في خضم هذه الأيام المباركة تتجه العقول و النفوس للتفكير في إنتاج أشهى الأطعمة والمأكولات ! للحيلولة دون أن يفوت المرء على معدته آكلة شهية أو مشروباً طيب المذاق ، لعله يزيل عن نفسه هم الساعات الطوال التي صبر وتعبد بها تقرباً الى الله في هذا الشهر الفضيل ! .

ولكن الوجبة الشهية في هذا الشهر الكريم تحولت الى كارثة مادية ، تثقل كاهلها على جيب غالبية المواطنين ، فعلى الرغم من كل الجهود الجبارة ! التي حاولت الحكومة مشكورة من خلالها وقف استغلال هذا الشهر وغيره من الأشهر الأخرى عند التجار في هذا البلد ، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل كما درجت العادة أو الحقيقة على الأصح ، لأنها كانت مجرد بخار للمنجمين ، وضخ وتزويد ببهرج الكلام وحلاوته أمام وسائل الإعلام بهدف إظهار الحكومة بصورة الأم الحنون على إبنها التي ترأف عليه في كل حين ، ورغم أن الحكومة تعلم تماماً أن شعبها المسكين فقط ليس غبياً الى هذا الحد الذي تراه هي لتزين له القول في المؤتمرات الصحفية والقفشات والخبطات الصحفية التي يصرحون بها لحل مشكلة الخيار ، هذا الخيار الذي أفرغت له الحكومة حيزاً كبيراً من قراراتها وقوانينها المؤقتة ، بهدف حل معضلة ارتفاع الأسعار بشكل عام !!! ولا أدري لماذا أفرغت الحكومة جام غضبها على الخيار فقط ، تاركة وراءها مئات الأصناف الأخرى ، لماذا الخيار يا حكومة ؟.

مضحك بالفعل أن تظهر الحكومة للشعب بهذه الصورة السطحية لتظهر وجهاً مقنعاً يخفي وراءه حقيقة واحدة ندركها وتدركها وهي التي تؤكد بأن حكومتنا الحالية والسابقة واللاحقة لن يكون بيدها التحكم بسعر المواد التموينية أو الحركة التجارية لسبب واحد فقط ، لإنها فضلت الضرائب القاتلة ، على وجود وزارة التموين التي كانت تؤدي دوراً لا بأس به على الصعيد التجاري ، ووزارة الصناعة الأن مجرد دائرة لجبي الضرائب ، وبناءاً عليه أتمنى أن لا تحاول الحكومة مرة أخرى إظهار صورتها بهذه السذاجة التي تضحك وتبكي في ذات الوقت .

وفي النهاية أبشر حكومتي الرشيدة أنني بالفعل وبعد التوكل على الله وبعد إجراء المشاورات والمفاوضات والمباحثات الثنائية الحثيثة ما بيني وبين عائلتي ، عقدت العزم على شراء نصف كيلو من اللحم البلدي بإذن الله في أقرب وقت ممكن ، وأترك الزمان إلى ذلك الحين الذي سأجد به دخلي قد أصبح يتيح لي فرصة شراء النصف كيلو ، مع العلم انني أجري مفاوضات جديدة شبيهة بمفاوضات عباس مع النتن ، وذلك من أجل عمل مائدة إفطار في القريب العاجل لكل من رئيس الحكومة وطاقمه بالإضافة إلى مجلس إدارة دبي كابيتال ، ولن أنسى الآسرة الحاكمة على آراضي الديسي الزراعية وعلى ماءها الوفير للربح فقط ، والعطش يقتل بالشعب ، علاوة على كل عضو إنقلب على رئاسة ديوان أبناء الكرك ، والمنقلبين من عمال المياومة أيضاً ، بالإضافة للمعلمين من لجنة الأردن وغيرهم الكثيرين أيضاً سأقوم بدعوتهم في أقرب وقت ممكن على النصف كيلو إن شاء المولى لي شراءه .