في ذكرى مولد الحسين لشرفاء الاردن كلمة
عذرا ابا عبدالله إن تجاوزت في مقالي وخانتني ذكرياتي , فانت من الكرام الذين يقبلون عذري , شمخت في الخالدين حرا, كنا من أنصارك فبك سرنا, ومن أفكارك تعلمنا, فباتوا قلة هم الذين يتسابقون على قمم العظمة , لذلك تشد الرحال نحوهم فكان الخلود لهم, رجال عقيدة ومبدأ, لهم تاريخ مشرق , سكبوا النور في درب البشر, ومن هولاء القلة ذلك الخالد فينا الحسين طيب الله ثراه.
طبتم وطابت الأرض التي تحتضنكم, قلت يوما كونوا أحرارا في دنياكم, فالحر من شيمته ألا يغدر على الإطلاق, كنت في حياتك جامعة كاملة متكاملة , قمم يشرق الخلود عليها, فكنت البيت الذي نحج إليه عندما نبكي, حيث كان طيفك عندما تُقبل علينا أو نقبل عليك شفاء من كل داء,خجلي اليوم أني أراني صغيرا وحروفي صغيرة أمامك سيدي, فلا تلمني إن تعثّرت كلماتي, لان لا يوم كيومك أبا عبدا لله, فالسلام عليك يا أبيّ الضيم, يا من كانت له خصوصية كحاكم لم يشهد التاريخ المعاصر نظيرا لها, فكنت في مماتك كحياتك, اجتمع العالم في مؤتمر بموتك, دون أن تتكلم أو تغرد كما عهدناك , لكن الموقف كان أعظم من كل الكلمات , مثلّها صهيل حصانك السائر خلف نعشك, والذي ترك مشهدا اثّر في قلب كل من أتاه الله نفاذ بصيرة أو عقل راجح, وجعل العيون الدامعة شواهد على طيبتك وحسن معشرك.
أحييت الوحدة العالمية حتى وأنت غـائب,( ومن قال أن أمثالك يغيبون) , فأنت أبا عبدا لله الحاضر فينا دوما, كنت سيدا في حياتك وسيدا في مماتك وتاريخا يُتلى أناء الليل وإطراف النهار, حكمتنا 47 عاما كنت لنا المثل خلالها والقدوة, فُسرت بنا أمام ضخامة التحديات التي واجهناها, فكنت كحجر الصوان والذي إن انكسر فانه لا ينكسر بسهولة, راهن عليك القريب والبعيد, فكنت الرجل الذي يقول ويفعل, تؤمن بقول الله العزيز وأحاديث نبيه الكريم , تعرضت إلى الأسى لكنك ما عنّفت يوما ولا جرحت ولا أعدمت ولا يتمت ولا شردت, بل كنت المصلح المتسامح الباني, أمطرك الله بشابيب رحمته وأسكنك مع الصديقّين والشهداء وحسن أولئك رفيقا, بمقدار ما صنعت لنا من مجد ,وأبقيت نبضا في حياة الوطن, وما أنخت الرحل عند وفاتك ,لأنك ورثّت فينا شخصا أتم المسيرة وأبدع, ونحن خلفه كما كنا ذات يوما خلفك سائرون طائعون , فارقد بسلام فإننا لا ولن نخذله وفيه نفحة منك, هذا هو الحسين كان دوما شعبا في وطن , ووطن في شعب ,وِضع مرات عديدة في مواضع إما أن يكون فيها ذليلا أو حرا كريما, فاختار موقف الحرية دائما لأنها ولُدت معه بالفطرة, ولم يرضخ ولم يستسلم يوما لفئة أو أخرى لسبب أو لأخر, فأبى إلا أن يودّع تلك الحياة وهو يزرع الكرامة في قلب كل أردني, تلك الكرامة التي شغلت تفكيره وظهرت واضحة في حُكمه , حيث كانت تقوى كلما تقدم به العمر وتقدمت الخبرة حتى صنع مستقبلا لنا قل نظيره بين الأقرباء والغرباء, وها هم رفاق الأمس وأوفياء اليوم لعبدالله الثاني من أبناء شعبك يرددون:
الحسين قد عزف الخلود نشيده وتــــربع في سدرة الأزمان
من كان للأوطان قلبا خافقا كانت له نبضا بنو الأوطان
والسلام عليك يوم مت ويوم تبعث حيا. وجزاك الله خيرا على ما صنعت فينا, وان لله وان إليه لراجعون.
