هل غزة محاصرة حقاً


رغم وجود اتفاقية تهدئة مبرمة برعاية مصرية بين حركة حماس التي تحكم غزة وبين اسرائيل.. ورغم صمود هذه التهدئة منذ توقيعها قبل خمسة اشهر ورغم ان حكومة اسرائيل تعلم تماماً ان صواريخ حماس وغيرها من الفصائل ما كانت لتنطلق نحوها لولا الخروقات الاسرائيلية وعمليات التوغل والاستفزازات التي يمارسها جنود الاحتلال ما يعني انها صواريخ رد فعل وليس اختراقاً للتهدئة خصوصاً وان الحكومة الاسرائيلية لم تتهم حماس باختراق التهدئة وانما دعتها للمحافظة عليها واعلنت استعدادها لاستمرارها.
اذا لماذا حصار غزة وتجويع الناس الى درجة الهلاك والقهر معاً..

اسرائيل تريد حتماً معاقبة الناس الذين اوصلوا حماس للحكم بذات الوقت الذي تريد فيه دعم محمود عباس، كما انه حتماً تسعى لتمرير مخطط يحدد مستقبل قطاع غزة سياسياً وادارياً.
واذا كانت اسرائيل تسعى لذلك كله وغيره ايضا فما الذي تريده جمهورية مصر من المشاركة بالحصار باغلاق حدودها مع غزة الا اذا كانت شريكة فيما يخطط لغزة..

تستطيع مصر انهاء معاناة الناس في غزة ولكنها لا تفعل  ومع ذلك تقدم نفسها راعية للحوار والمصالحة الفلسطينية لتظهر كما الحريص على الشعب الفلسطيني دون ان يسألها احد عن استمرار اغلاق معبر رفح حتى امام الحالات الانسانية وكذلك عن عدم امداد الناس بمقومات الحياة من غذاء ودواء فقط.
تستطيع اسرائيل احتلال قطاع غزة والقضاء بالتالي على حركة حماس.. لكنها ماذا ستفعل بعد ذلك .. انها حتماً لن تبقى وبذات الوقت لن يقبل عباس استلام القطاع على أظهر الدبابات الاسرائيلية ليس كرماً وشهامة وانما لانه سينبذ.

حصار غزة سينتهي عاجلاً ام آجلاً.. وسنجد حراكاً دولياً من اجل ذلك.. ولا يعني هذا ان انتصاراً تحقق لحماس.. وانما من اجل وضعها في دائرة مغلقة سياسياً وادارياً طالما سيتم اقناع الناس ان مجرد وجود حماس بات عبء على حياتهم العادية.

تدرك حركة حماس ما يجري، فما عساها ان تفعل. الخيارات عديدة وكلها صعبة. لكن بكل الاحوال فإن واجبها ان تراعي معاناة الناس كما تراعي مصالحها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات