تتوالى الايام والليالي على المعتصمين من ابناء معان امام بيت الاردنيين ( الديوان الملكي ) وبظروف قاسية بلا مأوى او مستجيب , وهم ينتظرون من يسعفهم ويستمع لمطالبهم , والتي تشكل مطلب جميع الشباب العاطلين عن العمل , هؤلاء الزاحفون للمطالبة بحقهم بعيش كريم والذين اثقلتهم الاوضاع الاقتصادية فلم يعودوا قادرين على اعالة انفسهم واسرهم , جاءوا مشيا على الاقدام من اقصى الجنوب , من معان التي لم تتوانى يوما عن مد يد العون والاحسان لمن وطأ ارضها , معان النخوه والجود والاصالة والانتماء لثرى الوطن والولاء لقيادته .
اليس من المعيب في وطن الديمقراطية كما ندعي , ان يترك هؤلاء الشرفاء الذين لم يتطاولوا على مقدرات الوطن ولم يسرقوا مكتسباته , ويتقاسموا خيراته , هؤلاء الذين كل همهم ان يحصلوا على فرصة عمل لتوفير قوت ابنائهم بشرف , بلا مجيب . وهل بات من يطلب تأمين لقمة العيش بشرف في هذا الوطن لا يستحق العيش .
اليس من المخجل ان نحتفي بفنانات صفيقات من خارج الوطن , لم تحتفي بهم اوطانهم , وندفع لهم الالاف المؤلفة من اموال الوطن , تقلهم السيارات الفارهة وتأويهم الفنادق الراقية , وعلى مقربة من مكان الاحتفاء بهذه الحثالة يفترش ابناء الشرفاء المنادون بحقهم بالعيش والانتفاع بمكتسبات الوطن الارض ويلتحفون السماء .
اليس هذا المطلب حق مشروع يكفله الدستور , ام الدستور والقانون باتت فقراته هلاميه تنسحب على البعض وتغفل الاخر ؟
اين نواب الامة واعيانها من مأساة هؤلاء ؟ اين ابناء الوطن الشرفاء ؟ ام لم يعد للنخوة والفزعة وجود في وطن النشامى ؟ وانا لا اقصد هنا تأمين المؤى والغذاء فالخيرين لم يبخلوا ولكن اقصد المسانده المعنويه .
ان الصمت المطبق لاعلامنا ومسؤولينا تجاه هؤلاء المقهورين الذين بات حالهم يرثى له , مؤشر خطير على فشل حكوماتنا في معالجة ابسط بديهيات حقوق المواطن وهي تأمين عيش كريم لابنأئه , ولا زلنا نتشدق بمقولة ان المواطن اغلى ما نملك .