سلة الأردن إلى كأس العالم


لوحة وطنية جميلة تلك التي رسمها منتخبنا الوطني لكرة السلة بعد فوزه على منتخب نيوزيلندا، ليتأهل بذلك لنهائيات كأس العالم في الصين في أيلول (سبتمبر) المقبل. المنتخب قدم أداء رفيعا أشعل المدرجات والمتابعين وأفرحهم. إدارة اتحاد كرة السلة والإسناد الفني واللوجستي والتنظيم كانت جميعها على مستوى يليق بالأردن. الأردنيات والأردنيون الذي حضروا ليشجعوا منتخبهم أظهروا حماسة ورقيا رفيعا. الأجهزة الأمنية، كما دوما، سطرت احترافية وانضباطا ومهابة مكنت الجميع من إنجاز أعمالهم والاحتفاء بهذا الانتصار الوطني.

هذا هو الأردن؛ الجميع يعمل بإخلاص وتفان، متشوقين للفرح ورؤية الإنجازات الأردنية العديدة التي غالبا ما تخفيها صعوباتنا الاقتصادية والمعيشية وموجات التلاوم السياسية المتكررة. الأردنيون كانوا دوما قادرين على الإنجاز، وقد شيدوا وطنا عظيما يحق لهم الافتخار به.

الرياضة أداة وطنية ومجتمعية مهمة للنهوض بالمعنويات الوطنية، وتحجيم التلاوم والسوداوية التي لا تريد إلا أن تظهر الأردن، زورا وبهتانا، على أنه بلد بلا منجز. أردنيات وأردنيون من شتى الأعمار والفئات والمناطق والأعمال قدموا ليساهموا بصناعة الإنجاز وليؤازروا منتخبهم ووطنهم. يجلسون واضعين تبايناتهم جانبا ليجمعهم معا حبهم لبلدهم لمنتخبهم وتشجيعهم له للفوز.

نشر الرياضة وروحها وعلى جميع المستويات مصلحة رئيسية للمجتمع، ويحقق أهدافا تتجاوز قطاع الرياضة فتشحن الروح الوطنية وترسخ الإيجابية وتظهر للأردنيين شأنا آخر يهتمون به بعيدا عن صعوبات وتعقيدات وتلاومات السياسة والاقتصاد. شأن يملأ أوقات الفراغ لدى الشباب بما هو مفيد ومحفز ودافع لهم للنجاح بالحياة العملية لأنه يعلمهم التصميم والإرادة والعمل والتنافس الشريف. آلاف الشباب قضوا أمس نحو ثلاث ساعات في المباراة كان سيقضيها غالبيتهم في مقهى أو أمام تلفاز بلا فائدة تذكر.

الرياضة وغيرها من المجالات كالموسيقى والفن والعمل التطوعي، ضرورية جدا للمجتمعات ولا تقل أهمية عن التعليم العلمي والصفي المنهجي. يجب أن نعلّم أولادنا ونعدّهم لزمان غير زماننا، فإذا كان التعليم العلمي الأكاديمي متطلبا كافيا للنجاح في الحياة العملية في السابق، فلا يمكن الآن لهذا النجاح أن يتحقق بدون مهارات عديدة يتأتى كثير منها من الرياضة والموسيقا والتطوع.

تحتاج الرياضة الأردنية المنجزة والمتفوقة لدعم رسمي وأهلي بما يمكنها من التقدم والتفوق. ولا بد من آليات دعم مؤسسية فاعلة تدعم التفوق وتشجع النجاح، وأن تكون رسمية وأهلية في آن معا لأن من الأردنيين الكثيرين ممن يريدون أن يسهموا في دعم النجاح بالمال والجهد والتطوع. ويجب التعامل مع هذا الشأن الوطني بعقلية غير تقليدية، فحجم الفائدة المتأتية من دعم هذا القطاع لا تقدر بثمن وتتجاوز المنظور والآني إلى ما هو أكثر وأبعد ليصب في خير المجتمع والصالح العام. يكفينا فقط أنه سيساعد الدولة في مسعاها لإظهار منجزات الأردن وجوانبه المشرقة بالرغم من ضيق الحال وحجم التحديات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات