بائعات الهوى في سوريا يرفعن أسعارهن "ويحسنّ الخدمة" مع تدفق المال


جراسا -

   ساهم تدفق الاستثمارات في القطاع الخاص في سوريا بزيادة أسعار "بائعات الهوى"، اللواتي رفعن أسعار "خدماتهن"، تماشياً مع الحركة الاقتصادية النشطة.

وتقول فتاة، عرفت عن نفسها باسم "رشا"، حيث عادة ما تغير الفتيات أسماءهن عند امتهان تجارة بيع الجسد، إن الحظ ابتسم لها بسبب ما كسبته من مهنتها الجديدة التي دخلتها قبل حوالي 6 أشهر، لتجد أن مستوى معيشتها وحياتها انقلب رأسا على عقب.
 
 رشا انتقلت من السكرتارية إلى الدعارة لرفع دخلها حيث كانت تتقاضى من الزبون ما بين 100 و200 دولار مقابل بضع ساعات من المتعة الجسدية , فقبل أقل من عام، كانت رشا تبحث عن مسكن صغير في ضواحي دمشق، وهي التي كانت قادمة من دول المغرب العربي لتعمل في إحدى الشركات السورية. لكنها قررت تغيير مهنة السكرتاريا إلى "أقدم مهنة في التاريخ"، وهي الدعارة، ليبتسم الحظ لها، أخيراً.

وتقول الفتاة، باستطاعتي الآن مغادرة دمشق، هذه المدينة الجميلة التي أحببتها وأحببت ناسها" ثم تبتسم مضيفة: "وبالتأكيد أحببت سياحها وزائريها أكثر، لأنهم كانوا يغدقون علي مختلف أنواع العملات في الساعات الأولى للفجر، بعد أن نكون أمضينا ساعات من المتعة والسهر طوال الليل".

وتشرح رشا، التي غادرت سوريا إلى دولة أوروبية مؤخرا، بعد أن جمعت ثروة صغيرة من الدعارة، إنها كانت تتقاضى من الزبون ما بين 100 و200 دولار مقابل بضع ساعات من المتعة الجسدية.

لكن هذا كان قبل حوالي عام، أي قبل أن "تتفرغ" لمهنتها بشكل كامل. أما في الآونة الأخيرة، فبعد أن علمت من زبائنها أن وجود شركات كبيرة ودخول رؤوس أموال إلى سوريا وبنوك وشركات تأمين ساهم في انتفاخ جيوب الباحثين عن المتع الجسدية، قررت "رشا" أن تطلب ثمنا أعلى منهم.

وتكاد زميلتها "عبير" (وهو اسم مستعار أيضاً)، تتفق معها في الرأي على أن هناك طبقة اقتصادية واجتماعية ازداد دخلها في السنة الأخيرة بشكل ملحوظ في سوريا، وإن كانت ليست طبقة واسعة، لكن هذه الطبقة هي التي ازداد دخلها نتيجة وجود مهن جديدة لم تكن موجودة في سوق العمل من قبل.

ومن هذه المهن، تقول "عبير"، مهن تقنية واتصالات وبنوك وشركات تأمين. لكنها تشير أيضا إلى ارتفاع دخل أصحاب بعض المهن القديمة، مثل الحلويات الشرقية حيث أن الكثير من مصنعي وتجار هذه الحلوى الذين كانوا يملكون دكاناً أو بضع محلات أصبحوا اليوم يمتلكون شركات يصل إنتاجها إلى أنحاء العالم، فضلا عن انتعاش مهن تجارية كثيرة كقطاع الإعلانات والسيارات وغيرها. وتعتبر أن هذا تطلب من بائعات الهوى "تحسين" مستوى خدماتهن مقابل رفع تكاليف هذه الخدمات.
 
 
عامل جذب

من جهته، يؤكد فيصل، وهو سائح عربي يرتاد سوريا منذ سنوات، أنه لا يزورها طلبا للمتعة الجنسية، بل لأنه "يحب هذا البلد"، وإن شكلت "التفاصيل الأخرى" عامل جذب إضافي بالنسبة له، "مثل حمامات دمشق القديمة أو المطاعم الكبيرة التي افتتحت مؤخرا"، مشيرا إلى أن المتعة الجنسية تأتي في ذيل اهتماماته.

ويضيف: "أعتقد أنها مسألة مهمة، فهذه حاجة جسدية لكل إنسان، ولكنني قد أختلف مع غيري في تفريغ الشحنات والطاقات بأسلوبي وطريقتي الخاصة".

ويرى الشاب السوري سامر، وهو في منتصف العقد الثالث، أن هذه مسألة ترتفع وتهبط أسعارها مثلها مثل أي مهن أخرى، تبعاً لحجم الطلب والعرض، "ففي بعض الأندية الليلية في دمشق مثلاً ارتفعت تكلفة طاولة لأربعة أشخاص من 200 دولار إلى حوالي 800 أو ألف دولار، عندما تشارك فتاتان من بنات الهوى ضيفيها على هذه الطاولة مع بضع زجاجات من المشروب".

ويضيف "أعتقد أن الحالة في سوريا وبالمقارنة مع العديد من الدول في المنطقة وخارجها لا تزال منضبطة وضيقة، علماً أنها أصبحت "شرعية" في كثير من الدول، وهو أحد قطاعات العمل التي تقدم خدمات متنوعة فيها المتعة الجنسية جزء من مجموعة خدمات أخرى مثل المساج وسياحة المؤتمرات وسياحة الشو (الاستعراض)".
 
 
جنسيات عربية


 الفتيات العاملات في هذا الوسط يؤكدن ارتفاع أسعار تجارة الجسد في الآونة الأخيرة بالمقارنة مع الأسعار قبل حوالي عام أو عام ونصف 
 
ويقول مهتمون في هذه المهنة رفضوا الكشف عن أسمائهم إن أبرز الفتيات اللاتي يقدمن خدمات الجنس في النوادي الليلية هن من العراقيات ودول المغرب العربي، فضلا عن جنسيات من دول المعسكر الاشتراكي سابقاً، وقلة من اللبنانيات والسوريات والفلسطينيات.

وتؤكد بعض الفتيات العاملات في هذا الوسط ورجال يديرون هذا النشاط أن أسعار تجارة الجسد ارتفعت في الآونة الأخيرة بالمقارنة مع الأسعار قبل حوالي عام أو عام ونصف، ويضيفون: "نحن على قناعة أن هذه المهنة التي توصف بأنها أقدم مهنة في التاريخ ستبقى مستمرة وستتطور شكلاً ومضموناً ولا يمكن وأدها أو محاربتها، على اعتبار أن تقنيات العصر الحديث وأساليب الخدمة وطرق الوصول إليها باتت مواكبة للعصرنة".

ويقول سالم، الذي كان يعمل في قطاع الاستثمار والأموال قبل أن يترك وظيفته ويغادر منذ حوالي أسبوع لإحدى دول الخليج: "بالتأكيد قدوم الاستثمارات إلى أي بلد تساهم في زيادة الدخل وزيادة حركة الأموال، وهي تكون عادة فأل خير أكثر مما تحمل جانبا سلبيا".

ويؤكد أن "حجم التداول للذين يقدمون المتعة الجنسية هو ضئيل جدا ومتواضع بالمقارنة مع دول أخرى، وهو لا يشكل ظاهرة في سوريا إنما هو بمثابة غرف صغيرة ومنعزلة".



تعليقات القراء

هنا
لاحول ولا قوة الا بالله حتى هاي ارتفعت اسعارها الله المعين
22-11-2008 12:27 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات