جراسا -

بقلم الكاتبه مها احمد

منذ أن أبصرت عيناي الدنيا، وانا اعيش على قساوة ابي فقد كان صعب المراس شديد المعاملة في كل مرة يصدر قوانينه الصارمة ويا ويل الذي يخالفها ،فمثلا ممنوع على امي الخروج من البيت هي واخواتي الا للضرورة القصوى ،. وبالنسبه للذكور يا ويلهم اذا اذن المغرب ولم يكن كلهم في البيت ،

لقد عشت وكبرت ولم ار ابي يوما قام يداعب احد من اخواني او حتى أن مزح معنا ، فالحياة عنده عباره عن قوانين لازم علينا ان ننفذها ، ثم انه لا مجال للتفاوض في القوانين وليس هناك اختيار اسمه 'مناقشة' فقد كنا نعيش عيشة العسكري "امر طبِّق" ،

المهم قصتي بدات عندما غادرنا بلدنا بسبب. الحروب والدمار وقد تم استشهاد اثنين من اشقائي وبيتنا تم دماره كليا ، و كان علينا ان نغادر بلدنا ، ونلجأ لبلدنا الثاني 'الاردن' الذي استقبلنا اهله بكل صدر رحب ، فقد كان شعبها مضياف كريم وعشنا كانا في بلدنا ولم نحس والحمد لله بنقص شيء ، وكنا اذا احتجنا شيء كان موجود ، وفي يوم واحنا جالسين جاء بعض الشباب كنت على شجار معهم في بلدنا قلت عندما اذهب الى الاردن سوف اتخلص منهم ، ولكن لم اعلم انهم سوف يحلقونني كمان هون ،

وعندما راوني قاموا بتكسير الاثاث ، وبدوا بضربي انا واخواني واخواتي الصغار بالعصي والحجاره ، وحتى امي نالها بعض الضرب ونالت جميع العائله المكونه من ٣ بنات وشقيقين الضرب ، ولم يبق شيء في منزلنا إلا وكسر ، وقام الجيران بفض النزاع ، وعندما راى ابي ذلك غضب وقال لي انني كنت السبب انهم قاموا وضربوا امك وشقيقاتك لو ما كانوا يعرفونك ما وصلوا لهون وعملوا مشكله معك ، قلت له والله تفاجات انهم موجودين هون مثلك وانا ما صدقت اغادر بلدنا حتى اخلص منهم ، والحمد لله راحوا ، ولا افكر انهم سوف يفكرون بالرجوع الى هنا بعد ما اشتكيت عليهم ، ولكن ابي كالعادة رفض السماع لي وطردني من البيت وحلف على الوالده بالطلاق اذا حاولت ان تتكلم معي ، غادرت البلد وقمت باستجار بيت وعمري الان ٢٢ سنه المهم اشتقت لامي واشقائي ، حاولت ان اتكلم معهم على الهاتف ولكن ابي منعهم من التواصل معي، وقد حاولت ان ابعث لامي بعض المال كوني فاتح صالون رجالي واكسب جيدا ولكن ابي رفض ان تاخذ قرش واحدا مني ، يا ريت تقولون لي ماذا افعل ؟؟

وانا مستعد ان اذهب واقبل راس ابي ، و اطلب منه السماح بس من اجل ان ارى امي واشقائي الصغار ، لقد اشتقت لهم كثيرا يا ريت ، تنصحوني ولكم مني جزيل الشكر.