ورشة البحرين .. "مولد وصاحبه غايب"


الإدارة الأميركية تراجعت عن المبادئ التي اقرتها الامم المتحدة ونادى بها الرئيس ولدرو ويلسون قبل مائة عام. الغطرسة في الادارة وفرض الارادة على الشعوب وابتزاز القيادات او رعايتها دون الالتفات إلى ممارساتها والالتزام بحقوق الشعوب امر مثير للدهشة خصوصا من قبل دولة قوية كالولايات المتحدة الأميركية.

اليوم يبحث العالم وبتنسيق اسرائيلي أميركي مستقبل فلسطين وقضيتهم في غيابهم وحضور شركاء صوريين قد لا تعنيهم القضية ولا الشعب بقدر ما يعنيهم الاستمرار في مواقعهم والحفاظ على مكتسباتهم ونيل مباركة ودعم الولايات المتحدة وربيبتها اسرائيل. الخطوة الثالثة على طريق تصفية القضية الفلسطينية قد تنطلق بعد ايام على ارض بعيدة عن فلسطين وقريبة من إيران وبمشاركة اطراف ليس منها الفلسطينيون ولغايات ليس منها استعادة الحقوق بمقدار ما هو التنازل عنها تحت تأثير وهم العداء الايراني واستعداد اسرائيل للوقوف إلى جانبهم والدفاع عن امنهم.

فيما يشبه المؤثرات الصوتية في السينما والتلفزيون وخدمة لخطة الفريق المعني بإدارة الملف الشرق أوسطي استطاعت الادارة الأميركية تصعيد الاوضاع في المنطقة من حالة تنافس وتبادل اتهامات بين إيران وكل من السعودية والامارات العربية إلى حالة صراع مفتوح على كل الاحتمالات فاستدعت اساطيلها إلى المنطقة وتحرشت مرارا بإيران من خلال الغاء الاتفاق المبرم معها وفرض المزيد من المقاطعة ورحلات التجسس المتكررة وزيادة وتيرة الخطاب المشبع بالاتهامات لها بالعداء والتدخل والتهديد لأمن واستقرارا الدول المجاورة.

بهذه الاجراءات وقبيل الموعد المحدد لانعقاد ورشة البحرين المنوي افتتاحها في أواخر الشهر الحالي، تمكنت الولايات المتحدة من تهيئة الظروف والسياق التاريخي المناسب لانعقاد الورشة المخصصة لمعالجة الابعاد الاقتصادية ووضع الترتيبات المناسبة للسير في الصفقة التي لم يعلن عن محتواها السياسي بعد.

الإسرائيليون وشركاؤهم الأميركان مهتمون بتشكيل التحالف الاسرائيلي العربي لمواجهة إيران اكثر من اهتمامهم بإيجاد حل لمعاناة الشعب الفلسطيني. ومن بين اطراف التحالف القادم هناك من ينظر إلى القضية برمتها ومطالب الفلسطينيين خاصة على انها عقبة في وجه التعاون العربي الصهيوني لوقف الاطماع الايرانية وبناء اقتصاد ونهضة جديدة في الجزيرة العربية.

في فلسطين والأردن وعلى امتداد الفضاء العربي الاسلامي يرقب الشارع باهتمام كبير ما قد تكشف عنه الايام القادمة باعتبارها مختبرا يمكن من خلاله التعرف على المواقف الفعلية للدول والقوى العربية والعالمية من الصفقة المزعومة. فيما تسرب من اخبار عن الاجندة التي تعالجها الورشة هناك تفكير في الغاء وجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين باعتبارها الجهة الاممية التي تتولى تسجيل ومتابعة شؤون اللاجئيين الفلسطينيين وتعبر عن اعتراف العالم باحتلال وتذكر باستمرار معاناتهم وحقهم في العودة إلى موطنهم.

بإلغاء وكالة غوث اللاجئين يطمح الصهاينة ومعهم فريق ترامب بالغاء حق من حقوق الشعب الفلسطيني وازالة ركن آخر من اركان العملية التفاوضية القائمة منذ عقود واحالة الاعباء التي تقوم بها الوكالة إلى الدول المضيفة وتعويضها للقيام باجراءات التوطين كل ذلك من خلال تعريفات جديدة مبتكرة على شاكلة تحسين اوضاع الفلسطينيين وغيرها من المصطلحات التي يجري نحتها لاستبعاد عناصر الرفض والمقاومة وحفظ ماء الوجه للجهات التي قد تتعاون.

الخيارات المتاحة للشعوب العربية في ظل غياب الديمقراطية محدودة لكن باستطاعتها ان تعلن استنكارها وتتمسك بموقفها وترفض اشكال الابتزاز.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات