مرشّح يشتري ضمير الناخب ..


فقط في مواسم الانتخابات تنهض ظاهرة شراء الأصوات من سباتها الطويل، مُستغلة فقر وعوز الناس وحاجتهم إلى المال، فيصير المعنى الحقيقي لشراء الأصوات أنه شراء للضمير، وحينها تكثر المصطلحات المرادفة لشراء الضمائر والمعززة لها، كالإشاعات وإثارة الفتن والنعرات الطائفية والعنصرية، فيجدها البعض  فرصة لاغتنام مكسب ما أو تصفية حساب يُنْقِصُ من قيمة مرشح منافس.

المرشح الذي يستمرئ إهانة عشيرته وناخبيه بشرائه الأصوات وبأثمان بخسة سواء بالمال المباشر أو بإقامة ولائم الكنافة اليومية أو تجنيد من هو أكثر قدرة وتمرّساً في البيع والشراء والمساومة حتى يضمن عددا اكبر من الأصوات، والمرشّح الذي ينهج ويستنّ مثل هذا السلوك الشائن والذي يقوم نجاحه على كمية شرائه للأصوات يكون قد عوّد المجتمع على بيع ضميره؛ ومن يبع ضميره يكون من السهل عليه بيع أي شيء، بل هو مستعد أن يُساوم على الثمن وكأنه يُساوم على سلعة معروضة في السوق للبيع والشراء؛ والطريف أن الجميع يعلم أن هؤلاء المرشحين بمجرد أن يصلوا إلى قبة البرلمان تصير وعودهم الانتخابية وبياناتهم وبرامجهم مجرد كلمات تذروها رياح المصلحة ويتجاهلون قواعدهم الانتخابية، فهؤلاء يريدون الوصول إلى كرسي البرلمان بأي ثمن ولا يهم الطريقة، حينها يُنحي الناخب الملامة على من غرّره ببيع صوته، رغم أن الكثيرين ما زالوا متمسّكين ومؤمنين بأن من يبيع صوته يسهل عليه أن يبيع أي شيء لديه.


ليس سهلا أن يتخلخل نظام القيم الاجتماعية والأخلاقية عند الفرد، وأكثر هذه القيم عُرضة للتشويه جرّاء تغوُّل ظاهرة شراء الضمير؛ هي قيم الولاء والانتماء، التي نراهن عليها في مجتمعنا الأردني القابض على همّ الوطن والارتقاء به إلى مستويات الرقي الإنساني بأخلاقه وانتمائه وترابط أركان أسرته الواحدة، فعلى كافة أطياف وشرائح المجتمع الأردني  الآن دور حاسم وحازم في وضع حدّ لظاهرة شراء الضمائر ومحاربتها بكل أشكال الوعي وتعزيز قيم الولاء والانتماء والمواطنة الصالحة؛ وقد آن الأوان أن نحشد الأصوات والطاقات لكي نوصل من يمثّلنا في البرلمان السادس عشر خير تمثيل بأن لا نلتفت إلى أولئك الطامعين بالوصول إلى قبّة البرلمان على حساب ضمائرنا وأخلاقنا، لأن حاجتنا الآن كبيرة وماسّة وحاسمة إلى  مجلس نيابي يحقق طموح شعبنا الأردني  بالخير والازدهار.

amrjndi@yahoo.com



تعليقات القراء

ابو معالي
سلمت اخي عمار لكنك لم تلامس اسباب ذلك وجذور المشكلة
31-08-2010 06:43 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات