا ان نعتمد في التقييم على رفض جهات اخرى ابتعاث طلبتها لدى بعض جامعاتنا هل تساءلنا ما هي الاسس التي اعتمدت للوصول الى هذه النتيجة، وهل طلبنا منهم ذلك ، اليس ما ورد في كتاب السفير يبدي ان بعض الاسس لم تكن موضوعية على الاطلاق .

حمى الله هذا الوطن بجهود جميع ابنائه وفي ظل صاحب الجلالة الملك عبد الله حفظه الله ورعاه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات