الوعي في موقف الاردن من صفقة القرن


ببساطة لا وجود لنهاية في خطة نهائية في السياسة بل هناك خطة حسب الظروف ، لا شيئ يسمى نهائي في السياسة ، ظروف تفرض نفسها و خطط بديلة تتغير تباعا ولا وجود لقرارات مستقلة ، بل قرارات هي نتاج لتوازنات ، فلا امل مطلق ولا خوف مطلق .

اليوم لم تعد الحرب هي حرب ايديولوجيات او امور دينية ، انما حرب مصالح من اجل الثروات واحتكار الاسواق ومناطق الطاقة والبترول ، يعني لايمكن أن تقف دولة مع دولة اخرى لسواد عيونها مثلا وقوف روسيا مع سوريا كان لحماية شركة غاز بروم الروسية اكبر مصدر عالمي للغاز وليس لعيون السورين ، ووقوف امريكا مع السعودية هو لحماية مصالحها والاستحواذ على خامها وليس لعيون السعوديين .

اذن اتركونا من حكاية روسيا وامريكا اصدقاء العرب ، فامريكا تاريخها يعتمد على الحروب والعنصرية وسيطرة الراسمالية واليوم ديكتاتوريات يهودية واسواق ، روسيا بعد الحكم القيصري تاريخها كله يهودي بداية من لينين وتروتسكي مرورا برئيس الكا جي بي وزعيم الاتحاد السوفياتي يوري اندروبوف وصولا الي الاوليغارشيات التي يرتكز عليها حكم بوتين ..

ومع هذا ان تخلصنا من الاقتراب الامريكي لنا وحلفائها واجندتها سنجد انفسنا أقرب الى الروس والصينيين والايرانيين وسنصبح استهداف لمخابرات الامربكيين والصهاينة والسعودية والإمارات وسيعبثون بأمننا واستقرارنا ، بما يعني من المستحيل فصل الداخل عن الخارج و كل بلد بما يجتهد من سياسات وبما يناور ويفاوض حسب لعبة التوازنات التى تكون بحاجة إلى رجال دولة وليس رجال السلطة...

لذلك فان الاردن بدوبلوماسيته في هذه الظروف المحيطة به يتبع سياسة التوازن التي لا تحتاج الى طرق ابواب كثيرة ، وربما هي اقرب الى سياسة ذكية جعلت منها نقطة شرق اوسطية ذات احمال تتجنب دول عظمى الاخلال بها حتى لا تكون نقطة انفجار يصعب اخمادها او باب سيخرج منه احلام كثيرة لدول اخرى ، لذلك سيبقى الاردن ينظر الى الاحداث بالراي السياسي تبعا للواقع الذي يحيطه وليس بالراي العاطفي او الوجداني من تلك الاحداث ، يمسك بوسط العصا بكل الاوقات واوقات اخرى قادمة ، وهذا هو موقف الاردن مما يسمى بصفقة القرن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات