البلدوزر الأردني
كنت في مناسبة اجتماعية و نتبادل الحديث عن الانتخابات النيابية في الدائرة الانتخابية التي تخصني و التي تخلو – بحمد الله- من الدوائر الوهمية ، و تكاد تكون مغلقة عشائرياً ؛ أي بمعنى أيّاً كان الذي سيفوز فالأغلب سيكون أحد أبناء العشيرة ، ففاجأني أحد الحاضرين عندما أعلن بثقة غريبة أن الذي سيفوز في الدائرة هو البلدوزر ! فسألته – باستغراب – من هو البلدوزر و لماذا هو بلدوزر و ليس بشري مثلنا ؟! و بعد أن ضحك من جهلي بالبلدوزر أخبرني أنه فلان العلاني ! و هو بلدوزر بحسب رأيه و رأي الكثيرين لأنه سيجرف جميع المرشحين من أمامه و سيفوز بتفوق كبير بسبب قوته و خصوصاً قوته المادية و دهاؤه بالتخطيط للفوز و...و.. إلخ !!
بعد ذهابي للبيت فرض مصطلح ( البلدوزر ) نفسه على تفكيري و أصابني بالأرق ؛ لأنه فعلاً مصطلح يفسر الكثير من الظواهر الاجتماعية و السياسية في بلدنا ، و تذكرت أن الصحافة لدينا في وقتٍ ما و صفت أحد رؤساء الوزراء السابقين أنه بلدوزر قرارات ! و كذلك عندما تحتاج لواسطة ما و تسأل من هو الأنسب لها تجد النصائح تحثك على أن فلان بلدوزر و لا أحد يستطيع الوقوف بوجهه (!) فـاذهب إليه ! و كذلك في مجال المال و الأعمال لدينا ، فمن أراد أن يدخل صفقة معينة أو قطاعاً معيناً تجد التحذيرات تنهال عليه من أصدقائه و العارفين تحذره أن يبتعد عن تلك الصفقة أو ذلك القطاع لأن البلدوزر العلاني مسيطر عليه و سيمحو كل من يحاول منافسته !
أشغلني مصطلح البلدوزر ! و تساءلت هل هناك بلدوزر صاحب ضمير يتنحى جانباً قليلاً و يسمح بالمرور لبعض السيارات الصغيرة أو بعض السائرين على أقدامهم ؟! و هل هناك بلدوزر صاحب ضمير يجرف الخير و يجلبه للوطن أم أن جميع بلدوزراتنا تجرف الخير من الوطن لخزائنهم المتخمة بما ساء و لم يطب من المال الحرام ؟! يا هل ترى لو لم يكن البلدوزرات موجودين هل كنّا سنعاني من مديونية ضخمة و من عجز متصاعد في موازناتنا ؟! لو اختفت البلدوزرات – بقدرة قادر- هل من الممكن أن تكون الأسعار بنصف مستواها الحالي و معدل دخل المواطن السنوي أربعة أضعاف معدل دخله الحالي ؟ لماذا لدينا بلدوزرات في جميع القطاعات السياسية و التجارية و الاجتماعية و ليس لدينا بلدوزرات في عالم الثقافة و العلم ؛ فلم نسمع يوماً أن فلان بلدوزر روايات أو بلدوزر شعر أو بلدوزر اختراعـات علمية ؟!
أعتقد أنه لحل مشكلاتنا علينا بخطوتين : الأولى أن نتوقف عن لعبة ( إبحث عن فضولي ) و نبدأ بـ
( أبحث عن بلدوزر ) و عندما نجده نتسبب له بخلل ميكانيكي يوقف جبروته ، و الثانية أن نجد مخترعاً أردنياً يستطيع تحويل المواطنين العاديين أمثالي إلى بلدوزرات بشرط أن تكون بلدوزرات وطنية تسـتطيع الحفاظ على مقدرات الوطن و إنجازاته و حمايته من البلدوزرات سيئة السمعة .
كنت في مناسبة اجتماعية و نتبادل الحديث عن الانتخابات النيابية في الدائرة الانتخابية التي تخصني و التي تخلو – بحمد الله- من الدوائر الوهمية ، و تكاد تكون مغلقة عشائرياً ؛ أي بمعنى أيّاً كان الذي سيفوز فالأغلب سيكون أحد أبناء العشيرة ، ففاجأني أحد الحاضرين عندما أعلن بثقة غريبة أن الذي سيفوز في الدائرة هو البلدوزر ! فسألته – باستغراب – من هو البلدوزر و لماذا هو بلدوزر و ليس بشري مثلنا ؟! و بعد أن ضحك من جهلي بالبلدوزر أخبرني أنه فلان العلاني ! و هو بلدوزر بحسب رأيه و رأي الكثيرين لأنه سيجرف جميع المرشحين من أمامه و سيفوز بتفوق كبير بسبب قوته و خصوصاً قوته المادية و دهاؤه بالتخطيط للفوز و...و.. إلخ !!
بعد ذهابي للبيت فرض مصطلح ( البلدوزر ) نفسه على تفكيري و أصابني بالأرق ؛ لأنه فعلاً مصطلح يفسر الكثير من الظواهر الاجتماعية و السياسية في بلدنا ، و تذكرت أن الصحافة لدينا في وقتٍ ما و صفت أحد رؤساء الوزراء السابقين أنه بلدوزر قرارات ! و كذلك عندما تحتاج لواسطة ما و تسأل من هو الأنسب لها تجد النصائح تحثك على أن فلان بلدوزر و لا أحد يستطيع الوقوف بوجهه (!) فـاذهب إليه ! و كذلك في مجال المال و الأعمال لدينا ، فمن أراد أن يدخل صفقة معينة أو قطاعاً معيناً تجد التحذيرات تنهال عليه من أصدقائه و العارفين تحذره أن يبتعد عن تلك الصفقة أو ذلك القطاع لأن البلدوزر العلاني مسيطر عليه و سيمحو كل من يحاول منافسته !
أشغلني مصطلح البلدوزر ! و تساءلت هل هناك بلدوزر صاحب ضمير يتنحى جانباً قليلاً و يسمح بالمرور لبعض السيارات الصغيرة أو بعض السائرين على أقدامهم ؟! و هل هناك بلدوزر صاحب ضمير يجرف الخير و يجلبه للوطن أم أن جميع بلدوزراتنا تجرف الخير من الوطن لخزائنهم المتخمة بما ساء و لم يطب من المال الحرام ؟! يا هل ترى لو لم يكن البلدوزرات موجودين هل كنّا سنعاني من مديونية ضخمة و من عجز متصاعد في موازناتنا ؟! لو اختفت البلدوزرات – بقدرة قادر- هل من الممكن أن تكون الأسعار بنصف مستواها الحالي و معدل دخل المواطن السنوي أربعة أضعاف معدل دخله الحالي ؟ لماذا لدينا بلدوزرات في جميع القطاعات السياسية و التجارية و الاجتماعية و ليس لدينا بلدوزرات في عالم الثقافة و العلم ؛ فلم نسمع يوماً أن فلان بلدوزر روايات أو بلدوزر شعر أو بلدوزر اختراعـات علمية ؟!
أعتقد أنه لحل مشكلاتنا علينا بخطوتين : الأولى أن نتوقف عن لعبة ( إبحث عن فضولي ) و نبدأ بـ
( أبحث عن بلدوزر ) و عندما نجده نتسبب له بخلل ميكانيكي يوقف جبروته ، و الثانية أن نجد مخترعاً أردنياً يستطيع تحويل المواطنين العاديين أمثالي إلى بلدوزرات بشرط أن تكون بلدوزرات وطنية تسـتطيع الحفاظ على مقدرات الوطن و إنجازاته و حمايته من البلدوزرات سيئة السمعة .
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
شكرا يا أستاذ سميح ,, حقا تعجبني مقالاتك و الأفكار التي تحملها ..
الأستاذ سليمان, و كأن تعليقك جاء إكمالا للمقال .. فشكرا لك أيضا ..
جميل مقالك اليوم و اتمنى ان يطبق في جميع مواقع بلدنا الحبيب .ولكن اريد لو تسمح ان اعلق على جملة قد ذكرتها و هي " التي تخلو – بحمد الله- من الدوائر الوهمية ، و تكاد تكون مغلقة عشائرياً أي بمعنى أيّاً كان الذي سيفوز فالأغلب سيكون أحد أبناء العشيرة "
الا تتفق معي ان وطنا يحتاج الى اناس أكفاء يخدوموه ويبنوه و أن يأخذوا القرارات صحيحة و الذي هذا هو الأهم. فنتائج القرار المتسرع او الخاطئ لا تعرف بأن صاحبها هو ابن عشائر ام لا .
لأنه بالنهاية الذي نريد أن يفوز هو المواطن الأردني الذي نرى فيه خيرا لخدمة وطننا الحبيب وليس نائب للخدمات البلدية الذي يخدم فقط عشيرته.
تحياتي استاذي الكريم واتمنى لك ولجميع ابناء وطننا الحبيب و من شتى المنابت و الأصول كل الخير و السلام والمحبه.