الأمير الحسين ولي العهد على خطى الأب والجد


باشراقة لافته ومحببة يطل سموه الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد المحبوب على حياة الأردنيين بروح شبابية واعدة ملئوه العزيمة والمثابرة تسمو بالتواضع وكريم الخلق وتحمل في طياتها خصال وسجايا الأجداد والإباء الهاشميين بالإضافة إلى بعض الجوانب المكتسبة التي صنعها لنفسه حيث حفلت سيرته بمزايا فريدة في مختلف المجالات الإنسانية والإدارية والعلمية والثقافية مؤدب في طرحه وحديثه ومهذب في استماعه وحواره واثق بنفسه ومعتز بثقافته المتنوعة ووعيه المتطور يحمل في أعماقه مشاعل الطموح والعمل ويغرس بيديه وسعيه فسائل الرجاء والأمل مستعد للتضحية والفداء ومدرب على الانجاز والعطاء الوطن همه وشغله والمواطنين اهتمامه وخدمته جنديا ملتزما وأمينا صاحب مبادرات خيرة حدبه الأهم وحرصه الأول الوقوف إلى جانب أبناء الشعب كواحد منهم في السراء والضراء من اجل بناء الإنسان الأردني المسلح بالعلم والوعي والمعرفة بما يواكب النهضة الحضارية الكبرى وقد عرف سموه بتواضعه وترفعه المعهود ورؤيته الثاقبة الرشيدة وانضباطه وتنظيمه واعتداله ووسطيته وقوة إيمانه وذكائه المتقد ونبذه للعنصرية والفئوية والإقليمية وانفتاحه على الشباب والمجتمع بكل أطيافه وفئاته في المدن والقرى والأرياف والبوادي والمخيمات حتى أصبح يعرف بالأمير الإنسان حيث توسد حبه قلوب المواطنين لحرصه على كل ما يمكن أن يحقق مصالحهم ويحل مشاكلهم وقد عرف عنه أنه يستقبل المراجعين أمام باب مكتبه ويرافقهم إلى مجلسه يستمع إليهم بكل شغف وهدوء وإنصات ويكرمهم بكلامه وتعاطفه معهم ومحاولة معرفة حاجاتهم وإمكانية قضائها ويفرح لفرحهم ويحزن لأحزانهم كفرد من أبنائهم .

قيل في علم الاجتماع السياسي أن الشخصية القيادية تظهر على الإنسان منذ صغره وتزداد وضوحا عند بلوغه وفي شبابه وهو ما رآه جلالة الملك عبد الله في الأمير الشاب ولي العهد الحسين حيث اجتمعت في شخصيته القيادية الؤثرة الرؤيا المستقبلية والخبرة المكتسبة وبدأت تتجسد فيه صفات الأهلية والتي تمرس عليها واستلهمها من موروث وتراث الأمة وتاريخ الوطن وأمجاده وتوجيهات وصحبة جلالة الملك الأب والتي كشفت قدراته الفذة في إدارة كافة المهمات التي تولاها او كلف بها في الداخل والخارج واقتدائه بخدي القيادة الهاشمية المجيدة فكرا ونهجا باعتبار لقدس شأنا أردنيا رئيسيا وقد تجاوز كل اختبار في تولي موقعه نائب للمك أكثر من مرة وزياراته العديدة للفقراء وافتتاحه ورش العمل حيث كان دائما يجسد روح الشاب الواثق بقدراته وقراراته الذي يحدد احتياجاته بدقة ليصل الى أهدافه بأقصر الطرق وأقل الجهد وقد اخذ من جده المغفور له الملك الحسين بن طلال صفات وخصائص عدة منها الهيئة والفراسة فهو لا يتحدث كثيراً عن نفسه ويؤمن أن أفعال الرجل هي التي تتحدث عنه يحب التعرف إلى كل جديد وثري ويحاور بمنطق الإقناع وعقل المتبصر وقد حرص على ثقافة الاطلاع على ما عند الآخرين من فكر وعلم وحضارة يهتم كثيرا بالتخطيط ووضع الإستراتيجية لأي عمل يريد القيام بتنفيذه وإعماله مقرونة بالفطنة والنشاط والثقة وتحمل المسؤولية مواقفه الإنسانية محل إعجاب وتقدير وإنجازاته العملية مستمرة ومعرفته بالوطن والمجتمع تزداد وتتعمق عبر زياراته المتكررة للعشائر وبيوت الأردنيين المقتدرين والفقراء بصفته جزءا اصيلا من هذا المجتمع وحين تراه يتحدث تجد فيه صفات والده عاهل البلاد وما يجمع بينهما من أهداف سامية ونبيلة في حماية الوطن وبناء الإنسان وتهيئه الظروف المعيشية الأفضل وقد أخذ عن والده أروع الصفات وأرفعها حيث ورث عنه التواضع وبُعد النظر وعشقه لكرة القدم وهوايته قيادة الدراجات النارية والسيارات غيرها الكثير من الشيم والقيم العالية والنبيلة .

و كم أدهشنا سموه بروعته خلال العام 2017 و بما أثأره من انتباه وتمعن وإعجاب عظماء السياسة حين وقف منتصب القامة أمام مندوبي دول العالم في في اجتماعات الدورة الـ 72 وألقى كلمة الأردن للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية خطيبا مفوها وشجاعا وفارسا مقداما رسم صورة مشرقة راقية ورائعة للأردن وقد مثل جلالة الملك والشعب الأردني أروع تمثيل ومن ابلغ ما قال اليوم أقف أمامكم ممثلاً لبلدي الحبيب الأردن وكشاب ينتمي إلى أكبر جيل من الشباب في التاريخ وبما شكل لحظات فخر واعتزاز لكل الأردنيين والعرب والمسلمين وقد استطاع حينها بعبقرية ورؤيته الثاقبة أن يوضح لكل العالم مواقف الأردن قيادة وحكومة وشعب ومواجهته لجميع التحديات التي تعجز دول عظمى عن تحملها باستضافته ملايين اللاجئين في ظل أوضاع اقتصادية متردية وكان سموه ممثلا للشباب يعتبر عما في نفوسهم بقوله نحن الشباب كالأجيال التي سبقتنا نحمل إرثاً من الحكمة والقيم المشتركة التي تركها أجدادنا وعلينا كمن سبقنا أن نكافح من أجل أن نوفق بين ما ورثناه وبين الواقع الذي نعيشه اليوم وهو واقع غير مسبوق وهنا لمس المستمعون جراءة وشجاعة ولي العهد وسعة فكره وقوة رسالته التي يحملها إلى العالم اجمع كقائد مستقبلي للمملكة حيث يصنع شخصيته ويصقلها على جميع المستويات السياسية أو العائلية او غيرها .

تولى الأمير الحسين منصب نائب الملك في عدة مناسبات ورافق والده جلالة الملك في عدد من الزيارات الرسمية خارج المملكة وداخلها وعلى الرغم من منصبه ومكانته الأميرية إلا أن علاقته برفاق السلاح من الضباط والجنود في القوات المسلحة الأردنية توضح مدى الحميمة والعلاقة الإنسانية التي تجمع بينهم ومنذ سنّ مبكرة ظل حاضراً بدوره الأميري المسؤول في مختلف القضايا وقد أولى اهتماماً واسعاً بالشباب والأطفال بالإضافة إلى اهتمامه بالمجال الرياضي والمبادرات الاجتماعية والتنموية والإنسانية التي تمكنت إثر نشاطه ورعايته الكبيرة لها من الوصول لشريحة واسعة من المستفيدين منها في مختلف المحافظات وعقب النجاحات الملموسة لهذا المبادرات تم تأسيس وإنشاء مؤسسة ولي العهد والتي أصبحت تشكل المظلة القانونية لهذه المبادرات الاميرية وقد ربط مصيره بمصير الشباب الأردني وطالب بضرورة دعمهم وتطوير مهاراتهم وتوفير فرص تدريبيّة محلية وعالميّة لهم وتوعيتهم من خطورة الأفكار الضالة والتوجهات المنحرفة والسلوكيات المتطرفة .

وقد تحدث الأمير الحسين في العديد من المحافل الدولية حول الإرهاب وقضايا اللجوء السوري وما يتعرض له أبناء فلسطين كافة من سجن وقهر وقتل وتشريد في ظل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وقضية القدس وحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وضرورة الحفاظ على الأردن كحامي ووصي على المقدسات الإسلامية وهو من القلائل الذين يعيشون ظروف ومكانة ملكية ويديرون بأنفسهم وبشكل شخصي صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل مواقع أنستغرام تويتر وغيرها وينشر حياته الشخصية كأي شاب آخر وهو يقوم بالنشاطات العادية واليومية مثل قيامه بتسلق الجبال في وادي رمّ جنوب الأردن أو ممارسته لرياضة كرة القدم أو السباحة أو ركوبه الدراجة النارية أو تدريباته العسكرية خاصة تلك التي يكون فيها برفقة والده والذي يعتبره الأخ الكبير في العائلة وقد هيئه الملك عبد الله لخلافته في العرش بأي لحظة في ظل المتغيرات المتسارعة في المنطقة بعدما اثبت انه أمير زاخر بالإمكانيات وشعبيته في تزايد واضح وهو دائم التواصل مع المواطنين بشكل مباشر وكان ذلك واضحًا في العديد من المناسبات المختلفة حيث لم يتردد في النزول إلى الشارع ولقاء المحتجين الذين تجمعوا في اعتصامات وتظاهرات واسعة بالقرب من رئاسة الوزراء احتجاجًا على ارتفاع الأسعار ومشروع قانون الضريبة الجديد حيث التقى رجال الأمن والمحتجين وتحدث معهم وأوصى قوات الأمن والدرك بحماية المواطنين وتركهم يتكلموا ويعبروا عن رأيهم بحرية تامة لان مطالبهم المعيشية والوظيفية حق وطني مشروع وأفهمهم ان واجبنا الأول هو حمايتهم وصون كرامتهم ويولي سموه اهتماما كبيرا بالعمل التطوعي حيث يرى بأن العمل التطوعي لا يصنع مواطناً فاعلاً فقط، بل يبني مجتمعاً متماسكاً وركيزة أساسية في الوحدة والتكافل بين المواطنين بمختلف أعمارهم وعلى الصعيد الدولي وعلى خطى جلالة الملك عبدالله الثاني وجده الذي حمل اسمه يُنظر إلى سمو الأمير الحسين على أنه من الداعمين لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ويشير العديد من المختصين والمتابعين إلى أن الأمير الحسين قد نجح في بناء شخصية عامة ومحبوبة لدى الشعب بسبب قربه من الشباب وتواصله معهم و تواضعه وحبه للناس الذين يبادلونه الأمر نفسه الأمر الذي عمل على تأهيله ليكون خلفًا ناجحًا وصالحا لوالده الملك عبدالله الثاني .

وفي لمسة إنسانية بالغة التأثير وبعدما تخلى عنه الكثيرون وعلى رأسهم نقابة الفنانين وتركوه بعد سنوات الإبداع ليواجه مصيره وعائلته وهو مريض بأمس الحاجة لأي دعم ومساندة تفاجأ بالأمير الإنسان يطرق باب بيته ويتذكره ويواسيه في مصابه كعادة الهاشميين وسننهم الحميدة لا يتركون شاردة وواردة بين ابناء شعبهم الا ولهم فيها من البصمات الكثيرة وعلى خطى الحسين الجد وعبدالله الاب قام الحسين ولي العهد بزيارة أخوية للفنان الأردني ربيع شهاب للاطمئنان على حالته الصحية وتقديم الدعم المعنوي بلفتة كريمة متميزة وإنسانية فريدة لا يفعلها سولى الهاشميين وقد سبق لولي العهد أن نشر عبر صفحته على انستغرام صورة تجمعه بالفنان ربيع شهاب خلال زيارته لمنزله وعلق عليها بقوله الفنان ربيع شهاب قدم الكثير للفن في بلدنا والعالم العربي ورسم البسمة على وجوهنا قضيت وقتا طيبا بصحبته اليوم، وأدعو الله تعالى أن يمن عليه بالشفاء .

يذكر ان الإرادة الملكية السامية صدرت بتسميته ولياً للعهد في الثاني من شهر تموز عام 2009 وقد التحق بجامعة جورج تاون في واشنطن بتخصص التاريخ الدولي وتخرج خلال العام 2016 .

ثم التحق أمير الأردن الوسيم وولي العهد الشاب بالأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست في المملكة المتحدة التي كان كل من والده الملك عبد الله الثاني، وجده الراحل الملك الحسين بن طلال قد تخرجا فيها سابقاً وتخرج فيها بدوره خلال العام 2017 وهو يحمل الآن رتبة ملازم ثانٍ في القوات المسلحة الأردنية .

mahdimubarak@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات