لماذا يتعرى المسؤول المتنفذ ويغير جلده المتلون؟!


عجيب أمر هذا المسؤول المتنفذ( الواصل) في بلدي، الذي لم يشبع ولم يقنع بعد، مما أخذ وبلع من أموال وأطيان وعقارات،...وتضخمت ثرواته، وأصبح يُشار إليه بالبنان؛ أنه صاحب جاه ومركز، وعُرف بالوظيفة، ونسي أسمه وطبعه وطبيعته، وتغير شكله وجوهره، حتى أضحى عبدًا مملوكًا لا يقدر على شيء، للمركز والمال الذي يستجلبه، والسواد الأعظم من الناس يحفظونه عن ظهر قلب، ما شخصيته وما كينونته، وأصله وفصله؟!

واستحق عليه ما يستاهل من أوزار وآثام في الدنيا، وقد أكل الحرام ومنح ومنع بما طالت يده، وأقترف أبشع الصفات حتى أسودت صفحاته، وانقلب على عقبيه، وقد خسر ثقة الناس وانكمشت كرامته عندهم، وأضحت سيرته على كل لسان، "وقد خاب كل جبار عنيد".

هذا المسؤول المتنفذ يتظاهر بالإخلاص والانتماء والمسؤولية، ومحبة الوطن واحترام الوظيفة، وكل مواصفات الإيجابية،... مادام في عمله الذي يدرّ عليه المنافع والمكاسب، وكلما ترقى انتفخ أكثر (ثروة وجشعًا) وتعامى عن البشر، وضاقت عليه الأرض بما رحبت (نفسانيًا واجتماعيًا)، والوطن عنده ( بقرة حلوب).

وإذا غابت عنه كل هذه النعم والمآثر، بالتقاعد أو إزاحته عن مركزه (عزه - وبرجه العاجي)، وبعد أن فقد اتزانه، وبانت حقيقته، وما كانت عليه سجاياه وخصاله، رجع إلى آدميته وزالت عنه كل القشور، وإذا به يظهر نفاقه، وجلده (العفن)، ومعدنه الهلامي ( المهترئ)، فيحكم هو والناس أنه فعلًا (حرباء) متلونة، ووجهه القبيح قد اتضحت ملامحه عن قرب، وصار ينعق كالغراب على الجيفة، يشتم الوطن، ويكشف العورة، ويكيل التهم العارية عن الصحة، ويتنكر للجميل الذي غمره، وينحاز إلى زمرة المعارضة السلبية (النتنة)، ويكشر عن أنيابه التي نبتت من السحت، وخرج عن طوره ( يجلد الوطن، ويلعن الحظ، ويكفر بكل ما عند الناس، ويبيع نفسه الرخيصة، وذمته الواسعة بدرهم ودينار، وتطغى الأنانية، وانفصام الشخصية، وتلوكه الألسنة، وتمقته الإنسانية.

هذه الأمثلة (حقيقة) موجودة في وطني وهم (كثر)، ونعرفهم حق المعرفة، وقد دارت عليهم الدوائر (سقطوا) من أعلى عليين (المناصب والمراكز) إلى الحضيض ( أسفل السافلين)، وقيل فيهم :(حب الذات هو كرة منفوخة بالهواء، تخرج منها العواصف إذا ما ثقبناها)، (الأنانية تولد الحسد، و الحسد يولد البغضاء، والبغضاء تولد الاختلاف، والاختلاف يولد الفرقة، والفرقة تولد الضعف، والضعف يولد الذل والذل يولد زوال الدولة وزوال النعمة وهلاك الأمة).

mohdlasasmed@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات