صحافتنا الالكترونية بين الاغلبية الصامته .. والمصالح الشخصية والمهنية


ربما لم نعتد على ان ننقد احدى الظواهر السلبية في صحفنا الالكترونية الغراء في مقالات تنشر في هذه الصحف ولكنها حرية الرأي والكلمة التي نأمل ان يرتفع سقفها المسؤول ليصل قريبا من السماء , فكما يحق لك ان تنقد كل من يخطئ او لايخطئ ولكنه استحق النقد من وجة نظرك كصحفي او مؤسسة اعلامية فوجب عليك تقبل النقد وخاصة ان كان هذا النقد جاءك من مواطن وليس اكثر من مواطن بل هو مواطن درجة ثانية ان صحت تصنيفات بعض المتنفذين واهل العقد في الاردن.

نعلم انه في عالم الصحافة والاعلام لايوجد ماهو مستقل تماما ..حتى في الصحافة العالمية واكبر صحف العالم واوسعها انتشارا وتاثيرا لاتوجد استقلالية تامة فهي بالاغلب مسيسة ومدارة من جهات ودول ومنظمات واحزاب وافراد وتسوق لمصالحهم واهدافهم والاستقلالية هي نسبية في عالم الصحافة والاعلام,وحتى فضائياتنا العربية ومؤسساتنا الاعلامية فالتحيز والرسائل الموجهة وتأثير الدول والجماعات والافراد واضح وجلي عبر قنواتها وبرامجها واخبارها وليست بحاجة لمحللين ليقولو لنا ان ميزانياتها الضخمة وقدراتها التي فاقت قدرات دول ليست مجانية وليست لتعبر عن صوت الأغلبية الصامتة كمايقال دائما ,ولكن هناك معايير محددة وخطوط حمراء وغير حمراء من المهنية والاستقلالية يجب ان تتوافر في اي مؤسسة اعلامية لتكون مؤسسة ناجحة ومعبرة عن صوت مجموعة من ابناء الشعب ان لم تكن تعبر عن كافة ابناء الشعب في اي دولة كانت وينطبق على المواقع الالكترونية او الصحف الالكترونية ما ينطبق على غيرها من المؤسسات الاعلامية.


هنا تبرز عدة تساؤلات تفرض نفسها على اي متابع للصحف الالكترونية الاردنية

 

لماذا استنفرت بعض الصحف الالكترونية كل كتاب الاردن وبعض الكتاب الاشقاء في صحف عربية وعالمية اصحاب الاقلام الحادة فجاة ووجهتهم نحو حكومة الرفاعي وشخص الرئيس في الاونة الأخيرة ؟

حكومة الرفاعي لم تكن ديجيتالية في ادائها فهي منذ اليوم الاول تسير في رتم واحد ونمط ثابت فلم تكن اخطاء وزرائها وسياسات رئيسها وليدة لحظة او ردود على مواقف واحداث بل هذا هو السياق العام للحكومة منذ اليوم الاول من تشكيلها فلماذا كانت انتفاضة الصحف الالكترونية ديجيتالية فهي انتقلت بين ليلة وضحاها من الواحد الى الصفر اي من العسل والمهادنة والمدح ... للاتهامات والنقد والانتقاد.. والتجريح احيانا دون سابق انذار وكانه طلاق حكومي للصحف الالكترونية او العكس وكاننا في باب الحارة وقد بدات حرب فريال باعلامها القوي وسلاطة لسانها على ام عصام وابنائها.

مما لاشك فيه ان للاعلاميين المحترمين القائمين على هذه المواقع اسبابهم المقنعة والموضوعية ولكن من حق الاردنيين الذيت تدعي هذه المواقع المحترمة والعزيزة على قلوبنا انها تمثلهم وتمثل اغلبيتهم الصامتة ان يفهمو لماذا ؟؟ ومالذي حصل؟

احد اكثر المواقع الالكترونية شهرة وتاثير هو من دفعني لكتابة هذه التساؤلات ...لان هذه الصحيفة الالكترونية بالذات يقول عنها الاردنييون انها جريدة ( الرأي الاردنية ) ولكن بوجه الكتروني وذلك لقربها من المتنفذين ومصادر الخبر وصناع القرار في الدولة والنظام الاردني, بل بلغ البعض بوصفها بانها الموقع الالكتروني الذي يتكلم باسم الحكومة الاردنية وباسم الاجهزة الامنية وطبعا هذا كلام مبالغ فيه وعاري عن الصحة تماما ولكن وصل هذا الانطباع للمواطن نظرا لمصداقية ودقة الاخبار الحكومية المنشورة في هذا الموقع ونظرا لسرعة ونوعية هذه الأخبار فمعظمها اخبار حكومية ذات سبق صحفي كما يقال في عالم الصحافة وكأن

الاخوان في هذا الموقع يشربون من رأس النبع بدون وسايط

الغريب في الامر ان بعض المواقع وهذا الموقع بالذات كان من المهادنين والمادحين لدولة الرئيس وسياسات حكومته ولكن نقطة الانقلاب هل هي ... قانون جرائم انظمة المعلومات وتشريعه من قبل الحكومة وربما يكون قرار الحكومة باغلاق الانترنت في المؤسسات والدوائر الحكومية وهذا من شانه ان يحرم الصحف الالكترونية من اغلب نسبة مشاهدتها وتصفحها وبالتالي الاضرار بمصالحها واعلاناتها او ان يكون قرارا اتخذ في صالونات عمان السياسية باسقاط حكومة الرفاعي وكلنا نعلم ان بعض مواقعنا الالكترونية والقائمين عليها اصبحو ركنا اساسيا في هذه الصالونات

 

الشاهد في الموضوع ان قرار الصحف الالكترونية باعلان الحرب على الحكومة وشخص رئيسها هو قرار نابع عن مخاوف على مصالح شخصية او دفاعا عن مكتسبات مهنية او تنفيذا لرغبات بعض اهل السلطة في البلد ولا شأن للمواطن ومصالحه المعيشية وهمومه بهذه الحرب

نعم ان الصحافة الحرة والاعلام المستقل هي احدى اهم ركائز الدولة الاردنية الديمقراطية الحديثة وبالتالي ما يعود بالنفع على المواطن والشارع الاردني والاجيال القادمة ولكن الثورة او الطلاق الذي حصل مؤخرا بين الرفاعي وحكومته من جهة وبين عشرات الكتاب والمواقع الالكترونية هو بالدرجة الاولى دفاع عن مصالح شخصية او مهنية لهذه المواقع وانتقامامن قانون يحد من الحرية التي تريدها الصحافة ويقيد عملها كمايقولون

.

نحن مع الصحف الالكترونية بان اغلاق الانترنت امام موظفين القطاع العام في مؤسسات الدولة يضر بمصالحها وبنسبة مشاهدتها ونحن لانريد لهذه المواقع ان تفلس بل نريد لها ان تتطور وتكبر لتصبح اكثر مهنية وجراة وحيادية ولكن الامر فيه وجهة نظر وهي ان معظم الوقت الحكومي عند موظفين الدولة يذهب في تصفح هذه المواقع والتعليق على الاخبار...المعنى انه يجب ان ننظر للامور باكثر من زاوية ليكون حكمنا منصفا

 

ونحن مع الصحف الالكترونية باننا نريد لهم حرية سقفها السماء ولكن هناك قانون او قاعدة تفرض نفسها ,كما تريد انت كصحفي حرية سقفها عالي ...انا ايضا كمواطن اريد قانون يحميني ويحمي مصالحي من تجاوز واستغلال بعض اصحاب الاقلام الصفراء (وهم اقلاء وانشاء الله ان لايكون لدينا في الاردن اي منهم ) لحرية الصحافة واستخدامهم الإعلام للسرقة او للاساءة او للتشهير والتجريح ..حتى لو كان هناك قلم اصفر واحد يجب ان نوجد تشريع رادع له لنحمي حقوق المواطنين في هذا البلد
ولاننسى ان حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الاخرين فالحرية ليست حكرا لاحد ولا يوجد حرية سقفها مفتوح يل هناك حرية بسقف عالي ويجب ان يكوه هذا السقف مسؤولا امام المجتمع والقانون
احب ان اؤكد على ان كل مواقعنا وصحفنا الالكترونية تقوم بجهد عظيم تحييى عليه وان دورها واضح في تنمية الجانب الثقافي والسياسي لدى المواطن الاردني في العقد الاخير ولكن لاننسى ان المواطن في النصف الثاني من رمضان وهو جائع وعطش وطفران وضجران سياسيا ...فالنرحم هذا الوطن ومواطنيه ولتبقى مصلحة الكل فوق مصلحة الفرد

 

ونسأل كعادتنا هل كانت الهجمة الشرسة من قبل بعض الكتاب والصحف الالكترونية هي رد فعل طبيعي لقرارات حكومية تقيد حرية الصحفيين وتحد من صلاحياتهم ونفوذهم كقانون حماية انظمة المعلومات وقرار حجب المواقع الالكترونية عن موظفي اجهزة الدولة في الدوائر والوزاران الرسمية وهي بذلك تدافع عن مصالح المهنية ومكتسباتها

ام انها تنفيذا لاشارات وهمزات من بعض المتنفذين لاسقاط الحكومة الرفاعية المتهالكة اصلا ...أم هي انتصار حقيقي لالام الوطن وهموم المواطن وما نفعله الحكومة وسياساتها بالدولة ومواردها...نأمل ان تلقى تساؤلاتنا اجابة عند اصحاب الشان




تعليقات القراء

د. رفعت الشناق
تحياتي،

أنا مع الكاتب الكريم الأخ الشطناوي، فقط في النقطة المتعلعقة بعددٍ من المواقع الالكترونية، وأستطيع أن أقول أنني وصلت الى إستنتاج مشابه. ولكن أخي الكريم أود تذكيرك وتذكير المشاركين بتعليقاتهم على المقاله بأن التعميم، وأنت كنت حريصا ودقيقاً نسبياً ولم تعمم، خاطئ لأسباب علمية بحتة.

مع شكري وتقديري.
29-08-2010 02:49 AM
متابع
الشكر موصول لموقع جراسا الاخباري
ان دل نشر هذا المقال على شئ...فانما يدل انكم تعملون بمهنية وحرفية عالية ...تعملون في النور ولاتخشون اي نقد او تعليق...هذه هي الحرية المسؤولة ذات السقف العالي.

انا اكيد انكم من االصنف الثالث من المواقع التي ذكرها الكاتب وهؤلاء الذين يكتبون وينشرون انتصارا لالام الوطن وهموم المواطن ولرفع جور المتعدين على الوطن وموارده.

بوركتم

29-08-2010 01:06 PM
معتصم شطناوي
كل الاحترام والتقدير للمهندس محمد شطناوي على هذا المقال الرائع فلك كل الحب
29-08-2010 02:01 PM
متابع

بتوجيه من جلالة الملك عبد الله الثاني اقر مجلس الوزراء برئاسة سمير الرفاعي الاحد القانون المؤقت لقانون الجرائم الالكترونية بتعديلات توافقت عليها مواقع وصحف الكترونية واجرت على اثرها التعديلات التي لا تمس حرية الاعلام.


وقال وزير الدولة لشؤون الاتصال والاعلام علي العايد ان : " القانون بصيغته الاولى والمعدلة لم يستهدف الصحف الالكترونية والمواقع وان التعديلات جاءت من اجل الايضاح والتأكيد لضمان سلامة التنفيذ " .



ولفت العايد خلال لقاء جمعه بزملاء صحفيين ناشري مواقع الكترونية الاحد الى ان الاردن اول دولة عربية اعطت حق الحصول على المعلومة واوقفت الحبس والتوقيف للصحفيين ومنعت تحويل الإعلاميين إلى محاكم عسكرية.



وتأتي التعديلات حسب الوزير تاكيدا على نهج الحكومة المتعلق بالحريات الصحفية فهي عملية تراكمية هدفها تعزيز مكانة الصحفي وحريته.



وقال العايد ان : " الحكومة قامت باستشارة عدد كبير من المختصين اثناء مراجعتها لنصوص القانون حيث استشارت مركز حقوق الانسان ونقابة المحامين " .
29-08-2010 06:57 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات