أمانة عمان .. هناك تقصير وهناك مسؤولية أخلاقية


 اكثر ما يثير الاستياء حديث البعض ودفاعه عن امانة عمان بالقول أن كميات الأمطار كانت كبيرة ولم تتوقعها الأمانه ، فكانت تلك الكارثة ! هذا يقوله مواطن بسيط او رئيس بلدية لمنطقة صغيرة ، أما ان يصرح به بعض المسؤولين في عاصمة عمرها 100 عام وتعدادها 3 مليون وزيادة وبامكانات هائلة فذلك غير مقبول ابدا .
ليست هذه هي المرة الأولى التي تغرق فيها المدينه وخاصة " وسط البلد " وتداهم الامطار المحال التجارية وتخرب الممتلكات وتخرب السيارات وتضرب البنية التحتية ، وامكانات امانة عمان كبيرة كي تواجه تلك المحنة التي تتكرر كل 3 - 4 سنوات دون ادنى تحرك جاد وفعلي لحل المشكلة التي باتت معضلة بالنسبة اليهم !
صحيح ان عمان مسقط وملتقى مياه الجبال كلها ، لكن هذا لا يمنع إنشاء عبارات ضخمه تستوعب تلك المياه او العمل على تصريف المياه في مناطق اخرى بعيدا عن وسط المدينة ،وهذا ليس بمحال ولا صعب ويتطلب الارادة ، والكل يعلم ان عبارات تصريف المياه وسط المدينة صغيرة تغلق بباكيت شيبس صغير او كميات من الأتربة التي اعتبروها هي سبب الفيضان ،وهذا ليس صحيحا .
لم نتعلم الدرس ولم نضع الخطط المطلوبة لتجاوز الأزمة المكررة .وكل عام سنضع اللوم على كميات الأمطار التي وهبنا الله وانعم علينا .اضف الى ذلك ؛ معرفة المواطنين لطبيعة عمل الشركات التي يعهد اليها بالعمل وكيف تقوم به ! فالمياه كما تشاهدون دوما تنساب بالقرب من المناهل وتبعد عنها وكأنها تهرب منها ، وطبيعة الشوارع التي لاتعرف كيف يجري اصلاحها وترميمها من خلال تلك الشركات التي تعمل احيانا دون رقابة وتتكشف العيوب في اول هطول للمطر،وتبدو انها ليست اكثر من قشرة ازفلتية القيت فوق الشارع القديم .
من حق الناس ان تعبر عن سخطها واستياءها من سلوك وادارة امانة عمان وتنظيمها لتكرار الفواجع ،فكانت قضية تصريف المياه اخر اهتمامات الامانه عبر عقود مضت والخسائر كانت كبيرة على البلد والتجار واصحاب السيارات ، وسندخل في ازمة اجتماعية جديده حين يتحرك اصحاب تلك المحال للمطالبة بالتعويض وهذا حقهم القانوني والشرعي لطالما أنهم ملتزمون بدفع ما يترتب عليهم من رسوم وضرائب ومواقف وارثفة وخلافه ، ولولا عناية الله لفقدنا الكثير من الناس غرقا وليس لشاب واحد نسأل الله له الرحمة والمغفرة .
بإختصار المدينة تحتاج لضمير والى إرادة والى انتماء كي تعالج مكامن الخلل الذي يفتك بالعاصمة كل عام بسبب الأمطار .
على أمين عمان ان يتحمل مسؤوليته الأخلاقية على الأقل لما اصاب "مدينته " من خراب جراء العاصفة المطرية وتقصيره الواضح حيال اتخاذ الاجراءات للحد من اضرارها



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات