هل (الجوّ .. لان) لترامب؟ 


هل (الجوّ..لان) لترامب؟ بمعنى هل الجوّ قد اصبح لينا ومناسبا ومواتينا لترامب لوضع نقاطه على حروف المنطقة؟ وهل الجوّ ملائم لتمرير صفقة ترامب الغامضة المعالم؟ كيف لا والجوّ هو كل الظروف المادية من الطبقات السفلى من الغلاف الجوي في وقت معين وعند نقطة معينة,..عادة ما يكون أحوال الجوّ مرتبطة بالضغط الجوي, وبدرجة الحرارة, وبرطوبة الغلاف الجوي, وبالرياح السائدة,..واقع الحال يقول ان ضغط الناس مرتفع, وان حرارة الناس في اعلى مستوياتها, والغلاف الجوي مشحون وهناك رياح عاتية في المنطقة, ويرى بعض المراقبين ان توقيع ترامب على مصير القدس وعلى مصير الجولان وغيرها سيُلقى به في سلة المهملات. 

الجوّ قد لان لكي نقول: ان هناك قوى عظمى في المنطقة تريد ان تجعل من دولة ايران العدو الاوحد للامة العربية والاسلامية بدلا من دولة اسرائيل, وهذ يتطلب حسب مبدأ هذه القوى العظمى يتطلب عمل صفقة صلح وتسوية مع دولة اسرائيل, هذه الصفقة والتسوية ستقوم على محورين اساسيين هما: المحور الاول عمل ازاحات وتغيير في بعض الاراضي الجغرافية في المنطقة, والمحور الثاني توفير تغطيات مالية واسعة مرافقة ومنسجمة مع حجم وطبيعة الصفقة,..فالأرض والجغرافيا موجودة لدى البعض, وبنوك التمويل والاموال متوافرة لدى البعض الاخر, وهذا يتناسب مع عقلية ترامب التجارية والعقارية, ويتناسب ايضا مع تبديل الادوار بين المالك والمستأجر عند نتنياهو. 

ايران ايام الشاه, شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي تختلف تماما عن ايران اليوم, ايران ايام الشاه كانت منغلقة الايدولوجية, اما ايران اليوم فلديها ايدولوجية وتريد تعميمها على دول الجوار, واصبحت هذه الايدولوجية هي المحرك الاكبر لصفقة القرن, وهذا الخوف والتخوف من هذه الايدولوجية قد دفع بعض دول المنطقة للتحرك والاسراع تجاه امريكيا من اجل عمل تسوية شاملة مع دولة اسرائيل تحت مسمى صفقة القرن, وان امريكيا ترامب اليوم بعقليته العقارية والتجارية رحبّ بذلك واخذ يوقع على جغرافيا القدس وعلى جغرافيا الجولان وسيوقع لاحقا على جرافيا.., وعلى جغرافيا.., وعلى جغرافيا.., دون حسيب او رقيب. 

(الجوّ..لان) عند البعض, لكن الجوّ لن ولم يلين عند البعض الاخر, فالقدس بجغرافيتها عربية اسلامية, والجولان بجغرافيتها عربية, ومكاتب العقارات التابعة لترامب ومشاريعه تحطمت على صخرة ابو ليلى وعلى حجارة ام ليلى, وان الرسائل التي بعث بها الشهيد عمر ابو ليلى كافية لإغلاق مكاتب العقارات التابعة لترامب ونتنياهو, وكافية لطمس توقيع ترامب على ان القدس عاصمة لإسرائيل, وكافية لطمس توقيع ترامب على ان الجولان اراض اسرائيلية, وان توزيعات ترامب للأراضي العربية وكأنها ملك له ولأبيه باطلة وغير قانونية, وان اطفال فلسطين واطفال الامة العربية واطفال الامة الاسلامية لن يقبلوا ولن يسمحوا بتقسيمات فرجار ومسطرة ومنقلة ومثلثات ترامب الهوائية. 

وهنا يحضرني قصة ذلك الرجل الذي حلم ليلة من الليالي انه يقوم بتقسيم اراضي القرية التي يعيش بها, وفي الصباح ودون مشاورة احد نهض واخذ حبل طويل وقام بتقسيم اراضي القرية من جديد بين الناس, وترك اجمل قطعة من الارض دون تقسيم, وعندما سألوه اهل القرية لمن هذه القطعة التي تركتها دون تقسيم, قال: هذه القطعة تركتها لي,..عندها هبّوا عليه جميعهم وربطوه في تلك الارض بحبله داخل سياج لمدة ثلاثة ايام, فمر به رجل من قرية مجاورة وقال له ما بك ايها الرجل, قال قولته الشهيرة: (غيري يصعد الجبال وأنا اُربط في الحبال). 

للملك عبد الله الثاني موقف مشرف في هذا السياق, فقد جاء حديث جلالته خلال زيارته لمدينة الزرقاء الاردنية، حديثا صادقا حيث قال: (بالنسبة لي القدس خط أحمر، ونحن كدولة أردنية هاشمية واجبنا أن نحمي المقدسات الإسلامية والمسيحية, وتحدث ايضا بصدق عندما قال: (عمري ما رح أغير موقفي بالنسبة للقدس، فموقف الهاشميين من القدس واضح، ونحن في المملكة الأردنية الهاشمية علينا واجب تاريخي تجاه القدس والمقدسات), وفيما يتعلق بالحديث عن الوطن البديل، قال جلالة الملك بصدق وامانة (أي حدا بحكي عن وطن بديل الجواب... كلا).

بقي ان نقول: في هذه المرحلة الدقيقة بالذات, وفي كل المراحل القادمة, ان الشعب الاردني بجميع منابته واصوله ومشاربه, والشعوب العربية والاسلامية سيقف وستقف بصدق مع جلالة (الملك عبد الله الثاني) اولا, ومع ارادة (الشعب الفلسطيني) الثابت على ترابه وارضه ثانيا,...وسنرى غدا في ارض القدس وارض الجولان وغيرهما من الاراضي سنرى من سيصعد الجبال ومن سيربط في الحبال, وإن غدًا لناظره قريب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات