أعجب وتهيج في خاطري حروف الإستفهام وكلمات الإستهجان , حين أقرأُ لعديد الكتاب والمفكرين ورؤساء التحرير ومدراء المواقع ومساعديهم , كيف يتفنون ويتسلطنون فيما يكتبون ويسطرون عن وطنهم وحبهم لوطنهم وعشقهم لوطنهم , ويُحللون ويُهاجمون ذاك التيار ويؤيدون ذاك البيان , وكله تحت شعار كلنا الوطن , كلنا الاردن , ولكنهم ويا آسفاه , إنهم لا يعرفون ما هو وطنهم , وما هي حدوده , وحين تناقشهم يصمون آذانهم , ويُعلون صوتهم وصياحهم , وحجتهم أنهم يُحبون الاردن اكثر من غيرهم , ويرفضون أن يشوب الاردن وان يتسلل له من غير جلدته ومن غير من يستحق إسمه وجنسيته , وعجبي على الجنسية الاردنية يومنا هذا , أفلا ينتبهون ؟؟؟.
شكرا لك أخي شاكر الجوهري مدير موقع المستقبل العربي , حين قلت لي مُنتقداً : لماذا توارب ولماذا تكتب رمزاً ؟؟؟ , ونحن في زمن نكتبُ ولا نخشى الا الله , لذلك نعم إعذروني على مُقدمتي , فإن فُهم أنها مُواربة فإليكم المُصارحة :
يخشون أن يُصبح الاردن وطنا بديلا لفلسطين , ويخافون أن تصبح أرض الاردن الشرقية كلها فلسطينيون , وأكثر لغتهم الواقعية حين يتكلمون أنهم يريدون وقف الزحف الفلسطيني في الاردن , وهذا إعتراف منهم أن المشكلة برايهم هم موجودة أساسا , رعب المحاصصة , مارد الاقتصاد الاردني الذي يملكه فلسطينيون , وهذا حديث صباحهم وكوابيس مسائهم , هم وحدويون لكنهم يرفضون الوحدة , وهم قوميون ولكنهم يرفضون الوطن للجميع , انهم أصووليون ولكنهم يرفضون إنما المسلمون إخوة , وبالنهاية فهم مجرد آلسنة تنطق بما لا تفقه ولا تعرف , مجرد ملابس تمشي وتصفيطات شعر , مجرد أسامي تُكتب أسفل كل كتاب أو مقالة , ولغتهم الدارجة المستعملة : أنهم قالوا وأنهم فعلوا وأنهم حذروا ولكن حرف ال سأ ( فعل ) او سنـ (فعل ) بلغة المستقبل غير موجودة عندهم ابدا.
حين رفعت صوتي وناديت بكل صراحة أن قرار فك الإرتباط قرار سياسي وليس دستوري , وان تنازل حكومة الاردن ونظامه في العام 1988 عن نصف أرض المملكة الهاشمية المؤسسة في العام 1946 , والذي حددها دستور الملك طلال 1952 بالمملكة الاردنية الهاشمية بضفتيها الشرقية والغربية , وإصطلاحا تسمى الشرقية أردنية والغربية فلسطينية , ولكنها مملكة واحدة وشعب واحد وقيادة واحدة في حينه , ومنذ ذلك القرار المشؤوم بفك الارتباط بناءاً على إعلان ياسر عرفات ( الغزاوي ) رحمه الله دولة فلسطين وهو مقيم في تونس , وبرعاية وضغط عربي وترحيب أمريكي وسكون اسرائيلي يَنمُ عن رضاها , قام النظام الاردني في حينه , بإتخاذا هذا القرار , وتم سلخ الارض عن أصلها , وحرمان الشعب من سيادته على وطنه , ودخلنا مدريد و أوسلوا و واي ريفر , وتلك المعانة الطويلة والتي ما زالت مستمرة لليوم بدعوة جلالة الملك عبدالله الثاني لجولة أُخرى من المباحثات مع النتن يا هووو , و أُقسم أنها ستكون كباقي الجولات السابقة , أساسه كله أن الضفة الغربية الاردنية التي تم التنازل عنه تُركت في العراء , تحت براثن اليهود الذين إحتلوها من القيادة والنظام الاردني في العام 1967 , فقدناها مرتين , مرةٌ رُغما عنا ومرةٌ بقرار غير دستوري , إجتهاداً باطلاً وغير شرعي .
اليوم يتلمسون من وطن بديل , ومحاصصة , اليوم يدعون للعودة الى دستور 1952 , اليوم يتحدثون ويعلنون ولكنهم ينسون أن الارض أُخذت منا رُغما عنا , فلم أقرأ أو أسمع عن أسخف تنازل وترك أرض دولة ذات سيادة كواقعة الضفة الغربية الاردنية , حتى الاساكا التي باعها السوفيت لامريكا قبضوا ثمنها , أما نحن فتركناها تنازلا هدية ما من وراها جزية . ثم حُملنا أبناء الضفة وهم أبناء المملكة حينها , وأمانتهم ومسؤولياتهم ولكن دون أرضهم وأرضنا معهم , حتى من يحكمون فيها الان أو يعتقدون ذلك من قيادات السلطة الفلسطينية , هم أصلا على غالبهم ليسوا من الضفة الغربية وبالتالي هم ليسوا أردنيون حسب دستور 1952 , إلا بعد حصولهم على جنسية أردنية لاحقا مثل أبومازن محمود عباس وبالتأكيد عديد قيادات السلطة إستعداداً لما يأتي به قادم الأيام.
كلما قلنا لهم لماذا لا نلغي قرار فك الإرتباط ونعود الى الأساس والأصل , لم يميزوا بين وطن بديل وبين وطن هو في الأساس واحد , ولا يُفرقون بين تجنيس ملايين الفلسطيين رغما عن أنوفهم وأُنوفنا , وبين ان سكان الضفة الغربية هم أساسا مواطنون اردنيون بقرار الدستور , الذي يتمنوه الان بكل حيثياته 1952, الوضع الحالي للضفة كل نقطة فيه مصيبة بحد ذاتها , وذريعة لاسرائيل للمماطلة والتهرب , لاجئون ونازحون وحماس وفتح , ومعابر ومنابر , وأنفاق ودولة منزوعة السلاح , والقدس عاصمة أم فيها العاصمة ...الخ , أما إلغاء قرار فك الإرتباط فيعني موقف واحد مطلوب من إسرائيل فعله وعمله وهو : إعادة الاراضي المحتلة 1967 الى صاحبها الشرعي وهو دولة الممكلة الاردنية الهاشمية , وحسب القوانين والأنظمة الدولية المتعارف عليها وقرارات الأُمم المتحدة ,وطبعا هذا ما لا تريده إسرائيل ولا تتمناه , فهل يا من تعارضون إلغاء القرار , تقبلون ان تكونوا مع اسرائيل في نفس الخندق بخصوص عودة الارض الى صاحبها ومالكها الشرعي ؟؟؟؟؟؟؟.
وصلني كثيرا من الايميلات ومن الرسائل التي تؤيد هذا التوجه . وتوافق على هذا الطرح , ولكنهم للان لم يُعلنوا دعمهم , وما زالوا يتحدثون بلغة التُقية , ولكن اليوم أُعلنها انه لا تقية بعد اليوم , اليوم سيكون مذهبا جديدا في خروج مهديا لا شيعيا ولا سنيا , انه مهدي الحقيقة , مهدي ان المملكة الاردنية الهامشية تُريد أبنائها وشعبها بأرضهم كلها , ولا تقبل بأن تُعطى شعباً بلا أرض , ولا محاصصة ولا أوطان بديلة , أرض واحدة وشعبا واحد بكل أطيافه , وبكل تقسيماته , وبكل أُصوله : شامية وقوزاقية ومصرية وعراقية ومغربية ...الخ , وبالنهاية كلنا اردنية .
اما من يرمي الينا بشباك وماذا عن باقي فلسطين ؟؟؟ , ما غير الضفة ,أقول له : وماذا عنها ؟؟؟, نحن نريد أرضنا نريد ضفتنا الغربية المحتلة , حقنا الذي وُجد مع بداية تأسيس دولتنا الأبية , وبعد تحريرها وعودتها الى المملكة , لكل حادث حديث , ولكن الان أنتم على ماذا تسعون حثثاً ؟؟؟؟ , أتسعون على فلسطين كلها أم تريديون بضع غزة وقليلا من أريحا ؟؟؟؟ , وهي أصلا ليست لكم وليست من حقكم , فحسبكم أن تحرر الأرض وأن تحرر كرامة الانسان الاردني في الضفة الغربية , و في سبيل تلك الام النابلسية المسكينة حتى لا تخشى على أبناءها ليلا من غدر و لا نوما من جوع , إن كل هذا هو هدفنا وهو أسمى من أطماعهم , وطموحاتهم برئاسة زعمائهم ودُويلة أو دُويلات خداج في حضانة إسرائيلية , الارض والشعب والكرامة والحرية جزءا واحدا لا يتجزأ , إن فُقد أحدها فلا وجود للبقية كلهم .
هلموا الأحرار هلموا الشرفاء , لنُعلنها صريحة , لنُعلن أن الفرع الأصيل يجب أن يعود للوطن للأصل , وأن الضفتين مملكة واحدة , ولنرفض قرار فك الارتباط 1988, ولنبحث بذلك بداية عن تجمعنا , وهذا إيميلي في الأسفل أرسلوا وأعلنوا عن وجودكم وعن موقفكم ورأيكم , ثم عن دعوة في المحكمة ذات الإختصاص , فأشيروا علينا وانصحونا , ولكم يا يا معشر القانون : ألنا إلى ذلك سبيل ؟؟؟؟, ويكفينا تفرقة وتشردم , ويكفينا تعنصر أحمق وعنصرية غبية , لا تخدم الى ذلك اللئيم الصهيوني الذي سيكون أول من يقف ضدنا في دعوتنا , و أعلموا أن أعدائنا وخصومنا كُثر , ومن كل الإتجاهات , وكل الطروحات , فهذا أردني عُنصري ضددنا , وهذا فلسطيني عُنصري ضددنا, وهذا طاهر المصري ضددنا , وناهض حتر ضددنا , لأنهم كلهم منتفعون مستفيدون , لا يطلبون حلا ولا يدعون الى حقيقة , وكلٌ على ليلاهُ يُغني , أما نحنُ فليلانا الوطن كله وغنائُنا سيكون من أجله كله , كل الاردن بضفتيه وشعبه وكرامته وحريته .
nasserhamj@hotmail.com