بقلم: الدكتورة مجد القبالين*

انني امراةً جداً محظوظة عندما ارى مصائب ومشاكل وهموم غيري ، وقد يندهش البعض من كلامي ويقول كيف تجتمع كلمة محظوظة مع جُملة هموم ومشاكل ومصائب في جُملةٍ واحدة ، وقد يظُن البعض انني اعني كلامي كنوع من الشماتة بغيري.

انني امراةً محظوظة لأن هموم غيري ومشاكلهم ومصائبهم جعلتني ارى حلاوة الدنيا وجعلتني اقدر التفاصيل الصغيرة في حياتي التي لم التفت لها يوماً ولم اقف عندها ولم اعيرها أي اهتمام ولا اراها من الأساس.

انني امراةً محظوظة لأنني لم اولد مجهولة النسب.
وانني امراةً محظوظة لأنني حققت طموحي في الحياة في التعليم.
وانني امراةً محظوظة لأنني لم اقع في فخ الاختيار الخاطئ لشريك الحياة ولم اخوض تجربة زواجاً فاشلة وندمت عليها.
وانني امراةً محظوظة لأنني لم اتزوج وانجب طفلاً من رجُلاً لا اطيقه واعيش معه على مضض.
وانني امراةً محظوظة لأنني بصحتي وعافيتي.
وانني امراةً محظوظة لأنني امتلك عقلاً وارادة قوية وشخصية تروق للكثيرين والكثيرات من بنات جنسي .......والحمد لله .
وانني امراةً محظوظة لأنني احظى بتقدير واحترام الكثيرون.
وانني امراةً محظوظة لأنني مُحاطة بأشخاص يحبونني دون اي مقابل.
وانني امراةً محظوظة لأن هُنالك من يفهُمني من الناس والأصدقاء والأهل.
وانني امراةً محظوظة لأن لدي اعداء نجاح ويرمون بحجارهم على الشجرة المُثمرة فهذا يعني انني شجرة مُحملةً بالثمار ولست شجرةً يابسة لا فائدة منها.
وانني امراةً محظوظة لأن الله تعالى خلقني حسنة المظهر والخلق والخُلق.
انني امراةً محظوظة جداً لأن نصف الكاس المُمتلئ في حياتي يُضاعف نصف الكأس الفارغ بحجم كبير جداً.

لا انكر احياناً انني اكون امراةً مُتشائمة واشعر باليأس والاحباط ولكنني اعتقد انني احياناً اكون جاحدةً بالنعم التي امتلكها وانسى تماماً ان غيري وضعهم اسوأ بكثير ويتمنون ان يمتلكون رُبع ما انا فيه.

انني امراةً محظوظة لأنني بعد كل يوم ومهما مررت بأمور تُزعجني او تُحبطني وتزيد من منسوب اليأس لدي ارجع اليوم التالي واقف على رجلي من جديد.
انني امراةً محظوظة لأنني حتى لو غادرت هذه الدنيا البعض سوف يتذكرني بالخير وسوف افارق الحياة برائحة طيبة.
وانني امراةً محظوظة لأن الله تعالى جعلني اتعرف على اناس رائعون جداً كل واحد منهم كان له تأثيراً ووصمة جميلة في شخصيتي وفي حياتي ، وحتى من هُم سيئون ايضاً تعلمت مِنهُم فلا احد سيئ بالمُطلق او خير بالمُطلق ايضاً.
انني امراةً محظوظة لأنني وسط الأزمات والمشاكل تمُر علي مواقف صغيرة جداً تجعلني اضحك من قلبي ، فالضحك وسط المشاكل والهموم هي نعمة فعلاً.
انني امراةً محظوظة لأنني عندما اتذكر ماذا كنت ارسم لنفسي قبل خمسة او ستة سنوات وماذا اصبحت عليه الآن أتأكد انني محظوظة لأن الصورة التي رسمتها لنفسي تحققت فعلاً.
انني امراةً محظوظة جدا لأنني لا احتاج ان افتخر بما صنعه اهلي وابي واجدادي بل افتخر بنفسي وعملت لنفسي مكانة اجتماعية وعلمية واكاديمية لا يستهان بها.
بسبب كل ذلك انني فعلاً........
امراةً محظوظة جداً

خُلاصة القول........................
اعيدو النظر بما تمتلكون وبما لديكم وليس فقط بما ينقصكم سوف تكتشفون كم انتم محظوظون.

دكتوراه علم الاجتماع/علم الجريمة*