Quraan1964@yahoo.com
عذرا ابا عبدالله إن تجاوزت في مقالي وخانتني ذكرياتي , فانت من الكرام الذين يقبلون عذري , شمخت في الخالدين حرا, كنا من أنصارك فبك سرنا, ومن أفكارك تعلمنا, فباتوا قلة هم الذين يتسابقون على قمم العظمة , لذلك تشد الرحال نحوهم فكان الخلود لهم, رجال عقيدة ومبدأ, لهم تاريخ مشرق , سكبوا النور في درب البشر, ومن هولاء القلة ذلك الخالد فينا الحسين طيب الله ثراه.
طبتم وطابت الأرض التي تحتضنكم, قلت يوما كونوا أحرارا في دنياكم, فالحر من شيمته ألا يغدر على الإطلاق, كنت في حياتك جامعة كاملة متكاملة , قمم يشرق الخلود عليها, فكنت البيت الذي نحج إليه عندما نبكي, حيث كان طيفك عندما تُقبل علينا أو نقبل عليك شفاء من كل داء,خجلي اليوم أني أراني صغيرا وحروفي صغيرة أمامك سيدي, فلا تلمني إن تعثّرت كلماتي, لان لا يوم كيومك أبا عبدا لله, فالسلام عليك يا أبيّ الضيم, يا من كانت له خصوصية كحاكم لم يشهد التاريخ المعاصر نظيرا لها, فكنت في مماتك كحياتك, اجتمع العالم في مؤتمر بموتك, دون أن تتكلم أو تغرد كما عهدناك , لكن الموقف كان أعظم من كل الكلمات , مثلّها صهيل حصانك السائر خلف نعشك, والذي ترك مشهدا اثّر في قلب كل من أتاه الله نفاذ بصيرة أو عقل راجح, وجعل العيون الدامعة شواهد على طيبتك وحسن معشرك.
أحييت الوحدة العالمية حتى وأنت غـائب,( ومن قال أن أمثالك يغيبون) , فأنت أبا عبدا لله الحاضر فينا دوما, كنت سيدا في حياتك وسيدا في مماتك وتاريخا يُتلى أناء الليل وإطراف النهار, حكمتنا 47 عاما كنت لنا المثل خلالها والقدوة, فُسرت بنا أمام ضخامة التحديات التي واجهناها, فكنت كحجر الصوان والذي إن انكسر فانه لا ينكسر بسهولة, راهن عليك القريب والبعيد, فكنت الرجل الذي يقول ويفعل, تؤمن بقول الله العزيز وأحاديث نبيه الكريم , تعرضت إلى الأسى لكنك ما عنّفت يوما ولا جرحت ولا أعدمت ولا يتمت ولا شردت, بل كنت المصلح المتسامح الباني, أمطرك الله بشابيب رحمته وأسكنك مع الصديقّين والشهداء وحسن أولئك رفيقا, بمقدار ما صنعت لنا من مجد ,وأبقيت نبضا في حياة الوطن, وما أنخت الرحل عند وفاتك ,لأنك ورثّت فينا شخصا أتم المسيرة وأبدع, ونحن خلفه كما كنا ذات يوما خلفك سائرون طائعون , فارقد بسلام فإننا لا ولن نخذله وفيه نفحة منك, هذا هو الحسين كان دوما شعبا في وطن , ووطن في شعب ,وِضع مرات عديدة في مواضع إما أن يكون فيها ذليلا أو حرا كريما, فاختار موقف الحرية دائما لأنها ولُدت معه بالفطرة, ولم يرضخ ولم يستسلم يوما لفئة أو أخرى لسبب أو لأخر, فأبى إلا أن يودّع تلك الحياة وهو يزرع الكرامة في قلب كل أردني, تلك الكرامة التي شغلت تفكيره وظهرت واضحة في حُكمه , حيث كانت تقوى كلما تقدم به العمر وتقدمت الخبرة حتى صنع مستقبلا لنا قل نظيره بين الأقرباء والغرباء, وها هم رفاق الأمس وأوفياء اليوم لعبدالله الثاني من أبناء شعبك يرددون:
الحسين قد عزف الخلود نشيده وتــــربع في سدرة الأزمان
من كان للأوطان قلبا خافقا كانت له نبضا بنو الأوطان
والسلام عليك يوم مت ويوم تبعث حيا. وجزاك الله خيرا على ما صنعت فينا, وان لله وان إليه لراجعون.
Quraan1964@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
اخي احمد القرعان مقالة يستحقها الحسين طيب الله ثراه من كاتباً مرموقا مثلك ، فهذه الاسطر الجميلة بعبراتها وجملها المنتقى وشعرها لايستحقها الا الشرفاء مثل ابو عبدالله الملك ، فالامام تقدم يا صديقي العزيز ، وادعو الله اين يجير قلمك دائماً لمصلحة الدين والوطن والمواطن
وتقبل كل الاحترام