مبادرة الطالب الأنموذج: القيم والرسالية!!


إن الطالب الذي نريد اليوم، هو نتاج تلك التغيرات التي تتم بناءً على حاجة الفرد، ومواكبة العصر،...نريد الطالب المنفتح على أحداث العالم، برؤية متفحصة لما يتلقاه، وتنقله لنا مظلة العولمة.

نريد الطالب القادر على الحوار الإيجابي، الذي يسمو بفكره وأفعاله الخاصة لا التبعية، الطالب الواثق بقدراته الفكرية والعلمية ،المؤهل لاختيار الأفضل الموافق لعقيدته، القادر على تبني الأفكار البناءة، وصد الأفكار الهدامة، الذي لا يُخشى عليه من الغزو الفكري.

نريد الطالب الذي يعتز بدينه وقيمه ووطنه وأمته، الطالب الذي يتخذ القدوة الصالحة إستراتيجية له، متمثله بما تأصل فيه منذ نشأة أظفاره بالمنزل، النشأة الصحيحة واستتباعًا بما تؤهله له المدرسة، الطالب الذي يتحمل مسؤولية الكلمة ومسؤولية الفعل لأقصى حدود إمكانياته العمرية، الطالب المثقف الذي يغرف من شتى مجالات المعرفة حبًا في طلب العلم، الذي أوصى به رب العالمين، وأكده على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم- ؛ بما يؤهله لمواجهة الحياة حاضرًا ومستقبلًا.

نريد الطالب الذي يحترم الأعمال الحرفية، ويعتز بما لديه من خبراتها قادرًا على توظيفها فيما يفيده والآخرين من حوله، الطالب الذي يطلب لا الذي يُلقن، نريده مُطلعًا على أحداث العالم، ومجريات الأمور قادرًا على تحليل مشاكله الشخصية، وإيجاد الحلول والبدائل بالطريقة العلمية الصحيحة، الطالب الموهوب المبدع فيما وهبه الله من جوانب يتم صقلها ورعايتها وتوظيفها محليًا وعالميًا، نريده يحترم الجهود الإيجابية لدى الآخرين، مهما كانت ضئيلة، ويتطلع دائما نحو مستقبل أفضل.

ولإيجاد الطالب الذي يحقق الدور الانتقائي؛ لمواجهة التحديات، لا بد من الانتقال من الجانب شبه النظري إلى المستوى الواقعي الفعلي، لابد من خطوة مبدئية وأساسية، ونعود لنقطة البداية لنؤكد على متابعة أحداث المناخ التعليمي الملائم.

وإذا كنا قد بدأنا في إعادة النظر في المناهج وآلية التعليم، وفقا لذلك نؤكد بقوة على تجديد خبرات منسوبي التربية والتعليم، وإعادة تأهيلهم بالتدريب الذاتي والموجه، وفق متطلبات الطالب الذي نريد، وتنسيق جهودهم بدءًا من حسن تنظيم الوقت واستثماره فيما يفيد المتعلم في الدنيا والآخرة لصالح العملية التعليمية تحسباً لقوله تعالى"وقفوهم إنهم مسؤولون"، وإتقان العمل واحتساب الأجر في ذلك " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. "

ولابد من مراعاة المتعلمين واحتياجاتهم التربوية " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، واعتبار المقررات الدراسية وسائل؛ لتحقيق النمو وليست غاية، وربط قلوب المتعلمين بالله سبحانه وتعالى، ووصلها بكتابه العزيز تلاوة وتدبرًا ، و ترسيخ القيم والمبادئ في نفوس طلابهم، وانتهاز الفرص للتوجيه التربوي والديني لسلوكيات المتعلمين في الحياة اليومية داخل وخارج الفصل وخارج أسوار المدرسة بالترغيب لا الترهيب، والتنويع في استخدام طرق التدريس مراعاة للفروق الفردية واحتياجات الطلاب وميولهم، وإيجاد بيئة تعليمية محببة لقلوبهم، على أن يكون الهدف الأساس هو التدريب على التفكير السليم لا الاقتصار على التلقين والحفظ ونقل المعلومات، ويأتي ذلك بتوظيف استراتيجيات التعليم والتجديد والتنويع والإبداع في تطبيق المنهج، واقتصار دور المعلم في التوجيه لمسارات التفكير لدي الطلاب مع الاهتمام بالحوار والإلقاء السليم، وعلى كل معلم أن يعد نفسه معلمًا للغة العربية.

إن ما نأمله هو تنمية التفكير الناقد، وطرق الاستدلال من خلال التدريب الصحيح على حل المشكلات بالطريقة العلمية، والتوظيف الفعال لمعامل العلوم والمعامل اللغوية والحاسب الآلي في ممارسة النواحي التطبيقية للمادة، وينبغي أن يتعدى التقويم قياس حفظ المعلومات إلى الملاحظة والاستفتاء وتقويم سلوكيات المتعلم التطبيقية الفعلية نتيجة للمعارف المكتسبة.

ولا ننسى أهمية إشراك أولياء الأمور بصورة مباشرة لمتابعة أبنائهم، وتوعيتهم من خلال الاجتماعات ووسائل الإعلام، نماذج، نشرات إرشادية وتوعوية ونحوها.

وأخيرًا نؤكد أن الطالب الذي نريد لا يأتي إلا بالانتقال الإجرائي للمفاهيم السابقة في شموليتها، وصدق عطائها، وتجنيد الجهود وتكاملها ثقافيًا، واجتماعيًا، وسلوكيًا، ....

MOHDLASASMED@YAHOO.COM



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات