ويثمر زرع البستان


وتمر الايام مسرعة تاركة خلفها شريطا من الذكريات الخالدة في القلب والوجدان ..

كانت الدنيا مفتّحة ابوابها امام ناظرينا فرسمنا فيه امالا وامنيات وكانت افكارنا تناطح السحاب وجدولنا الطموحات حتى نفذنّا ما تيسر منها وكان من اكبر عطايا الخالق علينا ومنّه وكرمه وقدرته أن انشأنا بستانا وراف الظلال عملنا على صونه ورعايته تعبنا عليه كثيرا حتى نجني ثمار تعب سنين خلت فكان لرعايتنا أن اعطى البستان نتائجه الطيبةو المريحة للنفس فلم نبخل على رعايته يوما بل كنا نشد على يدي بعضنا البعض حتى اينع واثمر يعطي ثمره الطيب كل حين ..

واليوم وفي ظل هذه العناية وهذا الاهتمام المتزايد ، تتزاحم الايام لتعلمنا أن اخر المزروعات تلك الجورية التي زرعتموها صغيرة ورعيتموها حق الرعاية ِ فتدقّ ايام الحياة ابوابها لتخبرنا بأن اخر الوردة التي اعتنيتم بها ورعيتموها تكاد ان تزهر اريجا طيب الرائحة وهذا نتاج الزرع وتباشيره

نقف اليوم وكلّنا امل وثقة بالله أن نزرع وردا ونجني وردا ...لا ان نرزع عنبا ونجني شوكا

كم كان للعناية بهذا البستان من تعب وكدّ سنين ارهق كاهلنا مثل غيرنا من الرعاة الطيبين، لكننا اليوم تشملنا السعادة والهناء ونحن الذين زرعنا الثمر ونجني حصاده

فلكل الزارعين والزارعات والذين لم تضيع ولم تذهب رزاعتهم هباءا منثورا، في ظل هذا العالم المتلاطم الامواج وفي ظل انهيار منظومة الاخلاق التي اخفت كل شيء يقال له عيبا واخفت كل معيبات الاخلاق وماء الوجه

اقول هنيئا من اعماق قلبي لمن حافظ على بستانه من حشرات وقوارض الدهر الكثيرة والتي تحيط بسوره وهنيئا لم رعى ثماره وادّى الامانة على اصولها ففي ظل هذه الايام--المحافظ على بستانه كالماسك على جمرة

فلنحمد الله على أن وفقنا على رعاية ما ائتمننا عليه الخالق، فله الشكر كله وله الحمد كله فلا شيئ يضيع عنده، فرعاية المزروعات في هذه الايام اصبح جهادا وحربا..

اللهم احفظ زروعنا من خطر الاوبئة والامراض الفتاكة التي انتشرت ولا راد لها الا بتيسير الله وعنايته.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات