أين المسؤول القدوة الحسنة، قولًا وفعلًا ؟! 


إن استقامة (القدوة الحسنة)، تدلل على قوة العلاقة البينية، وحسن الخلق والتعامل، يعكس السلوك الحقيقي لجوهر تلك النفس، والذي يفيض عنها ذلك التأثير الذي يجذب إليه الأفئدة، ويجمع عليه القلوب، فيكون كل ذلك مدعاة للتأثير والاقتداء . 

إن أصول القدوة الصالحة التي يكون بها المرء قدوة طيبة لغيره، ترجع إلى أصلين مهمين هما: حسن الخلق، وموافقة العمل للقول. 

إن للقدوة الصالحة التي يمثلها المسؤول في عمله أثراً فعالاً في حياة من يرأسهم، ولها أثر في تربيتهم وإصلاحهم . 

ذلك أن القدوة أنموذج إنساني يعيش ممثلاً ومطبقاً لذلك المنهج الإيجابي الذي جاءت به مآثر الأحكام والشرائع ، وهذا الأنموذج يعيش واقعاً عملياً يحقق تطبيق ذلك المنهج من خلال السلوك والتصرفات التي تُرى بالعين، فتترك أثراً عميقاً في نفوس الناس الذين يعيشون من حوله؛ مما يجعلهم يأخذون ويقبلون ما يقوله أو يفعله دون تردد أو ريبة؛ لأن ما يمثله هو الأصل، فجعل منه أنموذجاً، ومثلاً حياً لكل المبادئ التي يعتنقها، مثلاً ترنوا إليه أعين مرؤسيه، وتنجذب إليه نفوسهم حتى يستمدوا منه الفضائل التي يفترض أن يحملها فينير لهم طريق الخير . 

والمسؤول وهو يتحسس هذه الأهمية للقدوة سيسعى وبكل ما أوتي إلى أن يجعل من نفسه قدوة صالحة، يستميل بها مرؤسيه نحوه؛ لإنجاز ما يناط به وبهم من مهام، وأعمال على الوجه الذي يرضي . 

كما أن على القدوة أن يدرك أيضاً أن هناك خطورة حقيقية في حال عدم تحسسه لأهمية الدور الذي هو فيه فعليه أن يأخذ جانب الحيطة والحذر في كل تصرفاته، وأن لا يأتي إلا ما يراه خيراً يرضي ربه ويحض به غيره؛ لأنه في نظر أفراده ومرؤسيه إن صح لنا أن نشبهه كالشاشة البيضاء الناصعة البياض التي يمكن أن ترى عليها أدنى الملوثات.

وخلاصة القول : 

(1) أن الإنسان خلق مزوداً بقوى واستعدادات يمكن أن توجه إلى الخير، كما يمكن أن توجه إلى الشر؛ لأن الناس كما قال عليه الصلاة والسلام (معادن كمعادن الذهب والفضة) . 

(2) أن كل إنسان مسؤول عن تهذيب نفسه وإصلاحها، يقول الله :( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها). 
(3) أن تزكية النفس وإصلاحها هو سبيل الفلاح في الدنيا والآخرة وإهمالها هو سبيل الخسران ( والعصر إن الإنسان لفي خسر … الآية . 

(4) إصلاحها وتزكيتها ويتمثل في التخلص من الهوى وفي كبت الشهوة والارتفاع عن المادة والسمو عن النقائص الخلقية، فإن الهوى داعية للشر والفساد وصاد عن الحق وصارف عن الهدى والرشاد كما أنه مطية للشيطان ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختـم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله). 

(5) وهذا التخلص من الهوى يحتاج إلى مجاهدة شاقة، صبر، وجلد فإن طريق الوصول إلى تلك المرتبة التي نريد أن يصل إليها القدوة ليست مفروشة بالورود والرياحين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات