وادي موسى "البتراء" .. صفقة قرن وجن يسكنها


المدينة الوردية التي نحتها الانباط في الصخر كل معلم فيها ينبض بالعلم بداية من المدخل المحكم التامين ، مرورا بقنوات المياه المخبأة انتهاء بطريقة دخول الشمس الى الكهوف المحفورة داخل الجبال والكثير من العلوم تختبئ خلف تلك الصخور والكثير من الحضارات التي تعلمت ومرت على هذه المدينة الوردية وكم من الجيوش انهزمت على ابوابها ، لهذه المدينة جذور تضرب في عمق التاريخ ولا تزال واضحة لمن يريد الاستمتاع بعلومها حتى تربعت على قائمة عجائب الدنيا السبع.

مع تطور الحضارات وظهور التلفاز وبدء بث الافلام والمسلسلات و افلام الكرتون ، كان لكل مسلسل او فليم او برنامج هدف وكانت غالبية البرامج التي يتم بثها تقوم بالتركيز على تحضير جيل واعي مثقف مدرك الاشياء التي تدور من حوله و نشاهد انها تقوم بالتركيز على حل مشاكل اجتماعية او ايصال فكرة ايجابية.

اليوم مع متابعتنا للتلفاز اصبحت اخبار العالم كلها امام اعيننا وبصورة واضحة وبطريقة مبتكرة وبكلمات جذابة حتى اننا نشاهد كيف تتم صفقات دولية ويشارك فيها حكامنا لبيع اراضينا وتقسيم ممتلكاتنا مع العدو الصهيوني ، هذا من شأنه تحضير جيل قابل ومقتنع تماما انه هذا العدو هو "صديق " وانه يجلس ويصافح ويوقع مع حكامه الصفقات لبيع المقدرات ، نحن على اعتاب عشرين عام من بعد الالفين ، اننا نتحدث عن اجيال تربت على قنوات التواصل الاجتماعي ومسلسلات وافلام وكل منها يحاول ايصال فكرة معينة ولكنهم في نهاية المطاف يصبون جميعا للتعليم وزيادة الوعي والثقافة وبكلمات مقبولة اجتماعيا.

اليوم ظهر " الجن " علنيا من البتراء ، "الجن" الذي ظهر على قنوات نت فليكس يحمل في طياته العديد من الافكار السلبية ويقوم هذا " الجن " بإستحضار كل الكلمات المنافية للاخلاق والاساليب المنبوذة مجتمعيا في التواصل وطرق التعامل بين الاصدقاء ، ورسم صورة سوداء عن الصداقة وجعلها طريق لممارسة الجنس ، ليس هذا وحسب بل يقوم " الجن " بتسهيل انتشار تعاطي الممنوعات لطلاب المدارس ، ويصور " الجن " الفاحشة وكانها امر طبيعي في مجتمعنا ،حتى انه هذا المسلسل يصور المدينة الوردية بأبشع الصور وكم انها مدينة سوداوية وليس فيها سوى القتل ، اوافقهم الراي عندما قاموا بتسمية هذا المسلسل ب " الجن " .

لا اعتقد ان هذا المسلسل تمت الموافقة عليه بهذه البساطة ، كل من وافق عليه ستلاحقه لعنه اجيال ، الحكومة لها دور كبير من خلال الموافقة على هذا المسلسل في تسهيل التعاطي ما بين فئة الشباب خصوصا المدارس كي تقوم بممارسة ما يحلو لها بدون اي وقفات احتجاجية ، فيكون الحصول على مواد التعاطي اسهل من الوصول الى الشارع للوقوف والاحتجاج .

نستذكر جميعا بعض الجمل التي عشنها معها وكانت دائما تقال على التلفاز او قنوات التواصل " لسانك حصانك ان صنته صانك " وعن موضوع حرية التعبير " تبدأ حريتك عندما تنتهي حرية الاخرين " وعن تربية اجيال مستقبلية " العلم في الصغر كالنقش في الحجر " ومن هذه الكلمات الاخيرة نجد اجيال من اصحاب المناصب والشهادات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات