واشنطن بوست: هل سينفجر برميل البارود الأمريكي- الإيراني؟


جراسا -

تساءل المعلق ديفيد إغناطيوس في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، إن كان برميل البارود الأمريكي – الإيراني سينفجر قريبا.

ووصف الكاتب تصريحات وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو يوم الخميس، حيث ظهرت خلفه شاشة تصور الهجمات على ناقلتي نفط قرب مضيق هرمز في الخليج قائلا: “هذه الصور عادة ما تسبق النزاع المسلح” ولم يقدم بومبيو أدلة قوية عن ضلوع إيران في الهجوم فيما نفت طهران علاقتها به.

وقال بومبيو: “سياستنا ستركز على الجهود الاقتصادية والدبلوماسية حتى تعود إيران إلى طاولة المفاوضات”.

ويعلق الكاتب أن هجمات الخميس جريئة لحد الوقاحة لأن واحدة من الناقلتين تملكها اليابان التي كان رئيس وزرائها شينزو آبي في طهران، حاملا رسالة من الرئيس دونالد ترامب للقيادة الإيرانية.

ولخص بومبيو مهمة آبي بأنها “لإقناع النظام الإيراني على تخفيض التوتر والدخول في المحادثات”.

وقد تم تجاهل آبي شخصيا من المرشد الأعلى للجمهورية وبالهجوم على الناقلة اليابانية.

ويرى إغناطيوس أن “الضغط الأقصى” الذي مارسه ترامب على إيران تصادم مع “المقاومة القصوى” من آية الله علي خامنئي.

ومن هنا فحديث ترامب عن رغبة إيران بالتفاوض لم يكن سوى وهما، وكذا أي أمل بتعديل القيادة الإيرانية لمواقفها.

وأمام الحرب الإقتصادية التي شنتها أمريكا ضاعف المتشددون في طهران من الهجمات التي ينكرونها والتي تشمل على ألغام وطائرات مسيرة وحروب بالوكالة. وتساءل الكاتب عن الدينامية الداخلية لهذه الهجمات وإلى أين تقود؟ وقدمت مناقشات مع مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين وخبراء عددا من التقييمات.

الأول: تقوم إيران بالهجوم نظرا لتضررها من العقوبات الإقتصادية. ويقول بنهام بن طالبلو، الزميل في مركز الدفاع عن الديمقراطية أن مدخل إيران الصبر حتى خروج ترامب من السلطة تحول إلى تصعيد “ولم تعد إيران مستعدة لتبني دينامية المخاطرة” للخروج من الحصار الاقتصادي.

الثاني: نجح ترامب بتوسيع الدعم لسياساته ضد إيران بعد العزلة التي واجهها عندما تخلى عن الإتفاقية النووية. ويقوم المبعوث الأمريكي الخاص براين هوك بجهود بناء تحالف دولي ضدها خاصة في مجلس الأمن الذي شجب معظم أعضائه هجمات الخميس.

الثالث: لم تكن توقعات ترامب بتحقيق نصر سريع في محلها. واضطر في عدد من المناسبات لعرض تنازلات. وقال في طوكيو الشهر الماضي: “لا نتطلع لتغيير النظام وأريد التوضيح فما نريده هو عدم وجود سلاح نووي” وعاد وقال الأسبوع الماضي في لندن: “الشيء الوحيد هو أننا لن نسمح لهم بامتلاك سلاح نووي” وقبل ذلك قال في تشرين الثاني (نوفمبر) “أفهم أنهم يريدون التفاوض، هذا جيد دعنا نتفاوض”.

الرابع: صعود قوة المتشددين في طهران، فقد أشار بومبيو لتصعيد في الهجمات منذ أيار (مايو) على أنابيب نفط سعودية ومجمع السفارة الأمريكية في طهران وقصف لمطار سعودي. والأخطر هي محاولات إيران التحلل من بنود في اتفاقية عام 2015، وقال يوكيا أمانو، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تزيد من عمليات تخصيب اليورانيوم الذي حددت الاتفاقية كمياته.

الخامس: جس النبض الدبلوماسي من داخل إيران والتي زادت من آمال واشنطن لم يكن في محله ولا يحظى بدعم المرشد. فبعد عامين في السجن أفرجت السلطات الإيرانية عن نزار زكا رجل الأعمال اللبناني الذي يعيش في واشنطن. وكان ظريف قد اقترح “حوارا جادا” وتبادل سجناء مع زكا. ويبدو أن هجمات الخميس هي محاولة لتخريب الجهود الدبلوماسية. ويقول إغناطيوس إن ترامب مارس في الأسابيع الماضي دبلوماسية الدروايش الراقصين حيث ناشد إيران المرة تلو الأخرى لكي تعود إلى طاولة المفاوضات وتوقيع اتفاقية يزعم لاحقا أنها أفضل من تلك التي توصل إليها سلفه، وكان رد المرشد التشدد حتى عندما ألمح الرئيس حسن روحاني أن بلاده مستعدة للتفاوض.

وطالما بقي خامنئي حيا فسيظل صوته محددا، وكان واضحا عندما رفض وساطة آبي وقال: “لا اعتبر ترامب شخصا يستحق تبادل الرسائل معه ولن نتفاوض مع الولايات المتحدة”. و”يمكنك سماع صوت آية الله روح الله خميني عندما قال أثناء أزمة الرهائن: لا يمكن لأمريكا عمل شيء ضدنا” وهذه الثقة الزائدة عن الحد من جانب إيران هي ما تجعل المواجهة الحالية خطيرة، يقول إغناطيوس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات