دور ادارة الاعلام والتثقيف الوقائي الدفاع المدني في الحماية المدنية


تعود بدايات عمل الدفاع المدني في المملكة الأردنية الهاشمية إلى عهد الإمارة حيث كانت أعماله تنفذ آنذاك من قبل فرق مدنية محدودة العدد والمهام وتعمل ضمن كادر البلدية .في عام 1948م وما بعد هذه الحقبة ونتيجة لتوالي الأحداث وعدم استقرار المنطقة فقد برزت الحاجة إلى ضرورة إيجاد جهة تعنى بحماية المدنيين من ويلات الحروب ، وبالاستناد إلى المادة (18) من نظام الدفاع رقم (2) لسنة 1939م صدر عن رئيس الوزراء أمر الدفاع المدني رقم (3) لسنة 1953م ، وخوّل فيه أمر الدفاع هذا إلى وزير الدفاع صلاحية تأليف هيئة للدفاع المدني في المملكة الأردنية الهاشمية بغية تنفيذ غايات الدفاع المدني ووضع الأحكام اللازمة لتنفيذ هذه الغايات .وفي عام 1954م صدر عن وزير الدفاع أمر الدفاع رقم (1) لسنة 1954م وتضمن هذا الأمر تأليف لجان دفاع مدني في العاصمة والألوية والاقضية والنواحي تتولى مهام الدفاع المدني وفي عام 1955م صدر أمر الدفاع رقم (1) لسنة 1955م والذي تضمن تعديل تشكيل لجان الدفاع المدني . 

وعلى اثر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م ، وانطلاقاً من إيمان جلالة المغفور له بإذن الله تعالى القائد الباني الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه من ان " الإنسان أغلى مانملك" جاءت التوجيهات الملكية السامية بإنشاء جهاز دفاع مدني وبناءً على ذلك صدر قانون الدفاع المدني رقم (12) لسنة 1959م الذي حل محل قانون الدفاع المدني المؤقت رقم (35) لسنة 1956م ، وبقي الدفاع المدني جزءاً من تنظيم الأمن العام إلى أن أنفصل عنه من الناحية الإدارية عام 1970م ، وفي عام 1978م انفصلت دائرة الدفاع المدني عن مديرية الأمن العام مالياً وأصبحت لها موازنتها الخاصة بها واستجابةً للتطورات التي شهدتها المملكة الأردنية الهاشمية في التسعينات من القرن العشرين بما فيها من تطور وازدهار فقد صدر قانون الدفاع المدني رقم (18) لسنة 1999م ليحل محل قانون الدفاع المدني رقم (12) لسنة 1959م. 

وجهاز الدفاع المدني والذي هو جزء حيوي وفاعل ضمن منظومة الأمن الوطني الشامل حظي بدعم مباشر وموصول من لدن جلالة قائدنا الأعلى حتى أصبح يضاهي نظرائه من أجهزة الدفاع المدني والحماية المدنية في الدول المتقدمة فقد خطى هذا الجهاز خطوات واثقة ضمن مسيرة التحديث والتطوير والأداء الميداني بكافة مجالات العمل والاختصاص مما مكنه من تقديم أفضل الخدمات الإنسانية لأبناء الوطن ولكل من يقيم على ثرى هذا الحمى الهاشمي الأشم .حيث تم رفد الجهاز بالحديث والمتطور من الآليات والمعدات اللازمة للتعامل مع كافة أنواع الحوادث التي تقع وتستدعي تدخل رجال الدفاع المدني ، هذا إلى جانب رفد الجهاز بالقوى البشرية وتأهيلها التأهيل النظري والعملي من خلال إشراكها في دورات متخصصة في كافة مجالات اختصاص وعلوم الدفاع المدني لكي تكون قادرة على أداء واجباتها بكفاءةٍ واحتراف وتخصصية , بالإضافة إلى التوسع الأفقي في إنشاء العديد من مواقع الدفاع المدني. 

إن التطور الذي شهدته أجهزة الحماية المدنية في كافة المجالات حدا بهذه الأجهزة إلى استحداث الكثير من الإدارات المختصة التي لها ارتباطات ايجابية وفاعلة في تطوير هذا المجال ،ومن هذه الجوانب جاء الاهتمام بالتثقيف الوقائي أو إعلام التثقيف الوقائي ،الذي يعتبر جزءً هاماً وفاعلاً من خلال ما يلعبه من دور رئيسي في إثراء المجتمعات بالثقافة الوقائية ،والمنهج الوقائي الذي يكفل على الأقل الحد أو تقليل الحوادث على اختلافها، والحد من آثارها على الأرواح والمجتمعات . ولما كان من الضرورة بمكان إنشاء إدارة متخصصة في مجال إعلام التثقيف الوقائي في جهاز الدفاع المدني الأردني وغيره من أجهزة الحماية المدنية والدفاع المدني ، فقد تم إيجاد إدارة تُعنى بالتواصل مع مختلف المؤسسات الإعلامية بهدف تعميم الرسالة الوقائية التثقيفية عبر وسائل الإعلام إلى مختلف أطياف وشرائح المجتمع مسمى إدارة الإعلام والتثقيف . 

وارتبطت نشأة إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي بالتطور الذي شهده الأردن في المجال الإعلامي , وذلك إدراكاً لأهميته كوسيلة للتأثير الفاعل والمباشر على المجتمع الأردني ،لا سيما الإذاعة والتلفزيون الأردني الرسمي والصحف المطبوعة والتي كانت هي الوسائل المتاحة والمتوفرة آنذاك، إلا أن تطور الإعلام شكلاً ومضموناً في الأردن وذلك بما شهدنا من انتشار واسع للصحف الالكترونية ،والمواقع الإخبارية والإذاعات والفضائيات الخاصة ،التي تبث رسائلها للمجتمع الأردني أجمع والتي كانت بمثابة نقله نوعية وجديدة على مستوى الأردن ، لذا فقد توافق تطور اختصاص هذه الإدارة مع التطور السريع في الإعلام الأردني والنقلة النوعية التي حققها جهاز الدفاع المدني الأردني مما جعل من ذلك كله سبباً بتوفير إمكانيات فنية وكوادر بشرية تلبي احتياجات التقدم والتطور في مجال التثقيف الوقائي. 

لقد مرت نشأة إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي في الدفاع المدني بالعديد من مراحل التطور حيث بدأت هذه الإدارة التي تقوم بواجبات متعددة من خلال قسم العلاقات العامة بركن المراسم في مديرية الديوان وذلك عام 1990م حيث انيطت واجبات العلاقات العامة في بدايات تشكيل الإدارة لضباط العلاقات العامة بهدف تنظيم ومتابعة علاقات الدفاع المدني مع الجهات الأخرى على الصعيد الداخلي والخارجي، وبناء جسور من الثقة والتعاون والاحترام ما بين الدفاع المدني والمواطنين ،وتعريفهم بالجهود التي يبذلها جهاز الدفاع المدني في سبيل المحافظة على الأرواح والممتلكات . وإيماناً بأهمية إيجاد ثقافة وقائية فقد تم استحداث قسم التثقيف الوقائي عام 1996 والذي هدف إنشاءه إلى تعميق السلامة الوقائية لدى المواطنين عبر وسائل الإعلام المختلفة ،وتعريفهم بالأخطار المحتملة وكيفية تجنبها وقد أُتبع هذا القسم بإدارة الوقاية والحماية الذاتية في المديرية العامة للدفاع المدني الأردني ،حيث بقي هذا القسم يقوم بهذا الدور إلى أن تم إنشاء إدارة متخصصة في مجال الإعلام والتثقيف الوقائي في 1/4/2004م تحت مسمى إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي ،والتي أخذت على عاتقها الكثير من الواجبات والمهام التي تهدف في جوهرها إلى إيصال الرسالة الإعلامية التوعوية التثقيفية ،والتي تجسد بدورها الهدف الإنساني الأسمى لجهاز الدفاع المدني عبر وسائل الإعلام المختلفة. 

ولقد تجسد الهدف الاستراتيجي للإدارة بتعزيز الثقافة المجتمعية للسلامة الوقائية ،وذلك بنشر ثقافة السلامة العامة لكافة شرائح المجتمع من خلال رفع مستوى الوعي الوقائي لتحقيق مفهوم الدفاع المدني الشامل ،والذي يعني بان يكون كل مواطن بمثابة دفاع مدني في موقعه ،ويكون ذلك من خلال التشاركية الايجابية ما بين إدارة الإعلام والمؤسسات الإعلامية المختلفة في إيصال رسالتها التثقيفية الوقائية. 

وأما الرؤيا :تحقيق مفهوم الدفاع المدني الشامل ضمن إستراتيجية واضحة تكفل تحقيق السلامة لأبناء الوطن والمقيمين فيه أياً كانت مواقعهم داخل المملكة .

وأما الرسالة:المساهمة في الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين ومقدرات الوطن من شتى المخاطر برفع درجة الوعي الوقائي لديهم، وتعزيز تطبيق أساليب السلامة العامة لدى أفراد المجتمع ،وذلك باستخدام كافة وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية. 

وأما القيم :حددت إستراتيجية المديرية العامة للدفاع المدني أربع قيم جوهرية تتحلى بها مرتبات الدفاع المدني وهي ( الإنسانية ، الانتماء ، التضحية ، الأمانة ) ،وتركز إدارة الإعلام على قيم وأخلاقيات داخلية لمرتباتها تعتمد على الشفافية والصدق.،نشر الرسالة التوعوية والإخبارية بدقة ومصداقية عالية ،إيصال رسالة إعلامية ذات مضامين إنسانية ومن الواقع الحقيقي للحوادث . 

وتتلخص واجبات إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي. تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل بتعزيز الثقافة المجتمعية ،و 
المساهمة في تحقيق الأهداف الإستراتيجية الأخرى لجهاز الدفاع المدني، بلورة السياسة الإعلامية لجهاز الدفاع المدني. . التغطية والمتابعة الإعلامية لكافة انجازات ونشاطات جهاز الدفاع المدني،إعداد الخطة الإعلامية التوعوية،إنتاج المادة الإعلامية التوعوية والتثقيفية تزويدها لكافة وسائل الإعلام،الإشراف على إدامة العمل في المكاتب الإعلامية بإقليمي الشمال والجنوب،إعداد كافة المواد الإعلامية من برقيات وكلمات لمدير عام الدفاع المدني، التواصل مع كافة المؤسسات الإعلامية لتحقيق أهداف الرسالة الإعلامية التوعوية.. الإعداد والإشراف على كافة النشرات التوعوية المختلفة من بوسترات ومطويات وكتيبات وملصقات وغيرها،إعداد وتغطية المحاضرات التوعوية والتثقيفية للمؤسسات الوطنية المختلفة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات